رأى رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط ان انتخاب رئيس للجمهورية يحتاج فعلياً الى معادلة اقليمية. هذه المعادلة اسمها “السعودية ـ ايران”.
وأضاف: “عندما يقول الايرانيون انهم مع ما يتفق عليه اللبنانيون يعني ذلك أنهم لا يريدون هذا الأمر في الوقت الحاضر. من الواضح أن ايران غير مستعجلة في موضوع الرئاسة. عندما يُصدّق الاتفاق مع دول الـ «5+1» وتُرفع العقوبات ربما عندها يبدأ “الحكي”.
وتمنى لو يتفق أقطاب الموارنة على دعم أحدهم للرئاسة، متأسفاً على المزايدات التي لا تسمح برؤية النيران التي تحيط بنا.
جنبلاط، وفي حديث لصحيفة “الأخبار”، شدد على أنه لا بد من وجود رئيس جمهورية وإلا ندخل في حلقة الخطر على الدولة. لا أرى أن من مصلحة أحد، سواء السعودية أو ايران أو غيرهما، أن تصل الامور في لبنان الى مرحلة إهتراء الدولة كما نشهد حالياً.
وردا على سؤال، قال: “لا أبعاد لزيارة السعودية. السعوديون حريصون على استقرار لبنان”.
جنبلاط، لفت إلى ان موضوع الترقيات عُطِّل محلياً، كاشفاً ان الرئيس سعد الحريري كان مع التسوية، وأضاف: “لو سرنا في هذا الاتفاق كان يمكن أن ينسحب الأمر على عمل الحكومة وتفعيلها”.
وقال: “هناك وجهات نظر متعددة، ليست سنية فقط، بل أيضاً مسيحية. للأسف، المزايدات المسيحية ـ المسيحية توصل الى هنا. ربما أخطأنا بعدم دعوة سامي الجميل الى الجلسة التي عقدت على هامش الحوار. الآن فات الأوان”.
وإذ لفت إلى أن تراكم الأحقاد بين بعض الزعامات المسيحية، كي لا نقول المارونية، يوصل الى هنا، ويحول دون أن يرى أحد النيران التي تحيط بنا من كل جانب، اعتبر جنبلاط أنه مهما كانت رهانات البعض يجب أن نحافظ على البلد.
وعن الحوار، قال: “لا يمكننا الخروج من الحوار. وأنا مصرّ على طاولة الحوار، الى جانب الرئيس بري، كي نجد تسوية تلو التسوية في انتظار التسوية الكبرى حول رئيس الجمهورية”.
وعن ان العماد عون يشترط تعيينات أمنية لتمشي الحكومة، قال: “لا أرى مخرجاً. نكبّر شعاراتنا فيما نحن عاجزون عن حل مشكلة النفايات”.
وردا على سؤال ان منطق عون انه اذا كان الاقوى سنياً وشيعياً ودرزياً هو من يمثل هذه الطوائف فلماذا يمنع ذلك عن المسيحيين، أجاب جنبلاط: “أخالف هذا الرأي. الرئيس بري ليس الاقوى شيعياً فقط بل ذو حيثية وطنية أيضاً. هل يمكن أن يحكم سعد الحريري وحده حتى لو كان قوياً في بيئته السنية؟ نظرية القوي في طائفته لا تصرَف وطنياً. أفضّل استخدام تعبير “حيثية وطنية” لأن نظرية الرئيس القوي سادت في مرحلة معينة وخربت البلد ولا أريد أن أذكّر بتلك المرحلة السوداء.
على الخط السوري، رأى جنبلاط أن الحرب السورية لا تزال في بداياتها. لذلك، المراهنات الداخلية على التغيير في سوريا لمصلحة جهة ضد أخرى عقيمة وأمامها وقت طويل”، مشيرا إلى ان سوريا تُدمّر ولم ينتصر أحد، ولا خط بيانيا واضحا بعد حول مستقبل سوريا.
جنبلاط الذي أشار الى أن الروس لم يصلوا الى “داعش”، يضربون فصائل الثوار الأخرى من “النصرة” الى “الجيش الحر” الى غيرهما، قال: “نشهد تحولات في الكيانات باتت معها الميليشيات دولاً. “داعش” دولة. “حزب الله” و”حماس” أيضاً. هناك شيء جديد يُرسم ليس واضحاً بعد”.
جنبلاط أكد أن لن يزور سوريا أبداً.