Site icon IMLebanon

هكذا تحرّرت عبير الجاعور من “صيّاد الفتيات”

أنهت السورية عبير الجاعور (24 عاماً) فيلم الرعب التي أُجبرت ان تكون هي بطلته هذه المرة، بعدما أدّت المشهد الأخير بما لا يهوى المخرج، إذ هربت من بين براثن ابن بلدة النبي عثمان (قضاء بعلبك) مهدي نزها بعد عشرة أيام من خطفه لها، وركضت في الشارع تبكي وتستجدي الناس فساعدها البعض بالوصول الى أقرب مخفر، لتبدأ رحلة هروب جديدة مع عائلتها التي كانت قصدت منطقة رأس العين (بعلبك) في زيارة عائلية، خوفاً من “متمرّد” على القانون لا يزال يسرح متوعداً مَن يحلو له.

نزها هو “صيّاد” من نوع آخر، ضحاياه فتيات من قرى البقاع الشمالي. مَن يخُنها القدَر فتعجبه، يتربص لها، وبقوة السلاح يخطفها، ويحتفظ بها أياماً وأسابيع إلى أن يملّ منها فيعيدها إلى أهلها.

آخر ضحايا الشاب الثلاثيني كانت عبير التي وقعت في قبضته عند الساعة السادسة من مساء 13 من هذا الشهر. فهذه الشابة التي قصدت لبنان مع عائلتها قبل خمسة أيام من ذلك لتوديع معارفها، كانت تنوي السفر الى تركيا في 28 من هذا الشهر قبل ان تلتحق بزوجها ايوب حوري في السويد.

وفي اليوم المشؤوم، خرجت ابن بلدة القصير السورية ومعها والدتها وشقيقاتها وجارتها لشراء مستلزمات من السوق، وفي طريق العودة كمن لها مهدي على طريق العين وترجّل من سيارة “بي ام دبليو” سوداء اللون وهدّد الجميع بالسلاح وانزلهن أرضاً، قبل أن يحمل عبير بمساعدة شخص ثانٍ ويغادر المكان. وأمضت الجاعور أياماً تحت التهديد والوعيد والضرب والتعذيب، ولم تتمكن اي وساطة من تحريرها من الخاطف الذي بقي في منزل العائلة الى الاربعاء الماضي حين دهم الامن المنزل فهرب بها الى منطقة القصر الحدودية.

وفي وقت غرّد وزير الداخلية نهاد المشنوق عبر “تويتر” مساء الجمعة أن”قوى الأمن الداخلي تمكنت من تحرير عبير الجاعور وباتت في عهدة الأمن حاليا”، لفت مصدر أمني لـصحيفة “الراي” الكويتية الى انه “نتيجة مداهمة القوى الامنية لمنازل عدة في منطقة القصر التي التجأ اليها مهدي ومعه الفتاة وتضييق الخناق عليه، هرب قبل أن نصل الى منزله فسنحت الفرصة لعبير للهرب حيث التجأت الى مخفر القصر فصيلة الهرمل”، موضحاً “ان المنزل الذي نُقلت اليه عبير في القصر يعود لأشخاص يعرفهم الخاطف الذي حجزت القوى الامنية سيارته التي نفذ فيها عملية الخطف ودراجة نارية تعود اليه”.

وهذا ما أكده ايوب حوري، زوج عبير (طالبة سنة ثالثة تعليم في جامعة البعث في حمص) لـ “الراي” حيث قال إن زوجته “اغتنمت فرصة خروج مهدي من البيت وهربت لتنهي كابوساً عشناه لأيام بسبب شخص معتوه هو ووالدته ووالده”، موضحاً ان “ما قام به مهدي جعلني اتمسك بالفتاة التي تربيت واياها منذ الطفولة”.

واذ أبلغ أحمد سوده، خال عبير، لـ “الراي” أن ابنة أخته “خرجت وعائلتها من بلدة العين الى مدينة طرابلس خوفاً من ردة فعل مهدي ومَن يشدّ على يده”، شرح والدها المحامي عبد الكريم الجاعور لـ “الراي” ان “عبير قررت القدوم الى لبنان قبل أيام من موعد الطيران لتودّع أهل والدتها، ولم أتوقع لحظة وجود ارهابي في المنطقة التي نزورها للمرة الأولى”، موضحاً انه قصد في اليوم نفسه لخطف ابنته أحد أقارب الخاطف المدعو محمود نزها وهو إمام أحد جوامع المنطقة ليتوسط له فكان جوابه “إذا وعدتك بذلك، فالحل الوحيد لتنفيذ وعدي هو إرسال ابنائي لاستعادتها فإما أن يقتلوه أو يقتلهم، عندها غادرت منزله”.

اتصلت الفتاة بالعائلة في اليوم التالي و”كان يلقّنها ما تقول، مهدداً ومتوعداً إن حاولنا استعادتها، وقائلاً لنا انه لا يخشى أحداً، ونحن من علينا أن نخاف على أنفسنا”.

ليست عبير الفتاة الاولى التي يخطفها مهدي، فقبل نحو شهرين حاول خطف فتاة من العين حين كانت تقصد الجامعة بسيارة ركاب، أوقفها في بلدة اللبوة وأنزلها بقوة السلاح لكن شباب المنطقة تدخلوا ومنعوه من استكمال عملية الخطف. وقبل خمسة أعوام خطف ابنة عم رئيس بلدة اللبوة رامز أمهز بعدما رفض والدها ارتباطه بها، وله فيديو على “يوتيوب” يظهر عملية خطف احدى الفتيات، من دون أن يجرؤ أحد على صده.