إيلاد ناتانسون
ازدهر هذا العام سوق الهواتف المحمولة وتطبيقاتها على نحو ملحوظ. بينما ينفق مطورو هذه التطبيقات، لاسيما الشركات المتخصصة بتطوير الألعاب، أموالاً طائلة على التسويق؛ فشركة “سوبر سل” مثلاً، التي طورت لعبتي: “كلاش أوف كلانس” و”بوم بيتش” أنفقت 440 مليون دولار على التسويق والإعلان في عام 2014 فقط. والسؤال: كيف يمكن للشركات الناشئة والصغيرة ومطوري الألعاب المستقلين الدخول في عالم المنافسة ضمن هذا المجال، في ظل انعدام ميزانية التسويق الكافية؟ قد يبدو هذا مستحيلاً، إلا أن هناك العديد من التطبيقات التي تطورت وانتشرت بميزانيات تسويقية بسيطة.
وعلى الصعيد نفسه، هناك مصطلح “النمو السريع- Growth Hacking”، الذي يعني إيجاد طرق للنمو من دون الإنفاق على التسويق، والربط بين التفكير الإبداعي والتصميم. ومن الأمثلة البارزة على ذلك: دمج “سبوتيفاي” مع فيسبوك؛ إذ يمكن للأصدقاء رؤية جميع قوائم التشغيل الخاصة بالمستخدمين. وبالتالي، تطورت هذه الخدمة بشكل كبير، مستفيدة من المنصة العالمية- فيسبوك، دون أي إنفاق على الإعلانات التقليدية.
إن النمو السريع هو الشرط الأساسي لتطوير منتجاتك، ولهذا عليك تصميم التطبيق الذي تنوي إطلاقه، بحيث يمكن تسويقه سريعاً. وهذا يستلزم مواصفات معينة ينبغي للمنتج أن يحتوي عليها، حتى يحقق ميزة الانتشار السريع. ولعل أكثر الأمثلة وضوحاً على التسويق واسع الانتشار، هي منصات الاتصالات، لأن الاستخدام الأساسي للتطبيق يتضمن شخصين أو أكثر. فمن “هوت ميل” إلى “واتس اب” ومؤخراً “سلاك- Slack”، جميعها تطبيقات تقدم تجربة متطورة للمستخدم أو منفعة تنمو بسرعة، حيث يدعو المستخدمون أصدقاءهم للانضمام إلى شبكاتهم.
لكن كيف يمكن لتطبيقات الاتصالات الانطلاق من الصفر؟ غالباً يجب على كلا المستخدمين تحميل التطبيق لاستخدامه. ومثلاً: “بلاب- Blab” وهو تطبيق جديد لمحادثات الفيديو الجماعية المباشرة، استطاع التغلب على هذه المشكلة عن طريق السماح باستخدامه قبل تحميله. وهذا يتيح للمستخدمين التحدث مع أصدقائهم الذين لم يجربوه من قبل. مما أدى إلى استخدام التطبيق ونموه بشكل سريع منذ إطلاقه في أبريل 2015.
ومن الأمثلة الأخرى على التطبيقات التي حققت نمواً عالياً بهذه الطريقة: ألعاب “تريفيا كراك”، التي أطلقت في عام 2013 وانتشرت في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وفي أنحاء العالم. ومنذ بداية هذا العام، استقطب التطبيق أكثر من 150 مليون مستخدم، من دون إنفاق أي مبلغ على الإعلانات الترويجية.
وأخيراً، “فينمو” الذي حقق انتشاراً واسعاً أيضاً، وهو عبارة عن منصة توفر للمستخدم نقل الأموال من حسابه المصرفي الخاص إلى أي حساب آخر من خلال الهواتف الذكية.
ويمكننا أن نرى من خلال هذه الأمثلة، ألا صيغة محددة لتطوير التطبيق وتسويقه سريعاً، حتى أن أصغر المطورين يمكنه النجاح في ابتكار أسلوبه التسويقي الخاص.