بدت أوساط واسعة الاطلاع في بيروت اكثر ميلاً الى عدم تحميل النبرة العالية لوزير الداخلية نهاد المشنوق أكثر من حاجته الى “كلام تعبوي” في الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن اللواء وسام الحسن، وهي قالت لـ “الراي” ان اندفاعة المشنوق لا تعكس قراراً من “المستقبل” بقلب الطاولة عبر إسقاط الحكومة وتَحمُّل وزر حرق المراكب مع “حزب الله”، في لحظة لبنانية بالغة الحراجة نتيجة التعطيل المتمادي لانتخاب رئيس للجمهورية.
وتحدثت هذه الاوساط لصحيفة “الراي” عن انه رغم إدراك “المستقبل” خطورة استمرار “حزب الله” في احتجاز الرئاسة الاولى والحكومة وتعليق آليات عمل السلطة في انتظار المقايضات الإقليمية الكبرى، فانه يدرك في الوقت عينه ان انفراط عقد الحكومة يشكل قفزاً في المجهول.
غير ان اوساطاً بارزة في قوى “8 آذار” اشتمّت رائحة محاولة ابتزاز سعى اليها “تيار المستقبل” لاعتقاده ان “حزب الله” الذي ضاعف اخيراً من مستوى انخراطه في الحرب السورية، يحتاج الى “حماية ظهره” عبر مظلتين في الداخل اللبناني، هما الحكومة والحوار مع “المستقبل”، وتالياً فانه أراد هزّهما في اطار الضغط على خيارات الحزب في الداخل وفي سورية.
وقالت هذه الاوساط ان “هجوم”المستقبل”هدفه”فرض اجندة جديدة على “حزب الله”، مستبعدة اي صلة للمملكة العربية السعودية في هذا التوجه الذي ربما يكون صيغ بتفاهم بين الرئيس سعد الحريري وفؤاد السنيورة لدفع الحزب الى اعادة النظر بسياسته في لبنان.
وكشفت الاوساط البارزة في”8 آذار”عن ان”حزب الله الذي يعتبر دوره المحوري في سوريا بمثابة خط احمر، لم يعد يقيم وزناً ان بقيت الحكومة او سقطت، استمرّ الحوار او توقف، لافتة الى ان”المسألة الوحيدة التي تعني الحزب الان هي تقدم قواته على اكثر من جبهة في سوريا تحت غطاء المظلة الجوية التي يشكلها الطيران الروسي.
واعتبرت الأوساط عينها ان “حزب الله مرتاح إلى وضعه وغير مهتم بالداخل اللبناني الا من زاوية دعم خيارات حليفه (زعيم التيار الوطني الحر) العماد ميشال عون”، مشيرة الى ان “الاوضاع في سوريا والعراق وحتى في اليمن تصبّ في مصلحة الحزب الذي يقاتل حالياً على خمس جبهات دفعة واحدة في سوريا”.