IMLebanon

تيار “المستقبل” باقٍ في الحكومة والحوار

future-movement

 

تتجه الأنظار اليوم الى «مؤشرين» بشأن مسار الأزمة السياسية في أعقاب السجال الساخن بين المستقبل وحزب الله:

1- نتائج الاتصالات السياسية التي باشرها الرئيس نبيه بري فور عودته من جنيف وركزت بشكل خاص على الرئيس سعد الحريري الذي كان بادر الى الاتصال به (لتهنئته بانتخابه رئيسا للاتحاد البرلماني الغربي).

ولم يسأل بري الحريري ما إذا كان كلام الوزير المشنوق صدر بالتنسيق معه ولم يسع الى ذلك، وإنما أراد أن يفهم منه إذا كان من تغيير قد طرأ على موقف المستقبل من موضوعي الحوار والحكومة، لأنه في ضوء هذا الجواب تسهل مهمة بري أو تصعب في معالجة أجواء حزب الله واحتواء توتره وغضبه.

 

2- البيان الأسبوعي الذي سيصدر عن كتلة المستقبل النيابية برئاسة فؤاد السنيورة وفيه تحديد للموقف السياسي ومجمل القضايا، وفي مقدمتها هذا الأسبوع رد السيد حسن نصرالله على كلام الوزير نهاد المشنوق.

وعلم من مصادر مطلعة في كتلة المستقبل أن الاتجاه هو الى إعلان موقف «مدروس ومسؤول» يؤكد من جهة الحرص على الحكومة والحوار وعلى استمرار تيار المستقبل فيهما، ويدعم من جهة ثانية موقف المشنوق مع شرح وتوضيح لهذا الموقف لجهة تحميل حزب الله مسؤولية التأزم الحاصل في ضوء استمرار الشغور الرئاسي وتعطيل الحكومة، ومسؤولية التسيب الأمني في منطقة البقاع، وبالتالي مسؤولية وضع يدفع المستقبل الى الخروج من الحوار والحكومة.

وهذا الموقف يوصل الى خلاصة مفادها أن تيار المستقبل لا يريد ترك الحكومة ولكن حزب الله يدفعه في هذا الاتجاه، وأن الوضع لا يمكن استمراره وتحمله إذا بقي على هذه الحال.

في الواقع، انصرفت دوائر المستقبل الى قراءة الرد العنيف لأمين عام حزب الله بتمعن وتأن.

وبدا أن أقطاب المستقبل بمن فيهم الوزير المشنوق، قد فوجئوا بهذا الرد وقساوته مع أن مواقف كثيرة أكثر عنفا وحدة صدرت عن قيادات المستقبل ولم تقابل بمثل هذا الرد، ومع أن المشنوق نفسه لم يختلف في النبرة واللهجة التي تتناسب مع طبيعة المناسبة (ذكرى اغتيال اللواء الحسن) عما كان عليه العام الماضي.

ولكن ما اختلف هذه المرة أن حزب الله لم يكن «رحب الصدر» ولم يكلف نفسه عناء تفهم ظروف المشنوق والأسباب التي دفعته الى قول ما قاله.

ومن الواضح أيضا أن أوساط المستقبل عمدت الى توضيح مقاصد المشنوق والتخفيف من وقع كلامه.

وتقول هذه الأوساط: «إن المشنوق لم يهدد بالاستقالة من الحكومة أو من الحوار، وتيار المستقبل لم يتخذ اصلا قرارا بهذا المنحى.

 

وما أشار إليه المشنوق هو أنه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه سيكون الخطوة الأولى نحو الاستقالة، بمعنى أن حزب الله يدفعنا من خلال سياسته وممارساته الى هذا القرار.

فهل هذا ما يريده حزب الله؟! وتمضي الأوساط في القول إن المشنوق عكس في كلامه جوا سائدا ونقاشا لم يكتمل على طاولة المستقبل، وموقفه لم يأت من فراغ أو من عندياته ولم يكن اجتهادا شخصيا، ولكن تيار المستقبل حريص على الحوار وعلى البقاء في الحكومة.

والبيان الذي سيصدر سيعكس هذا الموقف وسيكون بمثابة تأكيد على الثوابت.

وتلفت هذه الأوساط الى أن ما قاله المشنوق هو توصيف دقيق للوضع لجهة عدم تعاون حزب الله في مسائل الأمن والحكومة ورئاسة الجمهورية، وهو تعبير عن انزعاج المستقبل من هذين النهج والسلوك من جانب حزب الله الذي كأنه يقول للمستقبل لا نريد شراكتك ولا الحوار معك، وبالتالي من حق المستقبل أن يطرح إمكانية انسحابه من هذه الشراكة غير المتكافئة القائمة على الابتزاز والتهديد بالتعطيل.

من الواضح أيضا أن تيار المستقبل يبذل جهودا مركزة ليس لتوضيح ما قاله المشنوق والتخفيف منه، وإنما لتصحيح الوضع الذي استغله حزب الله سريعا وكثيرا، والذي بدا فيه المستقبل محشورا في زاوية الاتهام بأنه يعطل التسويات ويهدد بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار.

لقد بدت الصورة وتكونت انطباعات بأن الكرة السياسية استقرت في ملعب المستقبل أو أنه سجل هدفا في مرماه ونقطة عليه.

وإذا كان نجح في معركة الترقيات مع عون فإنه أخطأ في التكتيك والتعبير.

وفي الاصطدام بحزب الله فعلا لا قولا عندما لوح بخطوة عملية هي الانسحاب من الحكومة والحوار.