Site icon IMLebanon

سلامة عشية المنتدى السنوي للمسؤولية الاجتماعية للشركات: العملاء هم أبرز شركاء المصارف والشركات المالية


ينعقد المنتدى السنوي الخامس للمسؤولية الاجتماعية للشركات تحت عنوان “دور الاستدامة في تعزيز قيمة العلامة التجارية وسمعتها”، والذي تنظمه “سي. أس. آر. ليبانون” يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في 26 و27 من تشرين الاول الجاري في فندق فينيسيا، برعاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وفي حضور أكثر من 700 مشارك من مختلف قطاعات الاعمال والمصارف والمجتمع المدني والجامعات في لبنان والعالم العربي.

يتحدث في المنتدى 45 خبيرا دوليا وعربيا ولبنانيا عن تجارب بلادهم وشركاتهم في حقل الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات، ولا سيما من حيث الحوافز والتشريعات القانونية التي تحض المصانع والمصارف وشركات المال والعقار والنفط والبناء والغذاء والتأمين والمستشفيات والمتاجر الكبرى والمستشفيات والجامعات والمدارس على التزام مسؤولياتها الانسانية والاجتماعية والبيئية وحقوق العمال والموظفين ومكافحة الفساد.

وعشية المنتدى صرح سلامه: “لا شك أن الشركات التي تلتزم مسؤولياتها الاجتماعية والبيئية ستتمكن من تعزيز تنافسيتها وعلاقاتها مع شركائها وإدارتها للمخاطر بفاعلية أكبر. وعلى مستوى القطاع المصرفي، تبرز أهمية المسؤولية الاجتماعية والبيئية للشركات في دعم ثقة شركاء الانتاج.

العملاء هم أبرز شركاء المصارف والشركات المالية، لذا فإن الحرص على مصالحهم وحمايتها هي من أهم عوامل استقرارهم الاجتماعي وتقدمهم المعيشي. ولعل ذلك يبدأ بتعزيز الثقافة المالية للعميل والشفافية في التعامل مع الزبائن لجهة حقوقهم وواجباتهم وإعلامهم بفوائد ومخاطر المنتجات والخدمات التي تعرض عليهم، وتقديم الاستشارات اللازمة لهم لمساعدتهم في اتخاذ القرارات السليمة التي تخدم مصالحهم ومصالح عائلاتهم، مما يرتد إيجابا في المقابل على أعمال هذه المصارف والشركات المالية.

ولا شك في أن التعميم 134 الذي أصدره مصرف لبنان في 12 شباط 2015، تحت عنوان حقوق حماية العملاء يندرج ضمن المسؤولية الاجتماعية للمصارف والشركات المالية لجهة تثقيف العملاء وتوعيتهم وتوضيح حقوقهم، الامر الذي يعود بالفائدة المباشرة على الطرفين”.

وأضاف: “نهنئ “سي. أس. آر. ليبانون” على جهودها خلال السنوات الست الماضية لوضع الأسس الصحيحة لتطبيق المسؤولية الاجتماعية والبيئية للشركات في لبنان، ونحن سعداء لشراكتنا ودعمنا الاستراتيجيين للمنتدى السنوي الذي تنظمه منذ عام 2009، لكونه منصة إقليمية مميزة للأعمال ذات طابع اجتماعي توفر كما كبيرا من المعرفة ذات المستوى العالمي ومن الخبرات المتخصصة في حقلي المسؤولية الاجتماعية والاستدامة”.

أزهري
وصرح نائب رئيس جمعية مصارف لبنان رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لبنك لبنان والمهجر سعد أزهري: “خير برهان على أهمية هذا المنتدى والحاجة إليه هو انعقاده للمرة الخامسة على التوالي بمشاركة نخبة من المسؤولين والمتخصصين وقيادات من مؤسسات الأعمال وجمعيات المجتمع المدني، فموضوع المسؤولية الإجتماعية للشركات ودور المجتمع المدني في تطوير الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في البلد هو من المواضيع الحيوية في عالمنا المعاصر”.

وأضاف: “معظم الشركات ومؤسسات الأعمال، على عكس ما يعتقد البعض، لا تصبو إلى الربح الطائش واللامتناهي، ولا تسعى إلى تحقيق أهدافها بعيدا عن الإعتبارات الإنسانية لأجواء عملها، إذ إن إدارة الشركات وموظفيها جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع، ويعون أن مصالح المجتمع تتلاءم مع مصالحهم في معظم بل كل الأحيان. بالطبع، تستفيد الشركات من نشاطاتها في المسؤولية الإجتماعية من خلال التحسن في مبيعاتها وأسعار أسهمها، بالإضافة إلى التحسن في سمعتها الذي يخول الشركات النجاح حتى في أسواق صعبة تتسم بعدم الإستقرار، كما يساعدها على استقطاب كوادر ماهرة وكفوءة للعمل لديها. وينبع اقتناع الشركات أيضا بضرورة المسؤولية البيئية والإجتماعية من حسها الإنساني والخيري، والأهم من ذلك من إيمانها بأن المجتمع السليم والآمن والمزدهر هو الاساس لنمو الأعمال وتفوق الشركات”.

وختم الازهري: “إن أهمية المسؤولية الإجتماعية تبرز خصوصا في هذه الأوقات التي تعاني فيها الدولة ومؤسساتها نقصا في المتانة المالية والإدارة الرشيدة، ويعيش لبنان إختلالات سياسية واقتصادية صعبة. ونحن في بنك لبنان والمهجر وفي القطاع المصرفي ككل نعي مسؤولياتنا المالية والإجتماعية ونعمل ما في وسعنا على تحقيقها والنجاح فيها”.

بجاني
وفي هذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي لشركة “ماجد الفطيم القابضة” الآن بجاني: “اليوم، وبعدما أصبح تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة ضمن أبرز أهدافنا، وبعدما تمكنا من الارتقاء بمعايير الاستدامة في جميع أنحاء المنطقة، تسعدنا رعاية المنتدى السنوي للمسؤولية الاجتماعية للشركات في لبنان، الذي يجعل من مسألة الاستدامة قضيته الاولى، ونحن نتطلع إلى المساهمة في النقاش حول تطبيق معايير الاستدامة العالمية في لبنان والمنطقة”.

وأضاف: “تمكنت مجموعة ماجد الفطيم من تحقيق تقدم كبير منذ أن باشرت تنفيذ استراتيجية الاستدامة قبل عامين، بما في ذلك وضع سياسة ومعايير العمل التي تضمن حقوق العاملين، كما وصلت إلى مستويات عالية من الكفاءة في استخدام الطاقة من خلال توفير 6000 طن من النفايات. وحتى الآن، وصل عدد المباني التابعة لشركة “ماجد الفطيم العقارية” والحاصلة على شهادات المباني الخضراء إلى سبعة، فيما حصل “سيتي سنتر مردف” على شهادة LEED الذهبية عن فئة التشغيل والصيانة EBOM عام 2015، ليصبح بذلك أكبر مركز تسوق يحصل على هذا التصنيف”.

وأكدت كارين أنطونيادس الترك، مديرة “التأسيس لقيمة مشتركة” في “نستله” – الشرق الأوسط “أننا ندرك أن ازدهار أعمالنا على المدى الطويل يرتبط بازدهار المجتمعات التي نخدمها. إن التأسيس لقيمة مشتركة ليس عمل إحسان أو مجرد مهمة إضافية، بل هو مبدأ جوهري يوجه طريقة أعمال الشركة، ونحن في نستله مؤهلون بشكل خاص للتأسيس لقيمة مشتركة في مجالات التغذية، المياه، والتنمية الريفية”.

وستعرض مديرة “نستله” في لبنان ياسمين بربير في المنتدى 20 التزاما تم نشرها أخيرا في أول تقرير من نوعه في الشرق الاوسط “نستله في المجتمع – التأسيس لقيمة مشتركة – CSV”، وهي تحدد أهدافا تسعى “نستله” للإيفاء بها وتحقيقها مع نهاية عام 2017 أو قبل ذلك في مجالات التغذية، التوريد المسؤول، المياه، الاستدامة البيئية، الأفراد والامتثال.

يذكر أن مفهوم “التأسيس لقيمة مشتركة” ظهر للمرة الاولى عام 2006 في بحث مطول في مجلة “هارفرد بزنس ريفيو”، وهو يشكل طريقة نستله الأساسية في القيام بأعمالها”.