الترحيب الذي استقبلت به المانيا وفود اللاجئين الشهر الماضي ، والحماسة التي ابدتها الاوساط الاقتصادية والسياسية الالمانية لمساعدة مئات الآلاف من اللاجئين تحولت سريعا الى اصوات مخالفة تعبر عن القلق من التكاليف والتبعات على سوق العمل.
وصدر الاعتراض الاول عن رئيس اتحاد البناء والمنشآت العامة مايكل كنيبر في رسالة وجهها الى مدير عام اتحاد الصناعة الواسع النفوذ واتهمه بنشر نظرة “احادية الجانب” لمسألة تدفق اللاجئين لا تبرز بما يكفي المخاطر المرتبطة بحركة هجرة بلا ضوابط وتكتفي بالتحدث عن الفرص ، وأضاف رئيس اتحاد البناء والمنشآت العامة لا افهم هذه الحماسة المفرطة التي تتجاهل التفاصيل السائدة في انحاء واسعة من الصناعة الالمانية والنقابات الاقتصادية ازاء تدفق اللاجئين” معتبرا انه “من الوهم الظن انه بالامكان بسرعة تشغيل جميع اللاجئين الوافدين الى المانيا الان”.
كما اعرب عن استيائه من التفاؤل الراسخ الذي يبديه وزير الاقتصاد سيغمار غبريال وكثير من الاقتصاديين الذين يقدرون منذ اسابيع ان وصول اللاجئين سيكون له اثر ايجابي يشبه “برنامج انعاش صغير” للنمو الالماني.
الإنفاق على المهاجرين من ميزانية التعليم والبنية التحتية
ويعرب الاتحاد عن قلقه من “الاثار على المدى الطويل” فنظرا الى حرص وزير المالية فولفغانغ الصارم على تطبيق خططه المالية بدقة كل ما سينفق على المهاجرين سيقتطع من ميزانيات التعليم او البنى التحتية التي يستفيد منها الاتحاد والاقتصاد بشكل عام على مدى اطول.
ويبدو هذا الخطاب جديدا في المانيا حيث كانت الاوساط الاقتصادية قبل اسابيع تجمع على الترحيب بوصول قوى ناشطة جديدة تنعش مجتمعا متقدما في السن وسوق عمل تفتقر الى اليد العاملة المؤهلة.
لكن كسائر شرائح المجتمع الالماني بدا الوهم يضمحل بعد استقبال المهاجرين في الاحضان، وتتوقع المانيا هذا العام استقبال 800 الف طالب لجوء على الاقل وعدد مواز على الارجح العام المقبل.
10% من اللاجئين يمكن إدخالهم الى سوق العمل
وفيما ما زال الاقتصاديون يتوقعون اثرا ايجابيا على المدى الطويل في سوق العمل ، يتفق الخبراء على ان البطالة سترتفع في مرحلة اولى، فالوافدون الجدد لا يتكلمون الالمانية فيما مؤهلاتهم لا تتلاءم مع حاجات السوق التي تفتقر بشكل جلي الى المهندسين ومبرمجي المعلوماتية. فيما تحدث رئيس اتحاد الصناعة اولريش غريلو في مطلع ايلول/سبتمبر عن اغلبية مؤهلة من اللاجئين السوريين اقر وزير العمل اندريا ناهليس بان “الطبيب السوري ليس معيارا”.
وتوقع راستن لينيمان رئيس مجموعة المصالحة الاقتصادية والشركات الصغيرة والمتوسطة في الحزب المحافظ برئاسة المستشارة انغيلا ميركل ان “اغلبية اللاجئين الوافدين لا تملك اي فرصة للانطلاق في سوق العمل على المدى القصير او المتوسط”، وصرح ان “10% فقط من اللاجئين يمكن ادخالهم الى سوق العمل”.