IMLebanon

تفاهمات سريّة بين الأسد و”داعش” لتوليد الكهرباء

GasFieldDeirElZourSyria
كشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية عن تفاهمات سرية بين النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بشأن إمدادات الغاز الطبيعي التي يحصل عليها نظام بشار الأسد لتوليد الكهرباء.
وقالت الصحيفة في تحقيق استقصائي أجرته مع عدد من العاملين في بعض حقول الغاز التي تخضع لسلطات “داعش”، إن هنالك اتفاقاً خفياً بين الجانبين في إنتاج الغاز وخدمات الكهرباء.

ونسبت الصحيفة البريطانية في تقرير مطوّل عن التعاون في خدمات توليد الكهرباء بين “داعش” ونظام الأسد، إلى أحد المهندسين، ويدعى أحمد – 25 عاماً ـ أنه كان فرحاً حينما تخرّج من جامعة دير الزور وحصل على عمل بمؤسسة الغاز الوطنية السورية، لكنه سرعان ما اكتشف أنه سيعمل في حقل توينان لإنتاج الغاز الذي أصبح إحدى الصفقات المشتركة بين نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة.
وقال أحمد إن الحقل ليس بعيداً عن القاعدة العسكرية التي قامت “داعش” بقتل عدد من الجنود فيها وعلّقت رؤسهم. ويضيف، في حديث بالهاتف مع الصحيفة، “إنها مسألة مخيفة، ولكن ليس لدي خيار آخر”.
وأحمد مثل العديد من العاملين في محطة توينان طلب تغيير اسمه خوفاً على عائلته، وقال: “السوريون مثلي ببساطة لا توجد لديهم فرص عمل أخرى في سورية”.
ورغم أن تنظيم الدولة ونظام بشار الأسد يتقاتلان، إلا أنهما يتفقان في تقاسم حقول الغاز بسبب الحاجة إلى الكهرباء. ويستخدم الغاز في توليد 90% من الكهرباء التي يعتمد عليها النظام السوري وداعش.
ويسيطر التنظيم على 8 محطات لتوليد الكهرباء، بما في ذلك ثلاث محطات تعمل بالتوليد الهايدروليكي.
ومنذ مدة يتهم معارضون سوريون ومسؤولون غربيون نظام بشار الأسد بتنفيذ صفقات نفط سرية مع تنظيم “داعش” الذي يسيطر تقريباً على معظم حقول النفط في شرق سورية.

ونفت وزارة النفط والموارد الطبيعية السورية في بيان مكتوب وجود هذا التعاون، رغم اعترافها بأن بعض موظفيها يعملون تحت حماية “داعش”. لكن التحقيقات التي أجرتها “فاينانشيال تايمز” تثبت وجود تعاون قوي بين النظام و”داعش” في حقول الغاز التي يستخدم إنتاجها في توليد الكهرباء. وتشير الصحيفة إلى أن معظم الذين ترسلهم حكومة الأسد للعمل مع “داعش”، مثل المهندس أحمد، من السنّة. ومن بين المهندسين العاملين في مؤسسة الغاز الوطنية السورية الذين أرسلتهم الحكومة إلى محطة توينان التي تستولي عليها “داعش” المهندس مروان ـ 25 عاماً ـ الذي أبلغ الصحيفة أن الاتفاق بين الحكومة السورية وشركات الغاز الخاصة و”داعش” تتركز في خدمات الكهرباء، وتقوم على أساس أن تدفع الحكومة السورية أجور ومعيشة العاملين في الحقول، فيما يقوم التنظيم بتوفير الغاز لتوليد الكهرباء. وفي النهاية يقتسم الجانبان الكهرباء. ومثالاً على ذلك، يقول مروان إن العاملين في حقل توينان للغاز القريب من حلب، يقومون بإرسال الغاز المنتج إلى محطة توليد كهرباء حلب، التي تنتج نحو 120 ميغاوات. ويقوم نظام الأسد والتنظيم باقتسام الكهرباء المنتجة، حيث تأخذ حكومة دمشق 120 ميغاوات، فيما يأخذ تنظيم داعش 50 ميغاوات. وحسب الصحيفة، فإن “داعش” يستخدم نصيبه في العديد من حقول الغاز لتلبية الاحتياجات المنزلية، فيما يقوم ببيع الباقي في السوق. وينتج حقل توينان ما يعادل 300 برميل يومياً من المكثفات الغازية. وتدير حقل توينان شركة “هيسكو” التي يملكها رجل الأعمال السوري جورج حسواني، الذي يخضع للحظر من قبل الاتحاد الأوروبي بسبب تعاونه مع “داعش” ونظام بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن “هيسكو” تدفع 15 مليار ليرة سورية (أي نحو 50 ألف دولار شهرياً) لتنظيم الدولة من أجل حماية معداتها.