هاجر كنيعو
يختلف المعنيون في القطاع السياحي في تقييم عمل الفنادق والمنتجعات السياحية خلال موسم الصيف المنصرف، منهم من يصف الوضع بـ«المأساوي» في حين يجزم القسم الآخر أن هذا الموسم شهد إقبالاً لافتاً لم يشهده لبنان منذ العام 2010.
وإذا كان بعض الفنادق سينضم إلى لائحة الفنادق المقفلة نهائياً مع إعلان فندق «مونرو مركزية» عزمه إقفال أبوابه مع نهاية السنة الجارية نظراً لحجم الخسائر المتراكمة التي مني بها هذا القطاع منذ إندلاع الأحداث الأمنية والسياسية، فإن هذا الأمر لا ينطبق على بقية الفنادق الأخرى في العاصمة بيروت وخارجها لاسيما في إهدن، شوف، البترون حيث وصلت نسبة الإشغال فيها إلى 100% حتى بداية الشهر الجاري. بل اكثر من ذلك، فإن وزارة السياحة اشرفت هذا العام على تدشين 3 فنادق جدد في عاليه وجونية ما يعكس صورة «تفاؤلية» في مواجهة الصورة السوداوية التي يروج لها البعض!
مما لا شك فيه أن الحراك الشعبي والمظاهرات وما رافقها من أعمال شغب وفوضى شكلت ضربة موجعة للفنادق المحيطة بوسط بيروت حيث مركز الإحتجاجات على أثر إلغاء العديد من الحجوزات لتتحول إلى وجهات أخرى مثل تركيا، قبرص ومصر.
جريدة «الديار» قامت بجولة على أبرز الفنادق المجاورة لساحة النجمة ولوسط بيروت التجاري ، فتبيّن أن هذه الفنادق تعمد إلى الإقفال الجزئي تخفيفاً للتكاليف وتشهد «حربَ» أسعار شرسة على حساب نوعية الخدمات ومستوى الفندق المصنف 5 نجوم، ليس بهدف تحقيق الأرباح بل ضمانةً لإستمراريتها. يؤكد مدير التسويق والمبيعات في فندق رامادا روي بو غاريوس أن نسبة الإشغال في الفندق تراجعت إلى 40% مع بداية التحركات المطلبية بعدما لامست هذه النسبة ال 90% خلال فترة العيد وحتى بداية ايلول، علماً أن نسبة السياح الخليجيين لم تتجاوز ال 12% من إجمالي السياح ، في حين أن الإعتماد يتجه أكثر فأكثر نحو السائح العراقي ، المصري والأردني أما السائح الأوروبي فهو الأكثر تأثراً بما يشاهده على الإعلام الفضائي من تراكم النفايات على الطرقات وتفشي حالة اللاإستقرار. في مواجهة هذه الأزمة ، لجأ فندق رامادا بحسب غاريوس إلى تخفيض الأسعار بنسبة 40% جذباً للزبائن في حين تم إقفال 3 طوابق أي ما يعادل 30 غرفةً تخفيفاً للتكاليف.
المشهد نفسه يتكرر في فندقEtoile Suites الذي يقع قرب محيط جريدة النهار، إذ يشدد المدير العام عبد الله الفواز على أن نسبة الإشغال المرتفعة داخل الفندق ليست معياراً على الإطلاق «بدليل أن الغرف في فندق 5 نجوم تؤجر بأسعار مدعومة شبيهة باسعار الشقق المفروشة أو الفنادق الأقل فخامة اي 3 نجوم أو نجمتين، على سبيل المثال الغرفة تؤجر ب 70 دولار مقابل 120 دولار في السابق فقط لتغطية التكاليف الأدارية».
أمّا أوتيلLE GRAY فهو الأكثر تضرراً بسبب المواجهات التي حصلت الأسبوع الفائت بين القوى الأمنية وأفراد الحراك، وما رافق ذلك من تعدٍ على حرم الفندق وألحق به خسائر مادية ، فما هو حجم هذا التأثير؟؟؟
لا تنفي مديرة العلاقات العامة والتسويق ريتا سعد أن الأحداث الأخيرة اثرت بشكل كبير في نسبة الحجوزات التي ألغي القسم الأكبر منها، وأنخفضت نسبة الأشغال من 88% في فصل الصيف من مختلف الجنسيات (40% عرب، 37% أجانب إلى جانب جنسيات مختلفة) إلى أقل من 50%. وتشير سعد إلى أنه مع إنتهاء موسم السياحة، يروج حالياً إلى سياحة المؤتمرات « عبر إستقبال وفود صغيرة من رجال الأعمال والشركات اللبنانية والأجنبية». ورغم كل الظروف، تكشف سعد عن التحضيرات الجارية لإفتتاح 3 طوابق جدد في الفندق تشمل 18 غرفة، وصالة مؤتمرات، صالة أفراح ، صالة إنتظار وصالة للمعارض «إيماناً بهذا البلد الجميل».
من «مونرو مركزية» إلى مونرو المقابل لفينيسيا، فرغم أن هذا الفندق يقع خارج نطاق المظاهرات والإحتجاجات إلا أنه تأثر بشكل كبير في ظل تراجع نسبة الإشغال إلى 35% .
وفي وقت ترفض مديرة المبيعات سارة قطايا اللجوء إلى خفض الأسعار إحتراماً لمعايير الفندق ونوعية زبائنه وخدماته، تشكو من حجم الخسائر بعدما ألغيت الكثير من الحجوزات «فعلى سبيل المثال، ألغى وفد سياحي من مصر حجزه لـ60 غرفة في الفندق بعدما منعت الدولة المصرية رعاياها من المجيء إلى لبنان إلا بتصريح من أمن الدولة».
ـ خارج الوسط التجاري ـ
في الفنادق التي تقع خارج نطاق الوسط التجاري، تختلف الصورة نهائياً وكأننا في بلد آخر: معدل الإشغال في أبرز فنادق 5 نجوم : الموفنبيك، فينيسيا، كورال بيتش، four seasons، حبتور، Riviera، فنادق روتانا لا يقل عن 85% ويصل احيانا إلى 100% في أوقات تدفق الوفود المشاركة من مختلف الجنسيات لحضور مؤتمرات ومعارض وأعمال.
يجمع القيميون على هذه الفنادق أن تأثير الأحداث الأخيرة كان محدوداً ومبالغاً به ، رغم أن الزبائن اصبحوا اكثر ترقباً لتطورات الأحداث قبل تأكيد الحجوزات نهائياً ، ويشيرون إلى نسبة الإشغال في الفنادق ترتفع 100% خلال يومين أو ثلاثة ايام ، لتعود وتنخفض إلى 70% بعد إنتهاء المؤتمرات ومغادرة الوفود المشاركة.
يذكر أن فندق فينيسيا يستعد لإستقبال 700 شخصية من مختلف الجنسيات للمشاركة في مؤتمر ينعقد خلال اليومين المقبلين لترتفع معه نسبة الإشغال إلى 100%.
وفي وقت يرتفع العرض عن الطلب، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع اسعار الغرف إلا أن هذه الفنادق ترفض رفضاً قاطعاً لجوء إلى سياسة خفض الأسعار حفاظاً على نوعية الخدمات والزبائن إنما التخفيض الحاصل هو لا يدخل ضمن التخفيض الغير إعتيادي بل تماشياً مع موسم الشتاء الذي يعد low session.
تجدر الإشارة إلى أن ثلاثة وفود قد ألغيت حجوزاتها في فندق الموفنبيك في أيلول الفائت ( 60 غرفة) تأثراً بالأوضاع الأمنية.