Site icon IMLebanon

باسيل: شكرا ايران!

 

 

 

أبدى وزير الخارجية جبران باسيل اعتقاده بعد زيارة يومين الى إيران بأنه “بعد أن كان لبنان خاصرة لسوريا، بات اليوم خاصرة لروسيا وإيران”.

وحمل باسيل معه أيضا ملف النفط، ويخبر بشغف عن الأهمية التي تغدقها إيران على هذا الملفّ والاستثمارات التي يوفّرها.

ويقول باسيل في استخلاص لنتيجة زيارته إنّ الموضوع اللبناني “يأتي نتيجة لحل ملفّات معينة، لكن لنا مصلحة بأن نكون موجودين على خارطة هذه الدّول الإقليمية” كما قال باسيل لـ”السفير” بعد عودته من طهران.

لم يتطرّق باسيل الى ملف الرئاسة اللبنانية، إلا لماماً. يقول في هذا الإطار: “لا مجال للحديث مع الإيرانيين عن الرئاسة اللبنانية، فجوابهم واضح وصريح: نحن لا نتدخّل في شأن لبناني داخلي”. وبالتالي إنّ ما قاله باسيل للمسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم لا يتعدّى “الشكر على عدم تدخّلهم في الملفّ الرئاسي اللبناني في وقت يطلب منكم الجميع ذلك، ونحن نريد أن يقرر الشعب اللبناني بهذا الموضوع”.

ويروي باسيل أنه في حديثه الى مسؤولة فرنسية قال لها: “أنتم تطالبون بسحب ترشيح الرئيس القوي. هل هذه هي الديموقراطية؟ لم لا تطلبون أن ترفع الدولة التي تضع فيتو على الرئيس المسيحي القوي حظرها؟ في حين أن الإيرانيين يجهرون دوما بأن على اللبنانيين اختيار الرئيس الذي يريدونه، فمن هو الذي يكون ديموقراطيا أكثر أنتم أم إيران؟”.

وأشاد باسيل في لقائه مع الرئيس روحاني بالديموقراطية الإيرانية إذ قال له: “كنتم تحملون راية مقاومة إسرائيل حين أنزلها العالم أجمع، وفي النهاية تمكّنتم من استقطاب شعوب ودول أخرى. اليوم تحملون راية الديموقراطية وهذا ما تثبتونه من خلال إعطاء الكلمة للشعب السوري المولج وحده بتقرير مصيره”.

خرج وزير الخارجية اللبناني ورئيس “التيار الوطني الحرّ” بانطباع يفيد بأنّ “إيران بلد يتغيّر بلا تغيير”، بمعنى أن التطوّر يطاول مفاصل الحياة كلّها من دون أن يمسّ الأساسيات التي ارتكزت عليها الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة بعد الثورة، إذ يحرص الإيرانيون على الحفاظ على صورة الدولة المتنوّعة التي تتقبّل جميع الأديان في كنفها.

يتحفّظ باسيل عن الدخول بتفاصيل نقاشاته مع المسؤولين الإيرانيين، لكنه يلفت الى أنّ “إيران ستلعب في المستقبل دورا رئيسيّا في عمليّة مكافحة الإرهاب وفي إنقاذ الخليجيين، والسعوديين تحديدا، من براثن هذا الإرهاب”.

لا يفصل العقل الإيراني، كما لاحظ باسيل، بين لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، «هي محور واحد، والنجاح في سوريا ليس كافيا من دون النجاح في العراق. فالمشكلة تبقى موجودة لو حلّت الأزمة السورية واستمرّت المشاكل في العراق، وقد أثبتت الوقائع الميدانيّة صحّة هذه النّظريّة، لأنّ داعش تمدّدت من الحدود العراقيّة، في حين لا تشكّل الحدود اللبنانية سوى جزئية بسيطة في عرسال”. يتمسّك الإيرانيّون بفكرة مكافحة الإرهاب ويندهشون ممن يدافعون عنه ويفصّلونه الى جماعات معتدلة وأخرى متطرفة. ويروي باسيل نقلا عن حسين أمير عبد اللهيان مقارنته بعض التعاطي الإقليمي الانتقائي (وتحديدا الخليجي) في موضوع الإرهاب بمن يضع البندقيّة في بطنه ويطلق النّار لكي يصيب خصمه الموجود في الخلف!

العين على حلب

بالنسبة الى سوريا، يبدو أنّ المشهد الأخير بعيد المنال، بحسب تحليل شخصي لباسيل الذي يقول إنّ “العين ينبغي أن تكون على حلب، ومنها تتبدّل موازين القوى بعد أن يعاد ربطها بإدلب وحمص وبدمشق. عبر حلب يستعيد النظام الثقل السنّي ويحتضنه مجددا في رحاب الدولة السورية”. ويروي باسيل أنّ “حلب عزيزة جدّا على قلب الرئيس بشار الأسد لأنه درس وعاش فيها أعواما طويلة”.

ويلفت الى أنّ الأهم في التدخل الروسي هو “الحسم بأن سوريا ستبقى موحّدة، على عكس كلّ الآراء التي كانت موجودة في السابق”. وبرأي وزير الخارجية اللبناني أنّ “أمورا عدّة أسقطت من الحسبان، منها منطقة عازلة يحرّكها دور تركي تراجع، وحصر الدور السعودي الخليجي بشكل ملحوظ في سوريا حدّ إبعاده عن هذا الملفّ وحصر تحرّكه في اليمن ضمن قيود أيضا”.

ويخلص الى القول إنّ “الروسي يضرب في الرقّة، ما يعني بدء عملية استرجاع لسوريا بأكملها وليس الاكتفاء بما يسمى سوريا المفيدة”، مشيرا الى أنّ إقامة “المنطقة العازلة كانت مقدّمة للتقسيم، فبمجرّد خلق منطقة فيها امتيازات عن منطقة ثانية فهذا يعني بداية تقسيم”.

إعجاب بشمخاني

بعد لقاءاته المتعددة في إيران يبدي باسيل إعجابا كبيرا بعلي شمخاني “الحذق وذي العقل الأمني”، وقد استقبله بحفاوة لحظها باسيل وأحبّها كثيرا، وهو يصف ظريف بأنه “ديبلوماسي حقيقي”، وكانت لفتة إعجاب أيضا لعبد اللهيان “الممسك بملف العلاقات مع الأوروبيين والاتصالات مع السعوديين”.