يتصدى منتجو النفط من الجمهوريات السوفيتية السابقة بقيادة روسيا للضغوط لخفض الإنتاج بهدف رفع أسعار الخام العالمية وهو ما لا يترك فرصة تذكر للتوصل إلى اتفاق عندما يجتمع خبراء من منظمة أوبك مع منتجين من خارجها يوم الأربعاء.
وتتمتع الجمهوريات السوفيتية السابقة المنتجة للنفط بمركز مالي يمكنها من التعايش مع مستويات منخفضة لأسعار النفط ويجد بعضها أيضا صعوبة في خفض الإنتاج وسط الصراع الدائر على الحصص بالسوق.
وقال دانييل يرجين نائب رئيس آي.إتش.إس للبحوث ومقرها واشنطن “أعتقد أنهم لن يتعاونوا. إنهم (أذربيجان وقازاخستان) دول غير أعضاء في أوبك وينتجون ببساطة بأقصى ما بوسعهم.”
وتعقد أوبك ومنتجون من خارجها اجتماعا فنيا في 21 من أكتوبر تشرين الأول في فيينا حيث أُرسلت دعوات إلى أذربيجان والبرازيل وكولومبيا وقازاخستان والنرويج والمكسيك وسلطنة عمان وروسيا.
وتعتزم روسيا إرسال إيليا جولكين مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الطاقة لحضور الاجتماع وقالت بالفعل إنها لا ترى أي جدوى من خفض مصطنع في الإنتاج.
ويقول مسؤولون إن قازاخستان وأذربيجان أكبر منتجين للنفط بين الجمهوريات السوفيتية سابقا بعد روسيا تستطيعان التعايش مع الأسعار الحالية وتواجهان هبوطا طبيعيا في الإنتاج على أي حال.
وقال فلاديمير شكولنيك وزير الطاقة في قازاخستان لرويترز إن بلاده تخطط لإرسال مسؤول بوزارة الطاقة أو عضو من بعثتها الدبلوماسية على الأقل إلى اجتماع فيينا. وأضاف أن أستانا ساهمت بالفعل حيث هبط إنتاجها.
وقال وزير الطاقة في أذربيجان ناطق علييف إن بلاده تلقت دعوة لكنها لا تعتزم المشاركة في اجتماع فيينا.
وقال علييف للصحفيين يوم الثلاثاء “ليس هناك ما يدعو إلى أن تشارك أذربيجان في الاجتماع.
“كما هو معروف.. فإن كونسورتيوم إيه.سي.جي هو الذي ينتج النفط في أذربيجان ولذا فإن الدولة لا تتخذ القرارات في هذا الشأن.”
وتملك روسيا وقازاخستان وأذربيجان فوائض من إيرادات النفط والغاز تساعدها في الأوقات الصعبة عندما ينخفض خام القياس العالمي مزيج برنت دون 50 دولارا للبرميل.
وتجنب روسيا إيرادات من مبيعات الطاقة في صندوقين سياديين يحوزان وفورات بإجمالي 144 مليار دولار. ولدى صندوق قازاخستان الوطني 68 مليار دولار بينما تدير باكو صندوقا من اموال النفط بقيمة 36 مليار دولار.
وتخطط قازاخستان لإنتاج 79.5 مليون طن (1.6 مليون برنيل يوميا) من النفط هذا العام انخفاضا من 80.8 مليون طن في 2014 في ظل توقعات بتذبذب الإنتاج حول المستويات الحالية قبل ضخ إنتاج جديد على مدى السنوات القادمة.
وتدرس أستانا إعفاءات ضربية لبعض حقولها القديمة حتى تستمر في الإنتاج وهو ما يتعارض مع توقعاتها في وقت سابق بأن الإنتاج ربما ينخفض بمقدار العشر في العام القادم إذا هبطت الأسعار إلى 30 دولارا للبرميل.
وقال مسؤول حكومي رفيع “هذا الخفض بمقدار العشر أحد أسوأ التوقعات…من المستبعد أن يتراجع النفط إلى هذا المستوى ويبقى على هذا النحو لفترة طويلة.”
ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط في أذربيجان 40.7 مليون طن هذا العام بانخفاض قدره ثلاثة في المئة على أساس سنوي ويشهد مزيدا من الهبوط إلى 40 مليون طن في 2016.
وينتج كونسورتيوم إيه.سي.جي بقيادة بي.بي البريطانية ما يزيد عن 75 في المئة من نفط أذربيجان.
ومع ضعف الروبل يبقى إنتاج روسيا من النفط قرب أعلى مستوياته في فترة ما بعد الحقبة السوفيتية عند نحو 10.7 مليون برميل يوميا في ظل استعداد موسكو للدفاع عن حصتها في السوق مع وصول الخام السعودي والكردي إلى أوروبا.
ورغم ذلك فإن روسيا لا تستطيع إجراء خفض حاد في الإنتاج لأن الحقول ستتجمد إذا توقف الضخ ولا تستطيع أيضا تخزين الإنتاج بدلا من تصديره.
وقالت مصادر في قطاع النفط إن إجراء خفض كبير للإنتاج في قازاخستان يبدو مستحيلا تقريبا نظرا لأسباب فنية مماثلة.