IMLebanon

تطور الشركات الناشئة وريادة الأعمال في اليابان

japan_eco
كيفن ريدي

في اليابان مجتمع ريادي بامتياز، وله تاريخ زاخر بقصص نجاح أفراد رياديين ابتكروا أفكاراً ريادية وشركات ناجحة. وبالرغم من ذلك، فإن ظاهرة “ريادة ومشاريع الشركات الناشئة” لا تعمل كما يجب على تحريك النمو الاقتصادي لهذه الدولة؛ فمع التغير العالمي ووتيرة الابتكار المتسارعة، ينبغي لليابان تطوير هذا القطاع ومواجهة تحديات جديدة في السوق التكنولوجي العالمي.

وفي الوقت الذي يزداد فيه شيوع وانتشار الشركات الناشئة، التي تعد جزءاً مهماً من مجموع مشهد الأعمال والشركات في اليابان، فإن ريادة الأعمال هناك تنتشر على شكل شركات محلية- محالٍ تجارية تبيع منتجاتها عبر شبكات توزيع تقليدية. وفي خضم هذا التغيير فإن هناك مجموعة من المديرين التنفيذيين النشطين والطلاب والرياديين المختصين في قطاع التكنولوجيا، يساعدون اليابان على اللحاق بركب مراكز الأعمال العالمية والمتنامية مثل (وادي السيلكون) وتل أبيب، وذلك في مجال إنشاء تكنولوجيا مبتكرة، وفي إنشاء شركات قائمة على تقديم الخدمات.

لكن عندما نتحدث عن ريادة أعمال “الشركات الناشئة”، فنحن نصف ظاهرة وادي السيليكون التي تظهر نوعاً جديداً من الأعمال والشركات التي تعتمد على تطوير المنتجات والخدمات، ظاهرة غير معروفة بعد. وعند إنشاء نماذج تجارية تعتمد على توفير منتجات وخدمات غير معروفة، فإننا نبدأ في وصف العملية بوصفها “ابتكاراً” حقيقياً. وبالقدر الذي يعد فيه الابتكار مهماً، إلا أنه من الصعب إيجاده وترسيخه على نطاق واسع في أي نظام اقتصادي، فهو يتوافر في ظل مجموعة من الموارد والسلوكات فقط.

وقد استغرق الباحثون والاقتصاديون وقتاً طويلاً في معرفة أسباب ازدهار منظومات وبيئات الابتكار الإدارية حول العالم (مع النظر إلى الشركات الناشئة بوصفها أحد أبرز نتاجات هذه المنظومات الإدارية المزدهرة بسبب الابتكار). ولهذا، عند النظر إلى اليابان حالياً، نجد أنها تحتوي على مكونات الابتكار، مثل: توافر المواهب ورأس المال، والأعراف الاجتماعية السائدة.

التحديات والفرص:

– رأس المال: هل يتوافر المال اللازم لإنشاء وبدء تأسيس شركة؟ إن مصادر الأموال التي تدعم الشركات الناشئة مصدرها 3 أشكال رئيسة، هي:
· التمويل الشخصي أو العائلي: إن العديد من الشركات الناشئة تبدأ من أموال الادخار الشخصية. فيما يعد الحصول على تمويل شخصي في اليابان شبيهاً بباقي الدول المتقدمة مع استثناء واحد، وهو أن العائلات اليابانية تتسم بالحذر عندما يتعلق الأمر بإطلاق مشروع.
· التمويل الأولي: انتشر هذا النوع من التمويل عام 2015 على نطاق أوسع، لكنه لا يزال يشكل تحدياً كبيراً. ولأنه يتمركز في طوكيو، من المرجح أن تحتاج الشركات الناشئة التي تعمل في أجزاء أخرى من اليابان، إلى الانتقال إلى العاصمة من أجل التمويل والشهرة. لكن حتى في العاصمة، هناك عدد قليل نسبياً من المستثمرين الذين يهتمون بتمويل المشاريع، مما يقلل من حجم الاستثمارات.
· رأس المال الاستثماري: فيما يخص هذا النوع من التمويل، فإن هناك نمواً بطيئاً لأعداد المستثمرين. أما الشركات الناشئة فتبحث عن فرص للاستثمار في جولات التمويل الرسمية، إلا أنه لا يزال هناك عدد قليل نسبياً من التمويلات والاستثمارات في هذه الشركات.

– المواهب: تتفوق اليابان من حيث هذه الناحية، إذ لديها عدد كبير من المواهب المتاحة في المجالات الوظيفية للهندسة والتصميم والتسويق، وغيرها من المجالات الأخرى. وفي الوقت الحاضر هناك عدد قليل من الأفراد ذوي الخبرة الواسعة في مجال الشركات الناشئة وريادة الأعمال. لهذا، تعتمد الشركات الناشئة بشكل كبير على المرشدين والشركاء للاستفادة من خبراتهم وتوجيهاتهم.

الجانب الاجتماعي:

يعد هذا العنصر هو الأهم والأكثر تحدياً ضمن عناصر ومكونات ريادة أعمال الشركات الناشئة؛ حيث تفشل فيه معظم المنظومات الإدارية للشركات الناشئة.

وأخيراً يمكن القول إن الشركات الناشئة في اليابان قطعت طريقاً طويلاً، لكن ما زال أمامها الكثير من التحديات للإسهام في تحريك الاقتصاد وإثرائه بالشكل المطلوب، في ظل مجتمع الشركات الناشئة والقادرة على تحمل الصعاب من خلال قدرتها على الابتكار.