يقول النائب سمير الجسر أن ما قاله الوزير نهاد المشنوق ليس بالمعطى الجديد، سبق أن عبّر عن هواجسه باللغة نفسها، وحذّر من استمرار الوضع مؤكّداً أننا لسنا بصحوات ولن نكون.
ويؤكّد الجسر لـ”الجمهورية”: “قام المشنوق بكل الوسائل الممكنة، ولم يدَع أي وسيلة إلّا وانتهَجها في محاولة منه لإيجاد قواسم مشتركة مع الحزب ضمن إطار “ربط النزاع” الذي أعلن عنه الرئيس سعد الحريري مع حزب الله داخل الحكومة”.
لكن للأسف كما يشير الجسر، وبعد تطبيق الخطة الأمنية “وجدنا أنّ الأمور زادت تعقيداً، خصوصاً في منطقة البقاع، وتركت الناس على هواها لنلاحظ بعض التجمعات الخارجة عن القانون تظهر عبر الوسائل الاعلامية، تحت عنوان “لواء القلعة”، “تُلبّي” السيّد نصرالله، ومن حينه انتشرت الفوضى”.
ويضيف: “بعد هذه الظاهرة، لا يكفي أن يكون ردّ السيد نصرالله علينا بأنّ الدولة هي صاحبة الحق بالقبض على الخارجين عن القانون، فالأمور في ظلّ المرحلة الحساسة التي نعيشها لا تعالج بتلك الطريقة، والدليل ما قامت به القيادات السياسية في طرابلس حين أعلنت جهاراً أنها ترفع الغطاء عن أيّ خارج عن القانون، لا أن نقول إنّ أولادهم معنا في المقاومة، وهي إشارة ضمنية الى عدم السماح بالمساس بهم، ومن ثم نترك للأجهزة الأمنية وحدها مهمة الاصطدام بهم، وما قد ينتج عن ذلك من إراقةٍ للدماء وتداعيات”.
ويلفت الجسر إلى أنهم “وضعونا بصورة كأننا نستقوي على بعض المناطق في حين نقف عاجزين أمام مناطق أخرى. من هنا، كانت الصرخة التي أطلقها المشنوق في الذكرى الثالثة لاغتيال الشهيد العميد وسام الحسن”.
ويتساءل الجسر عن ردّة فعل حزب الله، معتبراً أنّ السيد نصرالله “يبدو أنه لم يقرأ جيداً خطاب المشنوق، فهو لم يُهدّد بالاستقالة من الحكومة أو من الحوار، ونحن لم نتخذ أصلاً قراراً بهذا المنحى. ما أشار اليه المشنوق هو أنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه سيكون الخطوة الأولى نحو الاستقالة، بمعنى أنكم تدفعوننا، من خلال ممارساتكم، الى هذا القرار. فهل هذا ما يريده حزب الله؟”.
حقيقة الأمر، يقول الجسر: “لم نتخذ قراراً بالانسحاب من الحكومة أو من الحوار، ما صَرّح به المشنوق صرخة مسؤول، لعلّها تؤدي الى صحوة ضمير لدى البعض، ليدركوا أنه “مش ماشي الحال”. نحن في تيار “المستقبل” وبتوجيهات الرئيس سعد الحريري قمنا بكل ما من شأنه الحفاظ على استقرار البلد وأمن أبنائه، والمطلوب من الطرف الآخر أن يبادلنا الأسلوب نفسه للوصول بلبنان الى شاطئ الأمان”.
ويختم الجسر: “إذا كان ثمّة من يحاول تعطيل “صرخة المشنوق” وتفريغها من محتواها والتقليل من قيمتها، بحجّة التساؤل عن مدى تنسيقها مع الرئيس الحريري، نطمئنهم إلى أنّ كلّ قرارات “المستقبل” في النهاية تُمهر بتوقيع الحريري، باعتباره صاحب القرار النهائي في التيار مهما تعددت الآراء وتعدّدت الأفكار. ما عليهم فِعله، البحث عن سُبل معالجة الواقع السياسي الذي وضعوا أنفسهم ووضعوا البلد في مأزقه، وأيّ كلام آخر مردود ولا قيمة له”.