“اذا شعرتم بالحرج في الحكومة فالله معكم”، هذا ما قاله امين عام حزب الله لتيار المستقبل خلال مهرجان تكريمي في اللويزة جنوب لبنان، وعليه رأى عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت ان اللافت في هذا الكلام انه اتى بمناسبة مقتل احد قادة الحزب في سورية ودون ان يتطرق ـ اي نصرالله ـ لا الى الحرب السورية ولا الى التدخل الروسي ولا حتى الى التحالف العملي القائم بين ايران وحزب الله من جهة واسرائيل من جهة ثانية، وذلك نتيجة التحالف الروسي ـ الاسرائيلي العلني، معتبرا بالتالي ان ما تقدم ان اكد شيئا فهو يؤكد ان ما يسمى بالمقاومة والممانعة مجرد كذبة كبيرة ما عادت تنطلي على اللبنانيين.
ولفت فتفت الى ان اغرب ما في رد نصرالله هو انه تحدث عن ابتزاز يمارسه تيار المستقبل، في حين ان الحقيقة المطلقة والتي يعرفها كل لبناني صادق مع نفسه هي ان نصرالله وحليفه العماد عون يبتزان تيار المستقبل سواء في موضوع الحوار او في موضوع الحكومة وصلاحيات رئيسها، او في موضوع آلية عمل مجلس الوزراء بهدف شله وتعطيله لجعله طوع توجهاتهما، بدليل تهديد العماد عون الحكومة بالتعطيل ما لم يوافق مجلس الوزراء على تعيين قائد جديد للجيش، معتبرا بالتالي ان حزب الله يرعى تعطيل الحكومة بمثل ما يرعى تعطيل رئاسة الجمهورية والخطة الامنية.
واستطرادا، اكد فتفت ان السيد نصرالله اضطر لرفع سقف مواقفه وتصاريحه بعد ان وضع وزير الداخلية نهاد المشنوق الاصبع على الجرح، وكشف المستور امام اللبنانيين عموما واهالي البقاع الشمالي خصوصا بأن حزب الله يدعي فوق الطاولة رفع الغطاء عن المجرمين والمرتكبين بينما يحرص تحتها على حمايتهم من خلال وضعه الخطوط الحمر على القوى الامنية والحؤول دون دخولها بعض القرى والمناطق، مشيرا الى ان نصرالله تخلى عن مسؤولياته في معالجة اخطاء قواعده الشعبية لأن اولوياته في مكان آخر، حيث يقتل الشعب السوري وفقا لأجندة لا مصلحة للبنان بها.
وردا على سؤال، لفت فتفت الى ان الحكومة اصلا غير منتجة وغير فاعلة، وبالتالي فإن السيد نصرالله يهدد بما هو منتهي بكل المعايير والمقاييس، معتبرا من جهة ثانية ان تهديد السيد نصرالله بالحكومة وبإعادة النظر بالحوار دليل على ان كلام وزير الداخلية قد اصابه مباشرة والا لما كان قد رد بعنف وبأصبع مرفوع، مستدركا بالقول ان الحوار بين المستقبل وحزب الله افشله الاخير بسبب عدم رغبته في التقدم ولو خطوة واحدة يتيمة على مستوى تنفيس الاحتقان السني ـ الشيعي، وبسبب تمنعه عن مناقشة رئاسة الجمهورية بجدية تحت عنوان «اما ان تنتخبوا العماد عون رئيسا واما لا رئاسة في لبنان»، لافتا تبعا لما تقدم الى ان المشكلة مع حزب الله هو انه قرأ الخطوات الكبيرة التي قام بها الوزير المشنوق باتجاهه ضعف وتنازل بدلا من ان يقرأها على انها احساس بالمسؤولية الوطنية، بمعنى آخر يؤكد د.فتفت ان الازمة التي عاشها هو سابقا مع حزب الله يوم كان وزيرا للداخلية هي نفسها يعيشها اليوم نهاد المشنوق.
وختم فتفت، معربا عن يقينه بأن حزب الله هو من نسف ملف الترقيات العسكرية عندما استثنى الرئيس نبيه بري وزير الدفاع سمير مقبل وحزب الكتائب من الاجتماع السداسي، وذلك لأن حزب الله يعتبر ان الوقت ليس للتسويات بقدر ما هو لتسجيل النقاط في سورية تحسينا لشروطه وتوطئة لفرضها لاحقا على الساحتين اللبنانية والاقليمية، معتبرا من جهة ثانية ان كلام السيد نصرالله بأننا ذاهبون الى مزيد من التأزيم خلال المرحلة المقبلة هو تهديد مطلق بكل ما للكلمة من معنى، معتبرا ان اي فوضى امنية تتعرض لها الساحة اللبنانية سيكون حزب الله هو المسؤول عنها لكونه الوحيد القادر على افتعالها.