ذكرت صحيفة “الراي” الكويتية ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع رسم خلال جلسة مع حلقة ضيقة من الاعلاميين لوحة شاملة لموقع ملف الرئاسي اللبناني على “رقعة الشطرنج” الاقليمية، محدداً جوهر المعركة و”اللعبة” التي تنخرط فيها ايران و”حزب الله” وموقع 14 آذار بمواجهتها، وداعياً الى عدم التلهي بكل “الاستعراضات الجانبية” التي يجري التلطي وراءها او إلهاء اللبنانيين بها تحت عناوين هامشية عدة فيما “الهدف واحد”.
وكان الأبرز في كلام جعجع كشْفه ان “ايران أبلغت الى مراجع دولية في الأسابيع الأخيرة انها مستعدة للإفراج عن الانتخابات الرئاسية في لبنان اذا وافق الغرب والدول العربية على بقاء الأسد رئيساً في سورية”، لافتاً الى ان طهران تطرح بهذا المعنى “رئيساً بلا لون ولا طعم في لبنان”، ومعتبراً “ان هذا الموقف الايراني يعبّر عن مدى مقاربتهم الملف الرئاسي اللبناني بعين استراتيجية كبيرة”. وأشار انطلاقاً من ذلك الى ان “حزب الله هو المعطّل الفعلي للانتخابات الرئاسية، وهو يريد في البُعد الداخلي من هذه المعركة الاستراتيجية التي تخوضها ايران إقرار قانون انتخاب يضمن له أخذ كل السلطة في لبنان”، موضحاً “ان اي قانون على اساس النسبية، سواء كان ضمن 13 دائرة او 15 دائرة او لبنان دائرة واحدة يؤمن للحزب هذه الأكثرية”، وجازماً بأنّ قوى 14 آذار “ليست بوارد ان تعطي شيئاً على أيّ من هذين المستوييْن الخارجي او الداخلي”.
وفيما كان جعجع يرسم صورة غير متفائلة حيال الواقع في المنطقة “التي تتجه الأزمة فيها الى مزيد من التصعيد والى مواجهة شاملة”، مؤكداً وجود “تصميم سعودي على التصدي لإيران في اليمن، فالحرب مفتوحة مع ايران في كل الساحات”، توالت على بيروت معلومات عن محاولات خارجية لتحريك الملف الرئاسي سواء من خلال مقترحات أشيع انها روسية عن انتخاب رئيس لبناني انتقالي لسنتين، او عبر الكلام عن مبادرة مصرية يجري العمل عليها وسيبحثها في بيروت خلال الايام المقبلة وزير الخارجية سامح شكري تتويجاً للمسعى الذي بدأه السفير محمّد بدر الدين زايد مع كبار القادة اللبنانيين في اليومين الماضييْن.
واذ نفى السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبيكين أمام صحيفة “الراي” علمه بوجود طرح روسي حول رئيس انتقالي “وخصوصاً ان هذه المسألة تتطلّب تعديلاً دستورياً، وتالياً فان روسيا لا تتدخل في مثل هذه المسائل”، أبلغ مرجع سياسي لبناني كبير مطلع على التحركات في الشأن الرئاسي الى “الراي” ان طرح الرئيس الانتقالي غير جدي ولا أفق له، موضحاً في ما خص الكلام على مبادرة مصرية ان الأمر لا يعدو كونه حركة استطلاعية مشككاً في إمكان إحداثها اي اختراق في “الواقع المقفل”.