أكدت مصادر في فريق الثامن من آذار معنية بالوضع الامني على الارض، ان سير الامور في منطقة البقاع الشمالي وتحديدا في المناطق القريبة من مدينة عرسال وجوارها يشهد ما ينبئ بتغيرات وتطورات عسكرية من شأنها ان تؤدي الى تبدلات في الوضعية القائمة والستاتيكو الذي عرفته المنطقة في الآونة الاخيرة.
المصادر توقعت بحسب الـ”المركزية”حدوث ذلك قبل الدخول الفعلي في فصل الشتاء، وما يرافقه من امطار وثلوج تحول دون سرعة التحرك على الارض والتقدم في اتجاه الجرود حيث مراكز المتطرفين وخصوصا من تنظيم جبهة النصرة التي لا تزال عناصرها تحتفظ بالعسكريين المخطوفين وتحديدا من قوى الامن الداخلي بعد اخلاء تنظيم داعش مراكزه في جرود عرسال والتوجه الى الزبداني ومنها الى مناطق سورية اخرى يخوض قتالا فيها مع تنظيمات سورية معارضة. اضافة الى الطقس والعوامل الجوية، تقول المصادر ان ما يفرض هذه المعركة ويدفع اليها بين القوى العسكرية اللبنانية وعناصر النصرة وسواهم من المتواجدين في الجرود اسباب عدة ابرزها: تأكد لبنان العامل بجهازيه السياسي والامني على خط الافراج عن العسكريين المخطوفين خصوصا لدى “النصرة”. ان عملية التفاوض التي ادارها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وصلت الى طريق مسدود، نتيجة تكبير النصرة حجر مطالبها التي قوبلت بالرفض من كل الجهات وعلى كل المستويات بدءا من الدول المعنية في دفع وتسديد المبالغ المالية التي تطلبها، وانتهاءً بالجانب اللبناني بعدما تبين ان النصرة أخلّت بالالتزام الذي تعهدته.
ثانيا: استحالة وتعذر توفير خط آمن لانسحابهم من المنطقة وخصوصا من قبل النظام السوري الذي اعتبر المطالب تعجيزية وتحديدا لناحية الاسماء المراد الافراج عنها من السجون السورية واللبنانية.
ثالثا: صعوبة المضي في سياسة غض الطرف التي كانت معتمدة والتي كانت تراعي الى حد ما مستلزمات التفاوض وامكانية بلوغ العملية النهايات الموعودة والسعيدة.
رابعا: وضع حد للفلتان الامني في منطقة البقاع الشمالي التي يجري العديد منها تحت عنوان مكافحة التعاون مع التنظيمات المتطرفة، ومنها بالطبع داعش والنصرة والتي يقال ان عناصر منهما تتواجد ليلا وفي العديد من اوقات النهار في عرسال وبعلبك وجوارهما.
خامسا: وصول المعركة في سوريا بين قوات النظام والقوى المتحالفة معها وبين قوى المعارضة الى ريف دمشق والعمل لاستعادة الزبداني والمناطق السورية المحاذية لعرسال وجرودها سيدفع عناصر النصرة في الجرود اللبنانية الى تحرك ما لإحداث تغيير على الارض لفك عزلتها مهما كلفها ذلك خصوصا في حال استمر النظام السوري على رفضه بتوفير ممر آمن لانسحابهم من المنطقة.