أعلنت شركة مونسانتو المنتجة لمستحضر (راونداب) أكثر مبيدات الحشائش شهرة في أرجاء العالم الاثنين انها تعتزم اغلاق ثلاث مراكز للبحوث والتطوير عام 2016 مع الغاء نحو 90 وظيفة في إطار اعادة هيكلة عملياتها لخفض الانفاق في مجال أسواق السلع الزراعية المتدهورة.
واعتبر خبراء ان شركة “مونسانتو” تدفع فاتورة سمعتها السيئة بعد شكاوى متعددة من احتواء مبيد راونداب على مواد تسبب السرطان.
وأعلنت الوكالة الدولية لأبحاث الأورام التابعة لمنظمة الصحة العالمية في مارس آذار الماضي انه بعد مراجعة البيانات العلمية فانه تم تصنيف مادة جلايفوسات -أحد مكونات مبيد راونداب الذي تنتجه مونسانتو- على انها مادة “يحتمل ان تكون مسببة للاورام لدى البشر”.
وأقام المزارعون الأميركيون العاملون في مجال إنتاج المحاصيل والبساتين دعاوى قضائية تقول إن مستحضر (راونداب) الذي تنتجه شركة مونسانتو يسبب السرطان وان الشركة تعمدت تضليل الجمهور والجهات الرقابية بشأن مخاطر المبيد.
وتجئ هذه الدعاوى القضائية بعد ستة أشهر من إعلان الوكالة الدولية لأبحاث الأورام التابعة لمنظمة الصحة العالمية انه بعد مراجعة البيانات العلمية فانه تم تصنيف مادة غلايفوسات -أحد مكونات راونداب ومبيدات أخرى- على انها مادة “يحتمل ان تكون مسببة للاورام لدى البشر”.
ورفع احدى الدعاوى أمام المحكمة الجزئية الأميركية في لوس انجليس انريكو روبيو (58 عاما) -وهو عامل زراعي سابق في كاليفورنيا وتكساس واوريغون عمل سنوات طويلة في مزارع الخيار والبصل والخضروات الأخرى- بوصفه المدعي بالحق المدني.
تقول الدعوى إنه كان من بين واجبات روبيو رش الحقول بمبيد راونداب ومبيدات أخرى للآفات قبل اصابته بأورام في العظام عام 1995.
ووردت شكاوى مماثلة في دعوى أخرى اقامتها جودي فيتزغيرالد (64 عاما) أمام المحكمة الاتحادية في نيويورك وقالت إنها تعرضت في تسعينات القرن الماضي لمبيد راونداب أثناء عملها في شركة للمنتجات البستانية وأصيبت فيتزغيرالد بسرطان الدم عام 2012.
وقالت المدعية روبين غرينوولد الثلاثاء إنها تتوقع ورود مزيد من القضايا لان مبيد الحشائش راونداب أكثر مبيدات الحشائش انتشارا في أرجاء العالم.
ويركز مركزان في ميدلتون بولاية ويسكونسن وفي ميستيك بولاية كونيتيكت على بحوث تحسين صفات التقاوي الزراعية فيما يختص مركز في تريانجل بارك بنورث كارولاينا على بحوث الصفات الوراثية للنبات.
وتعتزم الشركة اغلاق مركز ميدلتون بولاية ويسكونسن خلال النصف الأول من عام 2016 واغلاق مركز ميستيك بولاية كونيتيكت في النصف الثاني من نفس العام.
ويعمل بالمراكز البحثية الثلاث حاليا 155 عاملا فيما قال متحدث باسم شركة مونسانتو إنها تنوي نقل نحو 65 من هذه الوظائف الى قرية شسترفيلد للأبحاث في سانت لويس بولاية ميزوري.
وتم ابلاغ العاملين في المراكز الثلاث بشأن هذه الخطط الاثنين.
وقالت الشركة إن من سيرفضون الانتقال الى سانت لويس سيمنحون تعويضات انهاء الخدمة.
وقالت الشركة -التي تملك منشآت في ويسكونسن وكونيتيكت- إنها تبحث عن مشترين لهذه المراكز وعن مستأجرين لممتلكاتها في نورث كارولاينا.
ويعمل بالشركة حاليا نحو 22500 من العاملين في أكثر من 400 منشأة في شتى أرجاء العالم في أكثر من 60 دولة.
وقالت الشركة في وقت سابق من هذا الشهر إنها تسعى لخفض 2600 فرصة عمل مع اعادة هيكلة عملياتها بغرض خفض النفقات.
وقالت مونسانتو ومقرها ولاية ميزوري إن تصنيف منظمة الصحة خاطئ وان جلايفوسات من أكثر مبيدات الآفات في العالم من حيث الأمان.