اكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت في حديث لصحيفة “الجمهورية” انه “مقتنع من البداية بأنّ “حزب الله” يريد الحوار للحوار فقط لا أكثر ولا أقلّ، وهو يسَوّف طيلة هذه الفترة. قدّمنا كلّ شيء لتنفيذ الخطة الأمنية لكنّه لم يقدّم شيئاً منذ سنة ونصف. ووزير الداخلية نهاد المشنوق قال مدَدت يدي للحزب للتعاون لكنّه لم يردّ التحية، فلمسَ القناعة التي كنتُ لمستُها في العام 2006. الحزب لا يستوعب مدّ اليد إلّا بمعنى التنازل والتقديم من طرف واحد. ونستغرب حديثه عن الابتزاز، فمن يبتزّ الحكومة والجميع راهناً هو العماد ميشال عون الذي يهدّد بتعطيل الحكومة إذا لم يأخذ ما يريد”.
وقال: “كلام وزير الداخلية لجهة ما جرى في بعلبك حشَره أمام بيئته ووضَعه أمام مسؤولياته، والكلام أنّه رفع المسؤولية ومنفتِح على الدولة يُطبَّق عليه مقولة: “أسمع كلامك أفرح أشوف أفعالك أتعجّب”.
أضاف: “يوجد غطاء فعلي لكلّ الاعمال المخِلّة بالأمن على كلّ المستويات من دون استثناء، ابتداءً من الكابتاغون. قطعوا رأسَ الدولة ويمنعون انتخاب رئيس ويعطّلون مجلس الوزراء عن طريق عون ويمنعون القوى الأمنية من أن تكون فاعلة حيث يجب”.
وهل إنّ ردّة فعل الحزب على الكلام الذي قيل في ذكرى اللواء الحسن فاجَأت “المستقبل”، وما هي مخاطر انسحابكم من الحكومة؟ أجاب فتفت: “لقد تحدّث في مناسبة تشييع أحد قياديّي الحزب الذي قتِل في سوريا، والمستغرَب أنّه لم يقُل كلمةً لا عن سوريا ولا عن روسيا ولا عن إسرائيل الحليف الموضوعي اليوم للحزب من خلال تعاونها مع روسيا. يتحالف مع الروسي، والإسرائيلي حليف الحليف لا يكون إلّا حليفاً، وهنا إشكالية استراتيجية كبيرة جداً في المرحلة الراهنة: التحالف الإيراني الإسرائيلي الفعلي على الأرض السورية”.
وتساءلَ: “ما مخاطر الانسحاب من الحكومة؟ أن تصبح مستقيلة؟ فهي أساساً مستقيلة، لا تجتمع ولا تقرّر ولا تأخذ قرارات، بل اعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة وعلى آليّة دستورية من خلال فيتوات مخترعة. أمّا الحوار، فهو لم يعُد مجدياً، لقد أصبَح حواراً للحوار، الناس يعرفون مسبقاً البيان الذي سيصدر، عملنا على تخفيف الاحتقان في بعض المناطق ونجّحنا الخطة الامنية في مناطق، وهم فشّلوها في البقاع”.
وتابع: “أمّا النقطة الأساسية في الحوار، رئاسة الجمهورية، فقد وضعوا كلّ المعوقات في وجهها، وقالوا إمّا أن تنتخبوا عون أو لا رئيس. فعلى ماذا نحاور؟ الحوار “ما عدت قابضو” ولم يعُد يعنيني، يستمر أم لا يستمر؟ النتيجة نفسها، كنتُ أرى مسبقاً أنّه بلا جدوى وفائدة”.
وأوضح فتفت أنّ الحريري “هو من يقرّر عودته أم لا”، وقال: “بصراحة لستُ مع الكلام الذي قاله النائب مروان حمادة، لأنّنا نحَمّل عودة الحريري أكثر بكثير ممّا تحمل، ونحَمّله هو أكثر بكثير من طاقاته، وموضوع عودته له مقتضياته السياسية والأمنية واللوجستية، وكلّها عند الرئيس الحريري، وهو من يحسم، وأنا ضد أي ضغط عليه”.