– عقدت نقابة صيادلة لبنان مؤتمرها الثالث والعشرين بعنوان “الصيدلة تلازم العلم والممارسة”، برعاية وزير الصحة وائل ابو فاعور وحضوره، في مركز بيروت للمعارض- بيال، في حضور ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عمار حوري، رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاطف مجدلاني ونقباء المهن الحرة.
حسونة
وبعد ترحيب وتقديم من أمينة سر النقابة ندى سعادة، تحدث نقيب الصيادلة ربيع حسونة، فقال: “ينعقد مؤتمرنا الثالث والعشرون هذا العام في زمن نحن فيه بأمس الحاجة لأن تكون ممارسة مهنة الصيدلة قائمة على العلم والدقة والمعرفة. فان جل ما نعانيه هو الفجوة الكبيرة ما بين ما تعلمناه من علوم الصيدلة وبين ما نمارسه على ارض الواقع، من هنا قبلنا التحدي وابينا ان لا تكون القوانين فقط حبرا على ورق، وعمدنا الى تطبيق قانون التعليم المستمر. ان هذه التجربة الرائدة التي قامت بها النقابة والتي عممت على الكثير من الدول العربية الشقيقة والتي نالت اعجاب الكثير من المنظمات الصيدلانية الدولية، يعود فضل نجاحها الى ايمان الزملاء الصيادلة بمهنتهم وبتلازم العلم والممارسة كي يستطيع الصيدلي خدمة مجتمعه بنزاهة وكفاءة وامانة وان يكون بذلك له الدور الاساس في ادارة علاج المريض”.
أضاف: “ان هذا النجاح انعكس بشكل لافت على نوعية المؤتمرات التي نقوم بها والتي تشهد مشاركة كثيفة من الزملاء حيث ارتفع العدد من 1200 صيدلي في السنوات السابقة الى اكثر من 3500 صيدلي خلال هاتين السنتين، وكذلك نوعية المحاضرين والمواضيع القيمة التي تعرض والتي تعود بالفائدة على الصيادلة وممارستهم لمهنتهم. ان هذا العمل يجب ان يتوج بجهد اضافي حتى يصبح مؤتمر الصيادلة في لبنان مؤتمرا عالميا يستقطب الكثير من المراجع العلمية العالمية في علوم الصيدلة، خاصة بعد تبوأ لبنان مواقع متقدمة ان على صعيد المستوى العربي لرئاسة اتحاد الصيادلة العرب او في الاتحاد الدولي للصيادلة وترؤسه المكتب الاقليمي للشرق المتوسط”.
وتابع: “ان مهنة الصيادلة تشهد تطورا مستمرا في العالم، ومن واجب النقابة مواكبة هذا التطور بثورة تشريعية دائمة تحصن مهنة الصيدلة وترتقي بها على قاعدة ان الحقوق ليست امتيازا بل شرط ضروري للقيام بالواجب تجاه المريض. ومن هذا المنطلق سمحت النقابة بانشاء جمعيات اختصاص تعمل تحت سقف النقابة وتقوم بالابحاث الضرورية لمواكبة تطور كل اختصاص عالميا وطرحه على مجلس النقابة لاقراره والسير فيه عبر الجهات المختصة لاستصدار القوانين والقرارات اللازمة”.
وأكد “ان تطور مهنة الصيدلة وحمايتها لا يكون الا من خلال علاقة الشراكة والتكامل مع وزارة الصحة والتعاون الوثيق مع لجنة الصحة النيابية، وهذا التعاون قد اثمر جملة قوانين وقرارات وكذلك مشاريع قوانين نسعى جاهدين لاصدارها”.
وقال: “ان السنوات الثلاث التي مضت من عمر النقابة قد شهدت الكثير من المطالب من وزارة الصحة العامة تم تلبية الكثير منها، وتبقى قضية الجعالة، القضية المركزية التي يظلم بها الصيادلة في كل يوم، وهذا باعتراف وزير الصحة العامة. وهنا لا بد من ان نشكر وزير الصحة العامة لثقته بمجلس النقابة وباعطائها صلاحيات واسعة في التفتيش لم تكن من الايام متوافرة وعلى جميع المؤسسات الصيدلانية. كذلك، قام وزير الصحة بالتوقيع على مجموعة قرارات مشاريع قوانين حولت الى مجلس الوزراء. اننا ايضا نشكر رئيس لجنة الصحة النيابية لمواكبة كل هذه القرارات والانجازات وما زلنا ننتظر تحويل قانون صيادلة المستشفيات والصيدلة السريرية الى لجنة الصحة النيابية لاقراره بعدما تم التوافق عليه مع نقابة المستشفيات والاطباء”.
وختم: “ان علاقتنا مع شركات الدواء يجب ان تكون مبنية على الصراحة والندية ولا يجب ان تكون في مطلق الاحوال على حساب الصيادلة. ان النقابة لم تتوان يوما في مطالبة حقوق الصيادلة وبالفعل فقد تم رفع العديد من الشكاوى ضد بعض الشركات الى وزارة الصحة العامة ووصلت الامور الى القضاء حيث اخذت النقابة حكما يعطيها الحق بالاطلاع على بعض مبيعات الادوية التي قد تكون موجهة لبعض الصيدليات وتضر بمصالح الصيادلة الاقتصادية والتجارية”.
ابو فاعور
والقى ابو فاعور كلمة قال فيها: “هذا الشعار الذي ترفعون اليوم لمؤتمركم “تلازم العلم والممارسة” يأتي في وقت تحتاج اليه البلاد اكثر من اي يوم مضى، واسمحوا لي ان اضيف اليه الاخلاق خصوصا اننا كصيادلة نحتاج الى الاخلاق اكثر من سوانا من المواطنين والسياسيين ونواب وعاملين في الشأن العام. فبين ايديكم وايدينا ارواح وحياة مرضى لذا طبيعي التحلي بالصدق والاخلاق، العلم جيد والممارسة العلمية جيدة ايضا لكن من دون اخلاق نحن كمركب دون شراع وريح، مصيره الغرق. ولعل ما احوجنا الى الاخلاق اليوم واكثر من اي يوم آخر في ظل هذه الغضبة الشعبية التي تعبر عن وجع الناس. الحراك مطالبه محقة وهي مطالب كل اللبنانيين وهو تاليا نتيجة خلل في الممارسة الاخلاقية والوطنية. الممارسة ضروري تحصينها بالاخلاق لترتقي الى مستوى المسؤولية العلمية الصحيحة والجيدة”.
أضاف: “انها مناسبة اليوم لأؤكد على العلاقة الطيبة مع النقابة واعضائها. الصيادلة يعتقدون ان وزارة الصحة اخذت منهم. نعم لقد تم ذلك عبر تخفيض سعر الدواء ولكن ما اخذ اعطي لكم كمواطنين. علما انه تم ايضا اخذ الكثير من مصنعي الادوية ومستورديها. الاخذ جاء على حساب الشركاء وبالتعاون الذي كان على اتمه مع النقيب ربيع حسونة ومجلس النقابة. صحيح انه كانت هناك تناقضات ولكن مع ذلك ارسينا تفاهمات فالاجراءات التي اتخذت مع هيئة التفتيش الصيدلي تمت بالشراكة مع النقابة ومكنت الوزارة من تطهير القطاع الصيدلي. المؤسسات كما تعلمون تقوى بتطهير نفسها وهذا مثال ضروري ان يحتذى ما بين الدولة وسائر القطاعات”.
واستطرد: “في مسألة الحصانة اعترضت على التطبيق الخاطئ، فالحصانة لا تكون للحماية من الخطأ انما هي في وجه الظلم والتعسف، وهكذا يجب ان تكون للصيدلي”.
وختم: “اشكر مجلس النقابة وعلى رأسه النقيب الصديق واتمنى في انتخاباتكم المقبلة انتصار الخيار الديموقراطي والا تكون النقابة ساحة للصراع السياسي”.
ثم سلم مجدلاني وحسونة درعا تكريمية لابو فاعور.
ابراهيم
وكانت كلمة للأمين العام لاتحاد الصيادلة العرب على ابراهيم الذي قال: “شرف كبير لنا ان نكون بينكم من هذه المناسبة السنوية المهنية العلمية لصيادلة لبنان. والشرف الاكبر ان نكون بينكم ومعكم اليوم باسم جميع صيادلة الوطن العربي من اتحادهم، اتحاد الصيادلة العرب، من المحيط الى الخليج، هذا الاتحاد الذي كان لبلدكم وابائكم الصيادلة منذ العام 1945، وهو الوعاء العربي الذي يضم جميع صيادلة الوطن العربي وجميع المهن الصيدلية يضمها ويحميها ويصقلها ويدافع عنها ليؤكد اهمية المهنة وعظمة الصيدلاني العربي، فكان اتحادكم هو الدافع وراء نجاح توطيد الصناعة الدوائية في الوطن العربي. واليوم نراها تحتل مكانها الداعم للاقتصاد العربي وحمايته. اتحادكم كان وراء تطوير التعليم الصيدلي في معظم الجامعات العربية واطلق تجمعا مهنيا علميا اسمه مؤتمر كليات الصيدلة، واصبح من اهم الجمعيات العلمية على مستوى الوطن. واتحادكم ساهم في انطلاق هيئة العلماء والخبراء العرب (ابسو) وهو تجمع للعلماء والخبراء العرب من اجل دعم مهنة الصيدلة ووضع استراتيجيات الصحة الدوائية، للعمل على توصيل دواء آمن وفعال للمريض والقضاء على الدواء المزور والمغشوش، واطلقت ابتكارها العلمي العالمي في القضاء على الدواء المزور والمغشوش والذي اصبح من اهم الابتكارات التي تطبق الآن من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية”.
أضاف: “اليوم ايضا يسعى اتحادكم لاطلاق البورد العربي الصيدلي، لمنح درجة الزمالة العربية للصيدلي من التخصصات الصيدلية المختلفة ومنح شهادات معادلة عربية لكافة خريجي الصيدلة من الجامعات العربية المعتمدة، وذلك من اجل العمل بها في كافة الدول العربية دون امتحانات اخرى، كما تعمل مع البورد الاميركي والكندي والاوروبي من اجل الاعتراف ومن اجل ان يحصل الصيدلاني على البورد الاميركي او الاوروبي عندما يحصل على البورد العربي، وذلك من خلال عمل سوف يتم قريبا دعما للصيدلاني العربي ورفع مكانته العلمية”.
الشخشير
اخيرا تحدث وزير البيئة المصري طاهر الشخشير، ومما قال: “لا يخفى عليكم التطور الكبير في علوم الصيادلة والدواء، وهذا يحتم علينا مواكبة هذا التطور وتحديث وتوحيد تشريعاتنا التي تتعلق بمهنة الصيدلة على امتداد وطننا العربي الكبير ودعم صناعتنا الدوائية العربية وصولا لملف تسجيل موحد ودستور دوائي عربي موحد”.
ودعا الى “تعميق التعاون بين بلدينا الشقيقين في المجال الصيدلاني لما ينعكس ايجابا على خدمة شعوبنا واخواننا المواطنين في كل البلدين، مستفيدين من الروابط والاواصر الاخوية التي تربطنا في الاردن ولبنان”.
وشكر نقابة صيادلة لبنان قائلا: “اتمنى لمؤتمركم النجاح والتوفيق وتحقيق كل ما نصبو اليه من اهداف تسهم في تطوير الخدمة الصيدلانية لعلاج المريض والتخفيف من آلامه، والرقي بمهنتنا الانسانية الى مستوى طموحاتنا، وادعو الله ان يحفظ لبنان آمنا مستقرا وان يديم نعمة العلم والسلام على شعبه الشقيق”.
ختاما جرى تكريم عدد من الصيادلة القدامى الذين عملوا على تطوير المهنة والقطاع، وتم تسليمهم درع النقابة.