عرض الأردن، الإثنين، أبرز ملامح خطة “الاستجابة للأزمة السورية للأعوام 2016-2018″، بكلفة تقريبية بلغت نحو 8.2 مليار دولار، وتوزعت على 11 قطاعًا حيويًا، ومن المتوقع إقرار الخطة الجديدة والمصادقة عليها رسميًا، مطلع الشهر المقبل.
جاء ذلك في اجتماع ترأسه رئيس الوزراء الأردني الدكتور “عبد الله النسور”، بحضور وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني “عماد نجيب الفاخوري”، وعدد من الوزراء المعنيين في الحكومة، في العاصمة “عَمّان”، بمشاركة سفراء عدد من الدول العربية والأجنبية، وممثلين عن منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية، حسب مراسل الأناضول.
وقال النسور، في كلمته خلال الاجتماع، إن الأردن يؤمن بوجود حل سلمي للأزمة السورية، ويدعم حلًا سياسيًا مبنيًا على الإصلاحات التي تعطي كل الأطراف دورًا في إعادة بناء بلدها. مضيفًا إن الأزمة السورية التي تعتبر دوليًا أكثر الأزمات الإنسانية سوءًا في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، تتطلب استجابة جماعية تتناسب مع مستوى الأزمة.
وأكد النسور إنه وفي حال إقرار الحل السلمي للأزمة السورية، فإن إعادة بناء سوريا سيستغرق أكثر من عقد، بما يسمح في عودة السوريين لها، قائلا “بعد خمس سنوات على الأزمة، تبدو فرص العودة السريعة لما يزيد على 4 ملايين لاجئ سوري إلى بلدهم أمرًا أكثر بعدا”.
وأضاف رئيس الوزراء الأردني “إن نحو 1.4 مليون سوري، طلبوا الملاذ داخل حدود الأردن، ما أثقل على النظام الاجتماعي والاقتصادي للبلاد ومؤسساته وبنيته التحتية”.
وكشف النسور “أن خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية 2016-2018 هي نداء للعمل الجماعي من أجل دعم أفضل للدول المضيفة، وتمثل خطوة أخرى نحو الاستجابة الشاملة التي تربط بشكل فعال بين حلول التكيف على الأمد المتوسط من ناحية، وبين المبادرات طويلة الأمد التي تهدف إلى تقوية قدرات المرونة على المستويين المحلي والوطني، وهي تتطلب دعمًا مستمرًا وخلاقًا من جانب الحكومة الأردنية ومن جانب الشركاء الدوليين كذلك”.
ومن جانبه، قال منسق الأمم المتحدة المقيم في الأردن للشؤون الإنسانية، “إدوارد كالون”، إن المجتمع الدولي متضامن مع خطة الاستجابة للأزمة السورية، التي قدمها الأردن، مؤكدًا أنها تمثل رؤيا واضحة لكيفية الاستجابة للحاجات والأزمات. مشيرًا إلى أن الخطة تعكس تماسك البرنامج وشفافيته، للسنوات الثلاث المقبلة.
وفي السياق، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني “عماد فاخوري”، إن خطة الاستجابة للعام الماضي، حققت العديد من الانجازات منها أن 143 ألف طفلٍ وطفلة، من اللاجئين السوريين انتظموا في المدارس الحكومية هذا العام، وحصل 50 ألف طفل وطفلة سورية على التعليم الاستدراكي، وتمت السيطرة على الأمراض المنقولة، حيث حصل أكثر من 100 ألف طفل سوري تحت سن الخامسة على لقاحات ضد شلل الأطفال.
وشكر فاخوري حكومات النرويج والمملكة المتحدة وألمانيا والكويت على تنظيم مؤتمر للمانحين (في لندن) بخصوص الأزمة السورية في وقت مبكر من العام المقبل، لحشد موارد إضافية للاستجابة للاحتياجات العاجلة الإنسانية واحتياجات المرونة في المجتمعات المضيفة.