اشارت صحيفة هافينغتون بوست نقلاً عن تقرير لمجلة فورين بوليسي، عن انه منذ بداية حملة القصف الروسية في سوريا في 30 ايلول، نشر الاعلام الروسي صوراً لصواريخ موجهة بدقة ومحمّلة على أجنحة الطائرات الروسية الحديثة، كما نشرت مقاطع فيديو لما زعمت أنه إصاباتٌ دقيقة للأهداف المحددة. لكن هذه الصور لا تعدو كونها دعايات في زمن الحرب، إذ إن غالبية الضربات الجوية الروسية استخدمت صواريخ ليست ذكية، ولكنها قديمة “غبية” ولا يمكن توجيهها بدقة، وبعض مقاطع الفيديو التي بثتها الحكومة الروسية تُظهر هذه الصواريخ، وهي تصيب مناطق قريبة من أهدافها، ولا تحقق إصاباتٍ مباشرة.
مجلة فورين بوليسي الأميركية نقلت عن الباحث في معهد كينان، مايكل كوفمان، قوله إن الروس يقومون غالباً “بالقصف من ارتفاعات متوسطة بصواريخ غير موجهة”.
وأضاف أن كل ما يحتاجه الروس هو قصف أقرب نقطة ممكنة للأهداف التابعة لجبهة النصرة والمجموعات الأخرى التي تحارب الرئيس السوري بشار الأسد.
وترى المجلة أن آلة الرئيس فلاديمير بوتين الدعائية مضت بعيداً عن الواقع، فنشر التلفزيون الروسي صوراً لصواريخ KAB-500S الذكية – السلاح الذي رفضته وزارة الدفاع الروسية في عام 2012 بسبب تكلفته العالية – مربوطة بطائرات متطورة مركونة على مَدرج طيران سوري. كما أن الصور التي أخذت في سوريا ونُشرت على الشبكات الاجتماعية حرصت أيضاً على إظهار أسلحة متطورة أخرى، بما فيها طائرات Su-24 المجهّزة بصواريخ Kh-25ML الموجهة بالليزر.
“فورين بوليسي” أضافت أن استخدام هذه الأسلحة المتطورة في المعركة الفعلية محدود، وهي تستخدم بالفعل أسلحة قديمة.
خورخي بينيتيز، من “المجلس الأطلسي”، يقول إن استخدام أسلحة عالية الدقة يكلّف أكثر من الصواريخ التقليدية، وقد تفضّل موسكو عدمَ الدقة في ضرباتها لتوفر المال الذي تنفقه على ما هو بالأصل تدخلٌ عسكريٌّ باهظ في الشرق الأوسط.
وأضاف بينيتيز أن موسكو لديها استعداد أكبر للعشوائية في استخدام القوة، ولا يكترث الروس كثيراً بالأضرار الجانبية. وما تكترث له روسيا كثيراً هو إظهار جيشها بصورة عصرية وقوية تضاهي تلك التي يظهرها الجيش الأميركي. وكانت حروب شبه جزيرة القرم، شرقي أوكرانيا وسوريا فرصة لبوتين لعرض أسلحته الأكثر تطوراً، حتى ولو كان الجيش الروسي يمتلك أعداداً محدودة منها.
وسوريا برزت أيضاً كفرصة. تعلّم للجيش الروسي الذي تعرّض للإذلال في حرب جورجيا عام 2008. وقال الباحث في معهد كينان، مايكل كوفمام إن القوات الروسية “ذهبت إلى الحرب في سوريا بمزيجٍ من تقنيات الطائرات القديمة والتقنيات التي يتم تجربتها لأول مرة في القتال”، ولتثبت قدرة الجيش الروسي – الذي كان في حالة سُبات – على القيام بمهام متعددة في نفس الوقت.