تستضيف باريس الثلثاء وعلى مدى يومين اجتماعاً خاصا بالازمة السورية يعقد على مستوى وزراء الخارجية دعيت اليه بعض الدول الاوروبية من بينها ألمانيا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا واخرى معنية بالازمة السورية كالولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية وتركيا بهدف التشاور في كيفية إرساء حل سياسي في دمشق يضع حدا لحمام الدم النازف منذ نحو خمس سنوات. اما روسيا وايران فلم توجه الدعوة الى وزيري خارجيتيهما لاسباب تبدو، وفق ما تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” متصلة بالـ” عتب الفرنسي” على روسيا جراء اقصاء وزير خارجيتها عن اجتماعات فيينا سعياً إلى إيجاد حلٍّ للأزمة التي شارك فيها كل من وزراء الخارجية الأميركي والروسي والسعودي والتركي ولم تدع فرنسا، على رغم الدور المهم الذي لعبته فرنسا على مستوى الجهود المبذولة للحل فرنسا وكانت لاعبا أساسيا في الأزمة السورية في العام 2012، ووقعت على وثيقة مؤتمر جنيف . وقد اكتفى وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ردا على سؤال عن مشاركة نظيره الروسي سيرغي لافروف، في اجتماع الغد، بالقول “لا أعتقد، وهناك اجتماعات أخرى سنعمل فيها مع الروسي”.
وتضيف الاوساط ان روسيا التي فرضت نفسها قائدة لدبلوماسية الحل السوري، فرزت مع دخولها الميداني الى دمشق اللاعبين الاقليميين والدوليين الى اكثر من فريق، خصوصا انها لم تنسق خطوتها المفاجئة مع الاوروبيين الذين كانوا يتشاورون معها باستمرار ووضعتهم في حال ارباك ازاء تحركها الذي بقي حتى اليوم غامضا ومبهما، واستكملت باقصاء باريس عن اجتماعات فيينا ما دفعها وفق الاوساط الى التحرك اوروبيا ودعوة دول مؤثرة مباشرة في الازمة كالسعودية وتركيا الى اجتماع الغد الذي قد تصدر عنه مواقف مهمة، علما ان كلام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ازاء مصير الرئيس بشار الاسد في مستقبل سوريا واضح ولا يحتمل التأويل بما يرفع منسوب التوقعات بامكان صدور مواقف على هذا المستوى خصوصا ان كلاما فرنسيا صدر عن اكثر من مسؤول ازاء ضرورة التحرك لوقف ممارسات النظام لجهة قتل المدنيين بالبراميل المتفجرة، واعلن فابيوس اخيرا ان بلاده ستعرض خلال أيام قراراً في مجلس الأمن الدولي لحظر البراميل المتفجرة، وكشف السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة عن “مشروعٍ في هذا الصدد سيتم طرحه قريباً”، لافتاً إلى “مشاركة إسبانيا وبريطانيا في هذه المبادرة”. وتوقعت الاوساط الدبلوماسية أن يُعرَض القرار نهاية الأسبوع الجاري.
وتعتبر الاوساط ان القلق الاوروبي من امكان دخول روسيا على الخط الطائفي السوري بمساعدة الشيعة على السنة او محاولة اقصاء اوروبا عن خريطة “الشرق الاوسط الجديد” لم يعد خافيا على أحد، وان فرنسا ومعها بعض دول اوروبا والسعودية وتركيا لن تسمح لروسيا باستكمال خطتها هذه، وهي للغاية دعت الى اجتماعات باريس غدا، ولفتت الاوساط الى خشية من انعكاس الحراك الاوروبي المستجد على المسعى الروسي المنسق اميركيا خصوصا اذا انضمت السعودية وتركيا الى المحور الاوروبي، وعادت الى مربع المطالبة برفض اي دور للرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية.
وترجح الاوساط ان تواجه روسيا هذه الخطوة بتمتين علاقاتها مع السعودية ومصر، علما ان زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو المرتقبة نهاية الجاري، تبقى رهن نتائج الاتصالات الجارية حول الازمة السورية. وتختم الاوساط بالاشارة الى ان مواجهة الارهاب لا يمكن ان تتم الا بقيادة سنية، وهو ما تدركه موسكو وفرنسا وتسعيان الى الاتفاق مع السعودية وتركيا ومصر قبل اتخاذ قرار ضرب الارهاب بالمعنى الواسع لتأمين نجاح المهمة.