كشفت دراسة جديدة أعدها مركز “جينز” البريطاني المختص بنشر التقارير في المجالات العسكرية والفضائية والنقل٬ أن روسيا تنفق يومياً على عملياتها العسكرية في سوريا 2.4 مليون دولار، على أقل تقدير.
ويقول خبراء المركز بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” إن “النفقات في الواقع قد تكون ضعف ذلك٬ أي ما يقارب 4 ملايين دولار يومياً. ويشير هذا الملبغ بحسب تقديراتهم٬ إلى أن روسيا أنفقت منذ إطلاق عمليتها بتاريخ 30 أيلول ما بين 80 إلى 115 مليون دولار٬ ويشمل هذا المبلغ الإنفاق على الأسلحة والصواريخ والقنابل المستخدمة في القصف، فضلاً عن الخدمة التقنية والصيانة للمعدات المشاركة في العمليات٬ وكذلك البنى التحتية ونفقات الكادر البشري”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت٬ أن طائراتها نفذت نحو ألف طلعة جوية في سوريا منذ بدء عملياتها ضد تنظيم “داعش” وجبهة “النصرة” وقوات المعارضة السورية في أكثر من محافظة٬ إذ أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته وكالة “إنترفاكس” للأنباء أنها “نفذت 934 طلعة ودمرت 819 هدفاً للمتشددين في سوريا منذ بدء حملتها”.
ويشير موقع “جينز” البريطاني للنشر الدفاعي٬ إلى أن تكلفة عمل الطائرة الحربية الواحدة في الساعة تصل إلى 12 ألف دولار٬ وتكلفة عمل كل طائرة مروحية خلال ساعة و3 آلاف دولار. ونظراً لكثافة العمليات التي تقوم بها الطائرات الروسية فإن الطائرة المقاتلة توجد في الأجواء وسطيا 90 دقيقة٬ والمروحية قرابة 30 دقيقة٬ ما يعني وفق حسابات خبراء المركز البريطاني٬ أن روسيا تنفق على العمليات الجوية خلال 24 ساعة ما يقارب 710 آلاف دولار٬ فضلا عن 750 ألف دولار ثمن الذخائر المستخدمة في العمليات القتالية خلال 24 ساعة.
علماً بأن معظم هذه الذخائر هي الأحدث في الترسانة العسكرية الروسية٬وُيستخدم بعضها٬ لأول مرة٬ في حروب روسيا٬ نظراً إلى أنهُ وضع في تصرف القوات العسكرية الروسية خلال الأعوام الخمسة الماضية.
أما الإنفاق على الكادر البشري٬ أي المعاشات الشهرية والمكافآت للجنود والضباط العاملين في قاعدة حميميم في سوريا٬ والطعام وغيره من خدمات لهم٬ فإن روسياُ تنفق يومياً 440 ألف دولار تقريباً٬ إضافة إلى 200 ألف دولار على السفن الموجودة قبالة الساحل السوري٬ وأخيراً 250 ألف دولار على العمليات اللوجستية والاستطلاع والاتصالات وغيرها من نفقات مشابهة.
بناءً على هذه المعطيات التقريبية يخلص خبراء مجلة جينز العسكرية٬ إلى الاستنتاج بأن روسيا تنفق يوميا حوالي 2.4 مليون دولار على عمليتها العسكرية في سوريا. ويتضمن هذا المبلغ تكلفة استخدام الصواريخ التي أطلقتها السفن الروسية على الأراضي السوري٬ حيث تصل تكلفة كل صاروخ منها إلى 1.2 مليون دولار. وكانت بعض وسائل الإعلام الروسية ذكرت أن التكلفة المادية لعملية إطلاق الصواريخ من قزوين تصل قرابة 1 مليار روبل روسي.
وبحسب خبراء عسكريين٬ فإن الطلعة الجوية عموماً٬ تتضمن إقلاع طائرتين أو أربعة في نفس الوقت٬ لتشن الغارات ضد أهداف مرصودة سلفاً. أما في سوريا٬ فإن الطلعات الجوية٬ في تقديراتها الدنيا٬ تتضمن إقلاع قاذفتين في سوريا٬ نظًرا لأن الميدان السوري لا يتطلب تحليق طائرات مقاتلة إلى جانبها لحمايتها من هجمات جوية.