لوقت طويل لم يكن يقدَّم الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، في وسائل الاعلام التابعة له أو التي تدور في فلك حزبه، إلا بصفته “زعيماً” لحزب، أو “خطيباً” سواء في مناسبات دينية أو سياسية.
إلا أنّ ما كشف أخيراً، ومن داخل مؤسساته الاعلامية، أكد عكس ذلك. خصوصاً بعد تراجع شعبيته وعودة المزيد من مقاتليه قتلى من سوريا، والتململ الكبير الذي بدأ يضرب قاعدته الشعبية التي تتساءل منذ فترة عن السبب الذي يجعل من موت أبنائهم في سوريا “جهاداً”؟
إذ بدأ الرجل يهتم لتفاصيل ظهوراته الاعلامية، خصوصاً فيما يتعلق منها بشكله الظاهر على الشاشة ومؤثراته المطلوبة، وفي أيّ زاوية تكون الصورة أفضل له.
وتكشف “الشهادة” التي قدمها إعلامه بنفسه، أنّ كل ما يرد في تفاصيل صورة نصرالله التلفزيونية، لن يراها المشاهدون، قبل أن يكون نصرالله قد تابعها “شخصياً” وتدخّل فيها ويكون راضياً عنها.
ونشر موقع تلفزيون “المنار” التابع لـ”حزب الله”، ونقلاً عن إحدى الصحف اللبنانية، تفاصيل عن الأمين العام للحزب، تتعلق باهتمام حسن نصرالله، شخصياً، بصورته وإطلالته التلفزيونية.
ولفت في هذا المجال، الى أنّ نصرالله كان يتابع مع “التقنيين” العاملين على تصوير ونقل حواراته أو خطاباته، وفي شكل مباشر، كل “التفاصيل المتعلقة بـالصورة والإطلالة” على حدّ ذكر التقرير.
ولفت، أيضاً، الى مسألة علّق عليها كثير من المراقبين، في ظهور نصرالله التلفزيوني، والذي عادة ما يكون وجهه متعرقاً بغزارة واضحة، حيث أخذت حيزاً من بعض المقالات والاستنتاجات الاعلامية. فنقل التقرير السابق المشار إليه، أنّ نصرالله، الآن، وبالإضافة الى متابعته الشخصية “لإطلالته وصورته مع التقنيين” أخذ يطلب “زيادة تبريد التكييف”. وهو الأمر الذي اعتبره التقرير نفسه، لافتاً من جهته.
يذكر أن ظهور نصرالله التلفزيوني، عادة ما يكون مقروناً بحدث سياسي أو ديني، أو مناسبة طارئة استجدت. إلا أنّ الفترة الأخيرة، شهدت مزيداً من الحضور التلفزيوني له، غير المرتبط مباشرة بحدث حلّ للتو.
وربما هذا يكون سبب اهتمامه بصورته وإطلالته. فرأت مصادر أنّ ظهور نصرالله الكثير في الفترة الأخيرة، له أكثر من سبب، وأهم هذه الأسباب، برأيها، هو لإعطاء الانطباع “بالتواجد وشدّ عزيمة مقاتليه”، خصوصاً بعد سقوط عدد هائل منهم في سوريا الى درجة قيل فيها، منذ أيام، إنّ “حزب الله” ضغط على أهالي قتلاه أخيراً، لعدم إظهار غضبهم وحنقهم على الحزب، لأنّ الأخير تسبّب بقتل هذا العدد الكبير من أبنائهم الذين يقاتلون دفاعاً عن النظام السوري.
يذكر أنّها المرة الأولى التي يُعرف فيها أنّ نصرالله “يهتم ويتابع مع التقنيين” تفاصيل “اطلالته وصورته” التي على ما يبدو أنّ “حزب الله” يحتاج في الفترة الأخيرة، لإظهارها “بأفضل ما يمكن” لأسباب مرتبطة بتراجع شعبيته وانهيارها، في الشارعين اللبناني، بشكل خاص، والعربي، بشكل عام.