Site icon IMLebanon

1263 قتيلاً من نخبة “حزب الله”!

 

كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: يبدو أنّ الكلفة البشرية والمعنوية لانخراط “حزب الله” في الحرب السورية على مدى أربع سنوات باتت مرتفعة جًدا٬ ليس بمقدوره تجاوزها في المدى المنظور٬ وهي باتت تشّكل عبًئا كبيًرا ينتظر أن يتضح حجمه أكثر في مرحلة ما بعد الحّل في سوريا. وتعود أسباب هذا الكلفة لعاملين اثنين٬ الأول الكلفة الباهظة في عدد القتلى الذين سقطوا في سوريا٬ وعدم قدرة الحزب على تحقيق أي انتصار عسكري رغم خسائره العالية٬ والثاني غياب الرؤية الواضحة للنتيجة التي سيخرج بها٬ أو ستخرجه من المستنقع السوري.

هذه المعطيات فرضها الميدان على الأرض السورية٬ وهو الميدان الذي طالما شدد “حزب الله” على دوره الأساسي في رسم مسار الحّل السوري٬ خصوًصا بعد نعي الحزب في الأيام الأخيرة أعداًدا كبيرة من مقاتليه كان آخرهم٬ أمس الاثنين٬ ثمانية من مقاتليه سقطوا خلال المعارك الدائرة في سوريا وهم: علي فواز٬ محمد سعيد فواز٬ سامي شريفة٬ حسن حلاوة٬ علي الأكبر محمد خشفة٬ حسين حسن شريفة٬ علي عبد الله شعيتو (جميعهم من مدن وقرى جنوب لبنان) وحسين غازي الرشعيني من بلدة الكواخ البقاعية.

صحيح أنها المرة الأولى التي ينعى “حزب الله” ثمانية قتلى دفعة واحدة٬ لكن هذا الأمر ليس استثناء في بيئته التي باتت تشهد تململاً واسًعا٬ بعدما أضيفت هذه الدفعة إلى مئات القتلى الذين قضوا في حرب غير معروفة الأفق ليس لجمهور “حزب الله” فحسب٬ إنما لقيادته التي لا تملك أجوبة على أسئلة كثيرة عن جدوى الاستمرار في الوحول السورية٬ خصوًصا بعدما بات دوره ثانوًيا بعد دخول العامل الروسي الذي بات صاحب القرار المطلق في سوريا.

ولا يخفي الباحث السياسي المعارض لـ”حزب الله” علي الأمين٬ وجود حالة من الاعتراض الكبيرة على أداء الحزب في سوريا، لكنه أشار إلى أن هذه الحالة لا تعبر عن نفسها بشكل واضح٬ وربما هي تبحث عن فرصة لتعبر عن نفسها لكن وفق حسابات متعددة.

ويؤكد الأمين لـ”الشرق الأوسط” “أن أحد أبرز أوجه التململ أو الاعتراض داخل جمهور “حزب الله”، هو الشعور بأنه ليس ثمة أفق للنصر”. وفيما بدأ الاعتراض يتخطى البيئة والجمهور ويتسّرب إلى الهيكلية التنظيمية٬ يشير الأمين إلى أن النقاش والجدل باتا موجودين داخل الحلقة الضيقة في (المجلس الجهادي)٬ وثمة أصوات بدأت تسأل٬ كيف بعد كل التضحيات التي قدمناها في سوريا٬ أتى الروس وأخذوا كل إنجازاتنا٬ وبالتالي ماذا نفعل في سوريا اليوم؟. لكن يستدرك قائلاً: لا تنتظر أحًدا ينتفض على قرار القيادة٬ لأنهم غير مهيئين٬ وسبب ذلك أن من دخل إلى “حزب الله” يعرف جيًدا أن الولي الفقيه أولى بالمسلمين من أنفسهم٬ فهذه مسألة تربية عقائدية لا يمكن النقاش فيها.

ويضيف: “قد تحصل حركة احتجاج داخل قيادة “حزب الله” عندما تجد أن هذا الاحتجاج حصل داخل “الحرس الثوري الإيراني٬” وبالتالي فإن تركيبة الحزب ليست “حزب الله” يواجه مأزق ازدياد قتلاه في سوريا إنما هي أمنية عقائدية لا تتيح لأحد النقاش٬ بما لا يجوز النقاش فيه٬ مشيًرا إلى أن مثل هذا الأمر هو رهن صدمة عسكرية أو سياسية تفتح نافذة تطلع منها الأصوات المعترضة. وبات واضًحا أن قتلى “حزب الله” لم يقتصروا على عدد العناصر الذين يتمتعون بخبرات قتالية عالية جًدا٬ إنما خسر عشرات القادة الميدانيين وكان آخرهم حسن حسين الحاج٬ المعروف باسم (الحاج ماهر)٬ وهو أحد مؤسسي الحزب وأبرز قادته الذي لقي مصرعه في معارك سهل الغاب في ريف حماه. وصفه الحزب في نعيه بأنّه من كبار قادة الحزب الذي تجمعه علاقة وثيقة بالأمين العام حسن نصر الله٬ وكان يشغل منصب قائد عمليات منطقة القلمون في الفترة الأخيرة قبل الهدوء الذي شهدته جبهة الزبداني ومكن الحزب من نقل أعداد كبيرة من مقاتليه إلى إدلب وحماه. وأعلن الأمين أن خسائر الحزب في سوريا هي أكبر من التوقعات.

وأوضح أنّ “كتيبة الرضوان” وهي أبرز كتائب النخبة لديه٬ تحمل اسم القائد العسكري عماد مغنية الذي كان يحمل لقب (الحاج رضوان) وقتل في تفجير سيارة في دمشق في فبراير (شباط) ٬2006 أنهكت بشكل كبير ووصلت إلى حّد التفكك٬ بسبب خسارة كبيرة من قادتها ومقاتليها المحترفين جًدا في معركة الزبداني الأخيرة.

من جهته٬ رأى مصدر عسكري في الجيش السوري الحّر٬ أن تراجع “حزب الله” وإنهاكه في سوريا الآن٬ ليس جديًدا٬ إنما بدأ مع هزيمته إلى جانب النظام السوري في معركة جسر الشغور٬ ولذلك هو نقل المعركة إلى القلمون٬ ومن ثمّ إلى الزبداني زاعًما أنّه يخوض في هذه المنطقة معركة مصيرية ليبرر تراجعه وانكفاءه.

وأعلن المصدر لـ”الشرق الأوسط”، أن معلومات الجيش الحر تؤكد أن قتلى “حزب الله” بلغوا حتى نهاية الأسبوع الماضي1263 ٬ قتيلاً٬ معظمهم من قوات النخبة٬ وهو ما ضرب معنوياته بشكل كبير.