كشفت مصادر دبلوماسية لـ”وكالة الأنباء المركزية” مطلعة ان رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه سيعقد خلال الايام الثلاثة التي يمضيها في لبنان لقاءات مع المسؤولين والقادة السياسيين من التوجهات كافة لاستطلاع الاراء ومحاولة تلمّس اي جديد من شأنه ان يحدث خرقا او يؤثر في مآل الاوضاع، خصوصا ان عارفي المسؤول الفرنسي الرفيع لا ينفكون يتحدثون عن مدى حبه للبنان ومواقفه شاهدة الى ذلك، وهو الذي زاره أكثر من ثلاثين مرة حتى خلال فترة الحرب الاهلية.
وعشية الزيارة، كشف دبلوماسي عربي في باريس لـ”المركزية” عن تقرير فرنسي رُفع الى المسؤولين تحت عنوان “الحل في لبنان باتفاق اللبنانيين ” يشير في مضمونه الى ان فرصة لبننة الاستحقاق الرئاسي ما زالت قائمة، وعلى اللبنانيين التقاطها من خلال اتفاق في ما بينهم على النهوض بوطنهم وتعاونهم لما فيه مصلحة لبنان اولا. وينبه التقرير الى ان “على اللبنانيين جميعا ان يفهموا جيدا بان الوضع دقيق وحرج والمرحلة التي تمر بها المنطقة صعبة جدا وبالغة الحساسية ، وان يتحملوا المسؤولية لانقاذ الوطن والانكفاء عن انخراطهم في المشاريع التي تسهم في دفعه الى المجهول . ويختم بالتأكيد ” ان ابرز التحديات التي يواجهها اللبنانيون اليوم هو تفاهمهم من اجل مصلحة لبنان.”
وفي معرض السؤال عما اذا كانت زيارة لارشية تلغي زيارة الرئيس فرنسوا هولاند او تمهد لها او ترجئها ، تقول المصادر ان الزيارتين غير مرتبطتين ببعضهما البعض ولكل اهدافها ، غير ان زيارة هولاند لم يحدد موعدها بعد وتبقى نوعا ما رهن الاتصالات التي تجريها فرنسا من اجل تذليل العقدة الكأداء التي تمنع انجاز الاستحقاق، وابرز محطاتها منتصف تشرين الثاني المقبل خلال القمة الفرنسية- الايرانية في باريس التي احال اليها الرئيس حسن روحاني سؤال هولاند عن رئاسة لبنان باعتبار انها تحتاج لمزيد من البحث خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة. وتضيف “ان اشكالات بروتوكولية قد تعوق الزيارة راهنا وتوجب ارجاءها الى حين انتخاب رئيس ، تتصل بالجهة الى ستوجه الدعوة والمقار التي يزورها والشخصيات التي تستقبله واين، ما دام لا رئيس في قصر بعبدا والصراع السياسي على أشده ، وهل ان الرئيس تمام سلام بصفته رئيسا لمجلس الوزراء الذي يتولى الصلاحيات الرئاسية في ظل الفراغ يستقبل هولاند الذي يكتفي بزيارة بكركي وسيدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وينتقل الى السفارة للقاء الشخصيات اللبنانية؟ مجموعة التساؤلات هذه وصلت اصداؤها كما تقول المصادر الى دوائر الاليزيه التي تعكف على دراستها ومعالجتها بما يلزم تلافيا لتداعيات تصيب جوهر الزيارة التي تحرص فرنسا على ابقائها في منأى عن التجاذبات السياسية اللبنانية.