Site icon IMLebanon

مجدلاني: تأييد الحرب يشوّه سجل الكنيسة

atef-majdalani

لاقى موقف متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة حول مشاركة روسيا في الصراع في سوريا مروحة واسعة من المواقف الداخلية السياسية والدينية من كل الطوائف المؤيدة لكلامه بضرورة “فصل الدين عن الغايات السياسية وتبرئته من أتون العنف الدائر في سوريا”، وبالتالي كان وقع هذا الكلام “مهما وضروريا من حيث المضمون والتوقيت”، كما يقول عضو كتلة “المستقبل” النائب عاطف مجدلاني، مشدداً على أن “عودة لا يقبل بتشويه سجل الكنيسة الارثوذكسية بتأييد الحرب خدمة لأهداف سياسية”.

وأكد مجدلاني في حديث لصحيفة “المستقبل” أن عودة “مرجعية وطنية وازنة، وكلامه مسموع من الجميع ولهذا كان لموقفه الوقع الكبير”.

حرص عودة على إبعاد الكنيسة الارثوذكسية عن الحروب الطاحنة الدائرة في سوريا، يرجعه مجدلاني إلى “تعاليم الانجيل”، فالسيد المسيح على حد قوله “لم يحض أتباعه على العنف بل على المحبة، وبالتالي فكلام المطران عودة نابع من تعاليم الايمان المسيحي الارثوذكسي”، واصفا إياه بأنه “موقف شجاع فسر للناس الخيار الصحيح الذي يجب إعتماده”.

يتجنّب مجدلاني الخوض في موقف الكنيسة الارثوذكسية الروسية وتأييدها التدخل الروسي في سوريا، معتبرا أنه “علينا قراءة المواقف بلغتها الاصلية حتى نستدل على ما هو صحيح منها، لأن الترجمة قد تحمل تحريفا أو عدم دقة، لذلك علينا تجنب الاساءة”، لكنه يرى “أن توضيح المطران عودة كان مهما وضروريا في توقيته في هذه المرحلة، خصوصا أن الكنيسة الارثوكسية كانت تاريخيا رافضة للحروب التي كانت تخاض على المنطقة باسم الدين، والبحث في التاريخ يظهر أن هذه الكنيسة لم تكن مع الحملات الصليبية ضد الشرق والعرب، وهذا سجل للكنيسة لا يمكن تشويهه بتأييد الحرب خدمة لأهداف سياسية”.

لا شك أن موقف عودة ستكون له إرتدادات كنسية وعلى المسيحيين في المنطقة، وهذا ما يوافق عليه مجدلاني، لافتا إلى أن “المطران عودة مرجعية وطنية كبيرة ووازنة، وكلامه مسموع من جميع القوى السياسية والدينية سواء أكانوا من مؤيديه أم من معارضيه، ولهذا كان لموقفه الوقع الكبير، لأنه رأى أن من واجبه وضع النقاط على الحروف كي لا تخضع مواقف الكنيسة الارثوذكسية التاريخية لأي تأويل من هنا أو هناك”.

والسؤال الذي يطرح هو “كيف سيكون وقع هذا الكلام على الكنيسة في سوريا؟”، يجيب مجدلاني بالقول ان “ميزة الكنيسة الارثوذكسية هي الاستقلالية، بمعنى أن كل أبرشية لها إستقلالية عن الأبرشيات الاخرى، وإن كانت تتفيأ بمظلة الكنيسة الأم، فالبطريرك عند الارثوذكس هو متقدم بين متساوين، وليس هناك هيكلية كتلك المتبعة في الكنيسة المارونية، وبالتالي كل مطران هو سيد أبرشيته ويتمتع بالاستقلالية التي تسمح له بالتعبير عن رأيه، وما أراده المطران عودة في كلامه هو أن الكنيسة هي ضد استخدام العنف خدمة للسياسة، كما أنها بالتأكيد ضد الارهاب الذي يمارس باسم الدين ويقع ضحيته المسلمون والمسيحيون على السواء”.