رأى عضو كتلة المستقبل النائب إيلي ماروني، ان الانتخابات الرئاسية هي مفتاح الحل لكل أزمة دستورية في البلاد وفي مقدمها أزمتا الحكومة ومجلس النواب، معتبرا بالتالي ان التشريع في مجلس النواب متوقف على انتخاب رئيس للجمهورية عملا بالأصول الدستورية، علما ان الرئيس نبيه بري لا يوفر جهدا لانتخاب رئيس وعودة المجلس النيابي الى حياته الطبيعية، إلا أن حزب الكتائب وحرصا منه على مقام الرئاسة والتزاما منه بالنص الدستوري الذي يقول بوقف التشريع حتى انتخاب رئيس للبلاد، يرفض انعقاد جلسات تشريعية تحت عنوان «الضرورة» لأن التشريع في ظل الفراغ الرئاسي أيا يكن شكله وطبيعته هو عمل مخالف للدستور.
واستدراكا، لفت ماروني في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان الموقف المبدئي لحزب الكتائب هو عدم المساومة على الدستور وبالتالي عدم المشاركة في جلسات التشريع في ظل الفراغ الرئاسي، إلا أن الحزب سينظر في جدول أعمال الجلسة التشريعية المرتقب توزيعه على النواب، على أن يتخذ المكتب السياسي القرار المناسب في حينه، وذلك انطلاقا من تقديره للظروف والمعطيات الراهنة والناجمة عن طول الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، مشيرا الى ان الدستور ليس وجهة نظر أو مجرد نصوص ظرفية يمكن استبدالها لتتماشى مع المعطيات والوقائع، والأهم من كل تلك الاعتبارات ان القبول بتجاوز الدستور هو قبول بتعطيل رئاسة الجمهورية، وهذا ما لم ولن يقبل به حزب الكتائب.
وفي سياق متصل بأزمة الرئاسة، أكد ماروني ان طاولة الحوار مازالت حتى تاريخه تدور في حلقة مفرغة، علما ان غالبية المشاركين في الحوار لا يتوقعون ان يحقق الحوار المعجزات، خصوصا على مستوى رئاسة المعجزات، خصوصا على مستوى رئاسة الجمهورية، معربا بالتالي عن إحباطه ويأسه بسبب الطريقة التي تتم بها مقاربة الملفات الدستورية والأزمات الراهنة سواء على طاولة الحوار أم في مجلس الوزراء، معتبرا ان المواطن في واد والمسؤولين في واد آخر، وبالتالي ان كلا من الحوار ومجلس الوزراء ومجلس النواب، سيبقى يدور في الفراغ المطلق مادام حزب الله والعماد ميشال عون يقدمان مصالحهما الإقليمية والحزبية والشخصية والعائلية على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين.
وعليه يعتبر ماروني ان وزير الخارجية جبران باسيل مصر على استغباء عقول اللبنانيين، من خلال محاولته تبرئة ساحة إيران من تعطيل رئاسة الجمهورية، معتبرا ان الشكر الذي قدمه باسيل للدولة الإيرانية لا يمثل سوى التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله وكل من يدور في فلكهما التعطيلي لموقع الرئاسة، مشيرا الى ان شكر باسيل لإيران لعدم تدخلها في الانتخابات الرئاسية في لبنان، هو امتداد لـ «شكراً سورية» على ما قدمته من طوباوية خلال 30 عاما من وصايتها على لبنان، معتبرا ان شهادة باسيل بحسن سلوك إيران في لبنان هو إدانة كاملة لها.
أما على المستوى الحكومي، ختم ماروني بالاشارة الى ان تريث الرئيس تمام سلام في عقد جلسة لمجلس الوزراء أصبح مضرا للبلاد، مناشدا إياه عقد جلسة بمن حضر إنقاذا لما تبقى من مقومات الصمود اللبناني في وجه الأزمات المحلية والتطورات الإقليمية.