أبرمت عشر شركات بترول عملاقة اتفاقية شراكة تهدف إلى تعزيز الاجراءات والاستثمارات لمكافحه تغير المناخ، والحد من غازات الاحتباس الحراري، الناتجة عن قطاع الطاقة حيث وقع رؤساء ومديري تلك الشركات في العاصمة الفرنسية باريس، بيانا مشتركاً للعمل والتعاون على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن صناعة الزيت والغاز. وتأتي الاتفاقية في إطار سلسلة من المساعي الدولية للمحافظة على البيئة والتي ستتوج بانعقاد الدورة 21 لمؤتمر الأمم المتحدة، بشأن تغير المناخ في نهاية عام 2015، كما أطلقت المبادرة المناخيّة لشركات البترول، تقريرها المشترك بعنوان (طاقة أكثر وانبعاث اقل) والذي سلّط الضوء على الإجراءات العملية التي اتخذتها الشركات الأعضاء في مجال مكافحة تغير المناخ.
الاتفاقية تمت بحضور سياسيين ومسؤولين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة وقياديين في مؤسسات بحثية، فضلا عن رؤساء الشركات العشر الأعضاء، وهم أرامكو السعودية، و”بي جيقروب”، و”بي بي”، و”إيني”، و”بيميكس”، و”ريلاينس”،و”ريبسول”، و”شل”، و”ستات أويل”، و”توتال، وهي شركات تمثل معاً قرابة خمس الإنتاج العالمي، من الزيت والغاز والذي يفوق 10 % من إمدادات الطاقة في العالم. وتأتي مبادرة المناخ لشركات الزيت والغاز تنفيذاً للمبادرة البيئية التي سبق وأعلن عن إطلاقها المهندس خالد الفالح، الرئيس السابق لمجلس إدارة أرامكو السعودية، في سبتمبر 2014، أثناء اجتماع قمة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث قال الرئيس الحالي لارامكو المهندس أمين الناصر، ان الشركة تعتز بكونها أحد الأعضاء المؤسسين لمبادرة المناخ لشركات الزيت والغاز. وأكد المهندس أمين الناصر، أن أرامكو السعودية ستظل تلعب دوراً ريادياً في الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات، كما ستعزز إسهاماتها المستقبلية المرتبطة بمكافحة التغير المناخي وذلك من خلال التركيز على تطوير التكنولوجيا والابحاث والابتكار، مشيرا ان كفاءة
الطاقة اولوية كبرى لضمان الاستدامة في أعمال الشركة وتعزيز موقعها العالمي الذي يتسم بالموثوقية العالية.
يشار ان شركة ارامكو لديها برنامج لحماية البيئة تأسس عام 1963، بهدف ترشيد كفاءة استخدام الطاقة على المستوى
الوطني، إضافة إلى مواصلة تحسين كفاءة الأداء في مختلف مرافق الشركة، وذلك من خلال الاستعاضة عن محطات توليد الطاقة القديمة وذات الكفاءة المنخفضة بمحطات ومعامل جديدة، ذات كفاءة وتقنية عالية، مما يساعد أيضاً في تحقيق وفورات كبيرة في الوقود المستخدم. وتمكن البرنامج من خلال دراساته المختلفة من العمل على تقنيات اكثر امانا للبيئة، من ابرزها الحد من حرق الغاز، حيث تعد أرامكو السعودية رائدة الصناعة في هذا المجال، اذ انخفضت كمية الغاز المحروقة إلى أقل من 1 %، وهذه النسبة هي الأقل في العالم، كما تفوقت ارامكو في تقنية استغلال الغاز المصاحب لعمليات الحفر والتي تعمل عليها في 432 موقعاً للآبار وتعمل أرامكو على نطاق واسع في مشاريع البحث والتطوير المتقدمة في مجال الوقود النظيف بالشراكة مع شركات تصنيع السيارات، وذلك لزيادة كفاءة السيارات في توفير الوقود وخفض التلوث والانبعاثات من المحركات، كما بدأت أرامكو أول مشروع تجريبي لحبس وتخزين الكربون لتعزيز استخلاص الزيت. علاوة على ذلك، تدرس أرامكو القيام بمشاريع لإنتاج 300 ميغاواط من الكهرباء عن طريق الرياح والطاقة الشمسية، لتحل محل الوقود السائل في توليد الطاقة الكهربائية.