ينفي مصدر عسكري رفيع لصحيفة “الجمهورية”، “حصول أيّ اتصال أو تنسيق بين غرفة عمليات الجيش اللبناني وغرفة عمليات الجيش الروسي في سوريا”، مشيراً الى أنّ “كلّ الكلام عن تنسيقٍ لتنفيذ غارات على الجرود اللبنانية أو المناطق المتاخمة للحدود لا أساس له من الصحة، فالغارات الروسية تتركز داخل الأراضي السورية والجيش لم يطلب مساعدة موسكو لتنفيذ ضربات جوّية أو القيام بأيّ عمل عسكري آخر”.
ويلفت المصدر العسكري الى أنّ “الحرب السورية طويلة ومستمرة، والجيش يبذل ما في وسعه لإبقاء النار بعيدة من الأراضي اللبنانية، ويدرس خططه بشكل دقيق، ولن يُقدم على أيّ مغامرة لجذب الإرهابيين الى لبنان”، مرجّحاً أن “تأتي الغارات الروسية بمردود عكسي غير الذي يتمنّاه البعض، خصوصاً أنها لا تترافق مع حملة برّية، ما يدفع المسلّحين الى الهروب من مخابئهم في الجرود باتجاه الأراضي اللبنانية، وقد يُضطر الجيش الى فتح معركة جديدة، في وقت يتبع الجيش إستراتيجية إحتواء النار وحصر المسلّحين في الجرود وإبعاد خطرهم”.
الى ذلك، يؤكد المصدر أنّ “لبنان جزءٌ من التحالف الدولي ضدّ “داعش”، والدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركيّة تزوّده بالسلاح، والتنسيق مع الروس يحتاج الى قرار سياسي تتّخذه الحكومة وهو غير موجود حتّى الآن”، معتبراً أنّ “الجيش اللبناني الذي لم ينسّق مع الجيش السوري في معركة القلمون، لن يُقدم على أيّ خطوة أو تنسيق مع أيّ طرف آخر وهو لا يخرج عن القرار السياسي للدولة اللبنانية”.
وفي سياق متصل، توضح مصادر عسكرية أنّ “عدد المسلّحين الذين كانوا يتمركزون في الجرود بلغ نحو 3 آلاف مقاتل، لكنّ عددهم قد انخفض بعد المعارك الأخيرة نتيجة لجوء قسم كبير منهم الى بقية مناطق القتال في سوريا، بعدما سمح لهم النظام بذلك”.
وتشير المصادر الى أنّ “جبهة النصرة” لا تزال الفصيل الأقوى الذي يتمركز في جرود عرسال، فيما ينحصر وجود تنظيم “داعش” في جرود رأس بعلبك، وقد تراجع تأثير المسلحين الى حدود كبيرة بعد عمليات الجيش في رأس بعلبك، وإستهدافهم في جرود عرسال وقطع طرق الإمداد عنهم”.