جوزف فرح
في شباط الماضي تمكن رائد خوري وفادي عسلي من الاستحواذ على كامل اسهم ستاندرد تشارتر بنك في لبنان وغير اسمه الى سيدروس بنك في صفقة بلغت حسب المطلعين 24 مليون دولار اميركي.
واليوم وبعد مرور حوالى تسعة اشهر على عقد المؤتمر الصحافي للاعلان عن الصفقة، لم نعد نسمع اي شيىء عن هذا المصرف وتطوره وعمله، كانه نام نوم اهل الكهف، رغم ان خوري وعسلي لهما باع طويل في العمل المصرفي ورغبتهما في الانتقال من مصرف استثماري الى مصرف تجاري، فهل نجحا في ذلك ام لم يتمكنا من مواجهة جبابرة القطاع المصرفي اللبناني الذين لا يتركون اي شيىء للمصارف الصغيرة الحجم؟
هذه الاسئلة حملناها الى رئيس مجلس ادارة سيدروس بنك رائد خوري الذي تفاجأنا بنيته شراء مصرف آخر من الحجم المتوسط، اضافة الى تكبير فروع مصرف سيدرزبنك واستقطاب المزيد من المتمولين الذين تتنافس عليهم المصارف الكبيرة قبل الصغيرة وزيادة حجم رأسمال المصرف والاعتماد على التطور والتكنولوجيا والوصول الى زبائنه في منازلهم ومكاتبهم عوضا من استقبالهم في المصرف كي يسهل اعمالهم.
يقول خوري: نحن قمنا بانجازات كثيرة خلال هذه الفترة، لقد بدأنا بشراء بنك صغير لم يكن يستعمل التكنولوجيا ولا يقوم بكل الخدمات المصرفية بل جزء قليل منها وقمنا بتغيير عدد كبير من كوادره البشرية التي تحتاج الى وقت لايجاد البدائل منها خصوصا الكفوئين منهم ويتمتعون بالثقة لتسليمهم مقررات واعمال وخدمات المصرف.
لقد قمنا خلال ثلاثة اشهر بتغييرات اساسية هنأنا عليها مصرف لبنان خصوصا بالنسبة لعنصر التكنولوجيا التي كانت بحاجة لستة اشهر او سنة وهذا انجاز بحد ذاته، اما الانجاز الثاني فقد قمنا باستبدال اكثر من 20 موظفا كانوا في البنك الاساسي واستبدلناهم باخرين وهم كانوا يشكلون 20 في المئة من المجموع العام. كما تمكنا من تغيير قياديين في المصرف واستعنا بآخرين يحوزون ثقتنا، كما ادخلت خدمات مصرفية لم تكن موجودة الى المصرف ووقعنا اتفاقا مع المؤسسة العامة للاسكان، والقرض السكني المدعوم من مصرف لبنان، واسسنا وحدة للتسليفات كانت غير موجودة في ستاندرد تشارتر بنك.
كل ذلك تم خلال هذه المرحلة، وخطتنا ان لا نتحدث للاعلام الا عندما نكون حاضرين ومستعدين لذلك.
صحيح لقد اشترينا رخصة البنك لانه ليس بالسهولة التي يمكن ان نتصورها ان تنال رخصة بنك تجاري وسعره يتناسب مع المشاكل التي اعترضتنا وتحدثنا عنها سابقا. وكي لا نتحدث بسلبية عن البنك السابق هناك ايجابيات فيه كموضوع صيرفة التجزئة التي كانت قوية في ستاندرد تشارتر بنك نظرا الى خبرته عالميا في هذا المجال، اضافة الى تمتع الموظفين بالخبرة في التكنولوجيا والمعلومات. وانا عندما تحدثت عن الموظفين كنت اتحدث عن الموظفين ذي المراتب الوسطى والمتدنية.
هدفنا خدمة عملائنا المتمولين الذين يعتبرون من اكثر الناس تطلبا والاصعب الذين يريدون معاملة خاصة والمنافسة عليهم من كل المصارف وقد تمكنا من استقطاب هذه الطبقة من العالم.
كانت هذه الطبقة موجودة مع سيدرزبنك. وهدفنا ان نعطي هذه الخدمات للطبقة المتوسطة والفقيرة وهي قيمة مضافة بالنسبة الينا نحن، في سيدرزانفست بنك، مثل الطبيب المتخصص والبنك التجاري هو طبيب العائلة، والطبيب المتخصص يمكنه ان يمارس دور طبيب العائلة الذي لا يمكنه ان يمارس دور الطبيب المتخصص. ان سيدرزبنك هو بنك اعمال ويدير اعمال زبائنه على الصعيد المصرفي.
وردا على سؤال حول اهدافهم المستقبلية يقول: لقد انطلقنا من الصفر وحققنا ارباحا منذ السنة الاولى لتولينا ادارته وقد تطور رأسمال المصرف من 40 مليون دولار الى 52 مليون دولار وتراكم الارباح اصبح 60 مليونا وقد وصل الرقم الى 120 مليون دولار. وهدفنا ليست مرتبته بين المصارف ولسنا في سباق مع بقية المصارف، بل تحقيق الارباح لمساهمينا، ولكن اذا كنت مصرفا كبيرا يمكن ان تحقق ارباحا اكثر مما اذا كنت مصرفا صغيرا. لذلك فان طموحنا ان نكبر من خلال زيادة رأسمالنا في اصعب الاوقات.
وردا على سؤال حول امكانية الانتشار في ظل تملكهم 3 فروع فقط قال: يحق لنا زيادة فرعين في السنة وسنستفيد من ذلك وسنركز على بيروت وجبل لبنان خلال ثلاث السنوات الاولى، وبعدها سنتتشر في بقية المناطق.
هدفنا اولا تكبير فروعنا ثانيا الاعتماد على التكنولوجيا بحيث يمكن العميل انجاز معاملاته عبر الموبايل و«الكول سنتر» اضافة الى وجود موظفين يذهبون الى العميل مباشرة دون ان يأتوا الى المصرف مباشرة، وثالثا ان نتمكن من شراء مصارف اخرى من اجل زيادة حجم اعمالنا.
وردا على سؤال حول وجود امكانية لشراء مصرف آخر قال طبعا، وهناك اتصالات تجري مع مصرفين اكبر منا من حيث الحجم وليس بالرأسمال، ونحن قادرون على ان نكبر وان نحصل على مصرف متوسط الحجم. الخطوة الثانية ان نتمكن من شراء مصرف متوسط الحجم وان لا نبقى مصرفا صغيرا.
وردا على سؤال حول امكانية دخول مستثمرين جدد في حال شراء مصرف آخر قال: ليس ضروريا، ولكننا كلما زدنا رأسمالنا ادخلنا مستثمرين جدداً مثل عائلات بولس، شاغوري، نقولا، شماس، رئيس جمعية تجار بيروت. وردا على سؤال حول اهمية وجود شماس قال: نقولا شماس ليس الوحيد الذي استثمر في البنك بل دخل معه ستة الى سبعة اشخاص ودخوله قد يكون عاملا مساعدا لتأمين عملاء من التجار، من خلال يعلاقاته وموقعه.
وردا على سؤال حول التحديات التي يمكن ان يصادفها قال اولا المنافسة قوية في ظل وجود عدد كبير من المصارف ثانيا الفوائد بين الودائع والتسليفات اصبحت ضيقة، والمخاطر تزيد والربحية تتراجع. لذلك نحن نعيش اياما صعبة ولكننا من المؤمنين ان المستقبل سيكون غير اليوم ونحن ننظر الى العبوة الملآنة وليست الفارغة. وقمة التفاؤل هو نيتنا شراء مصرف اخر.