Site icon IMLebanon

الجميل: الحوار “مجموعة مونولوغات”

amine-gemayell

ابدى الرئيس أمين الجميل ايمانه بقدرة اللبنانيين على تجاوز الازمات ومحاربة اليأس ويظهر تعاطفا مع مطالب الحراك المدني على الرغم من الملاحظات الكثيرة عليه. وابدى قلقه في حديث لصحيفة “المستقبل” من المرحلة العبثية ورفض الاستكانة الى نظرية “ انجاز استقرار الامن والحوار” واعتبر ان الامن مفهوم شامل مفقود على مستويات سياسية واجتماعية واقتصادية وامنية من جراء تعطيل الفريق الآخر لعمل المؤسسات وأولها انجاز استحقاق انتخابات الرئاسة.

مع ذلك يتأمل الرئيس الجميل ايجابيا في الجهود التي يبذلها الرئيس نبيه بري في حوار لم يؤدِ الى نتائج ايجابية وهو للآن “مجموعة مونولوغات”.. ويسأل: “شو بدو الجنرال عون بعد سنة ونصف السنة من الفراغ في سدة الرئاسة وبعد الرسائل القاطعة التي وجهت اليه بان لا أمل له في الكرسي ؟ وماذا يريد ان يحقق جراء مواقفه التصعيدية المعطلة لشؤون الناس والعباد ؟”.

وفيما ينفي الاتهام بتعطيل حزب “الكتائب” لملف الترقيات في المؤسسة العسكرية يعتبر ما جرى مع العميد شامل روكز “تطبيقا للدستور والقانون ولتقاليد المؤسسة العسكرية”. أما الحوار الثنائي بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” فيعتبر الرئيس الجميل أنه لم يتقدم خطوة الى الامام.

وقال الجميل: “نحن مصرّون على انتظام الحياة السياسية من خلال عمل المؤسسات الدستورية وبموجبها تجري العملية الانتخابية الرئاسية وعلى هذا الاساس لن تتأخر الكتائب في المشاركة في جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس اياً كان هذا الرئيس الذي تتفق عليه القوى البرلمانية أكان العماد عون أو غيره من المرشحين. الأهم لدينا هو انتخاب رئيس، والطبيعي ان تجري العملية الانتخابية اولاً مع تحقق الحد الأدنى من النصاب وأن يحقق هذا الانتخاب استقرار البلد، لا ان يحقق هذا الانتخاب اللاستقرار والاقتتال وانقسامات لا تخدم مصلحة البلد. الأساس عندي مصلحة البلد وهو ما توقف عنده الدستور من نصاب معين لكل مرحلة من تأمين الحد الأدنى من التوافق الوطني على اسم الرئيس.

لا يمكن ان يكون رئيس الجمهورية عنصراً تقسيمياً أو فريقاً متطرفاً بوجه قوى أخرى على الساحة الداخلية ودور رئيس الجمهورية هو دور الرمز والمؤتمن على الدستور، وهو الدافع الأول لتحقيق الوحدة الوطنية.

واعتبر ان “الشارع المسيحي عاش أجواء معينة بعد عودة العماد عون من الخارج، أما في الوضع الحالي فقد حصلت تبدلات جذرية في ميزان القوى على صعيد الساحة المسيحية وهذا ظاهر على كل المستويات. والفكرة ليست بتخمين ميزان القوى 50 مقابل 50، الفكرة ان تطوراً حصل وبوضوح شديد”.

وعن سؤال “المستقبل”: هل شعرت مرة بالندم لأنك عينت الجنرال عون رئيساً لحكومة انتقالية في 1989؟

أجاب الجميل: “المرء يتصرف في أوقات محددة حسب ظروف معينة وفي ذلك الظرف انا عملت بوحي من ضميري وقناعاتي الوطنية وإخلاصي لبلدي، وحينها لم يكن هناك احتمالات متعددة أو حلول لأختار من بينها ووصلنا إلى آخر العهد ومنعتني سوريا من عقد جلسة لمجلس النواب بالوسائل المعروفة ومنعتنا عسكرياً والساحة كانت مفرزة ومنقسمة وأي حكومة ستتألف كانت ستتعرض لانتكاسات.

اقصد انتكاسات على الصعيد الشعبي والأمني والوطني وحتى الاستراتيجي نظراً للضغوط الخارجية على البلد.

في ذلك الوقت لم أتصرف بشكل أناني، انما حرصاً على حفظ المؤسسات الدستورية في البلاد. لم أعيّن العماد ميشال عون رئيسا للحكومة، انما عيّنت المجلس العسكري لحكومة متضامنة حسب الدستور ولتصريف الأعمال ولفترة وجيزة ولتأمين انتخاب رئيس للجمهورية. وبعد التفكير في التجربة، أعتقد لم يكن أمامي إلا هذا الحل في ذلك الوقت.

أما النتائج فلا جدوى من الدخول في تفاصيلها… “الظروف كانت أكبر منا جميعاً وأكبر من لبنان”.

ورأى ان ” هناك قلق مشروع من قبل غبطة البطريرك الراعي ومن قبل الفاتيكان وشعور بالانزعاج من مصالح البعض الآنية والشخصية على حساب إعادة بناء الدولة اللبنانية.

لكن الاحباط واليأس ممنوعان. هناك قلق، واليأس هو أكثر يأس لبناني عام، وقلق بكركي والفاتيكان هو قلق الحريص على مصلحة لبنان وعلى وحدة لبنان”.