من مفارقات المهزلة المتجددة، أن علامات الاستياء كانت تطفو على وجه الرئيس تمام سلام وهو يتابع عبر هاتفه الخلوي مشاهد اجتياح النفايات لبعض شوارع العاصمة والضواحي بعدما جرفتها سيول الامطار الكثيفة قبل ظهر أمس.
وفيما اكتفى سلام بهز رأسه لهول المنظر، قالت أوساطه لصحيفة «السفير» انه منزعج جداً مما بلغته الامور، وهو بالتأكيد لن يبقى متفرجاً على هذا الوضع البائس والمزري الذي لا يُحتمل، وبالتالي سيتخذ الموقف المناسب في التوقيت المناسب، من دون ان يأسر نفسه بموعد زمني محدد منذ الآن، لافتة الانتباه الى انه يدرس خياراته بجدية.
وأشارت أوساط سلام الى ان جرف مياه الامطار للنفايات في الشوارع هو مشهد مخز ومعيب، ينطوي على إهانة للبنانيين، ويشكل دليلاً فاضحاً على العجز الكامل لمكونات السلطة عن إدارة الشأن العام، مشيرة الى ان التجربة أثبتت ان لا أحد يريد ان يحل مشكلة النفايات.
واستبعدت أوساط سلام عدم مشاركته في جلسة الحوار الوطني المقررة اليوم، في ساحة النجمة، لمعرفته بحساسية الموقف وحراجته، «لا بل ان طوفان النفايات يفرض حضور رئيس الحكومة جلسة الحوار، أكثر من أي وقت مضى، حتى يرفع الصوت مجدداً ويضع الجميع امام مسؤولياتهم».