رايتشل ويليامسون
إن المحادثة التي جرت عن طريق المصادفة في تموز/ يوليو 2013 أنهت رحلات سفر هلا فاضل الأسبوعية من بيروت إلى باريس والتي استمرت لـ10 أعوام ، وقادتها لتؤسس شركة (Leap Ventures)، وهي شركة رأس مال استثماري مقرها بيروت.
كما أن الفوز في العام ذاته بمقعد في مجلس إدارة شركة (Endeavour) في الإمارات العربية المتحدة، وهي شبكة عالمية لدعم رواد الأعمال، جعل نور سويد ترى “مدى صعوبة الحصول على التمويل” الذي يواجهه بعض رواد الأعمال في الشرق الأوسط.
أسس كل من هلا فاضل ونور سويد مع هيرفيه كوفيلييه وهنري عسيلي شركة (Leap Ventures)، وهي الشركة الاستثمارية في المنطقة التي تركز على المرحلة الثانية في التمويل والتي تتطلب قيمة مالية أعلى. وفي شهر يناير/ كانون الثاني من عام 2015، قاموا بإطلاق صندوق تمويل لبنان بقيمة 71 مليون دولار، ومن المتوقع أن يغلق في الجولة الإقليمية الثانية على 80 مليون دولار في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. سيتم استثمار هذه الأموال بقيمة تتراوح من 5 إلى 10 ملايين دولار لكل شركة ناشئة في نحو 15 شركة، مع مدة استثمارية من 5 إلى 7 سنوات. وفي النهاية، سيكون مسار التخارج متمثلاً في طرح الاكتتاب العام أو في البيع إلى شركة مشترية.
إن (Leap Ventures) ليست فقط نادرة في الشرق الأوسط، بل إن مؤسساتها من السيدات نادرات كذلك. إن عدد شركات الاستثمار المملوكة للنساء في العالم العربي قليلة جداً. فإلى جانب فاضل وسويد ، هناك نيفين الطاهري من شركة (138 Pyramids) بالإضافة إلى سلام سعادة صاحبة شركة (active m)، وهو الأمر الذي يجعلهن رائدات في هذا المجال المزدهر. وهو أمر محزن؛ ولكن الوضع ليس أفضل بكثير في الولايات المتحدة . فعلى سبيل المثال، تحتوي قائمة (فوربس ميداس) لأفضل 100 مستثمر في مجال التكنولوجيا على 5 نساء فقط.
لقد كانت تلك المحادثة التي خاضتها فاضل على متن طائرة متجهة إلى سان فرانسيسكو مع كوفيلييه، وهو صاحب شركة الإعلام الرقمي (Diwanee) آنذاك. حيث كان يكافح من أجل الحصول على استثمار بقيمة أكثر من 5 ملايين دولار وكان قلقاً من أن يبيع الشركة بقيمة أقل من القيمة التي تستحقها. تقول فاضل والتي عملت مديرة للمحفظة المالية في شركة إدارة الأصول الفرنسية (Comgest) : “لقد قلت له، قم ببيع شركتك ونحن سنجمع تمويلاً يكفي للجولة الثانية من الاستثمارات”. يبدو الأمر وكأنه نزوة، ولكنه قام بذلك، وتركت فاضل وظيفتها. وقاما بتأسيس (Leap Ventures) في منتصف عام 2014.
وفي الوقت ذاته وعلى بعد 1300 ميل في دبي، كانت سويد تواجه الإلهام ذاته. وكعضو في مجلس إدارة شركة (Endeavour) في الإمارات العربية المتحدة، وهي مؤسسة تدعم رواد الأعمال حول العالم، لاحظت أن الشركات النامية لا يمكن أبداً أن تحصل على رأس مال يبلغ مستويات تتعدى الـ5 ملايين دولار.
ولم تكن سويد ذات الـ35 عاماً وفاضل ذات الـ41 عاماً تعرفان بعضهما. ولكن في غضون 8 أشهر من إنشاء شركة (Leap Ventures)، تعرفتا إلى بعضهما من خلال المعارف المشتركة. وحين تم ذلك، قامت سويد بافتتاح مكتب لشركة (Leap Ventures) في الإمارات العربية المتحدة.
وكان لايزال عليهما أن يثبتا نفسيهما كأصحاب رؤوس أموال استثمارية، إلا أن خبراتهما مثيرة للإعجاب. فكما يتضح، كلتهما خريجتان من (MIT) ، وتحملان درجة ماجستير الأعمال من (Sloan School of Managment). وبالرغم من أنهما عملتا في عالم الشركات، إلا أن لديهما الخبرة كرائدات أعمال؛ بمعنى أنهما يعرفان ما يتطلب تأسيس شركة ناشئة من الصفر، كما أنهما يفهمان الصراعات التي يواجهها المؤسسون عند بناء الشركة.
سويد وهي سورية الأصل نشأت في لندن والسعودية ودبي قبل التوجه إلى الولايات المتحدة للدراسة في الجامعة فقد ساعدت في إدارة أعمال عائلتها، وهي شركة (Depa) حيث إنها أحد أكبر شركات مقاولي الديكور والتصميم الداخلي في العالم. كما كان لها يد أيضاً في إدارة الطرح العام الأولي لـ(Depa) دبي ولندن في عام 2008 والذي بلغت قيمته مليار دولار. بالإضافة إلى تأسيسها نادي (Zen Yoga) في عام2006 عندما لاحظت ندرة نوادي اليوغا في دبي، حيث كان من أوائل نوادي اليوغا في الإمارة، وقامت بتوسيعه ليصبح مكوناً من 3 فروع مع أحد أقربائها قبل أن تقوم ببيعه إلى إحدى شركات الأسهم الخاصة في عام 2014.