من المقرر أن تدلي سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بشهادتها هذا الخميس أمام محكمة في القدس للنظر في دعوى أقامها ضدها موظف سابق في بيتها، رأى وسمع فيه منها ما لا يطاق، فقد كانت تعتريها نوبات غضب تصب جامه عليه وعلى العاملين في المنزل، وتصرخ وتشتم، ولا تترك أحداً من شرها يرتاح، حتى حين يخلد نتنياهو معها للنوم، كانت تتصل برافع الدعوى، لتوقظه وتجبره على الحضور إلى الغرفة ليتمنى لهما ليلة سعيدة.
المعروف عن Sara Ben-Artzi المولودة في 1958 في بلدة “كريات تفعون” شرقي حيفا، أنها كانت مضيفة طيران بشركة “العال” الإسرائيلية في شبابها، وحصلت على بكالوريوس بعلم النفس في 1984 من جامعة تل أبيب، وماجستير بالمادة نفسها في 1996 من الجامعة العبرية في القدس، وكانت تزوجت في 1980 من إسرائيلي اسمه Doron Neuberger عمره الآن 56 سنة، وفي 1987 انتهى زواجها الذي لم يثمر عن أبناء بالطلاق، فاقترنت بعده بنتنياهو في 1991 وأصبحت أماً منه لابنين: يائير وآفنر.
أما الدعوى في “محكمة القدس لشؤون العمل” فأقامها في ايلول الماضي الإسرائيلي غي الياهو، لاكتوائه مما رآه من سلوكها وساديتها عليه حين كان يعمل مسؤولاً عن الصيانة في منزل نتنياهو “حيث كانت تجبر العاملين فيه على ساعات عمل إضافية، وتنتابها نوبات غضب شديدة تصبها عليهم بالصراخ والشتائم”، وهذه نقطة من بحر الوارد في دعواه، وتطرقت إليه وسائل إعلام إسرائيلية وغيرها.
تشرب 3 زجاجات شمبانيا في يوم واحد
وعمل رافع الدعوى عامي 2011 و2012 بمنزل نتنياهو، وأثناءها كانت سارة تطلب منه “القيام بمهام كثيرة تزيد عن وظيفته الأساسية، ففي إحدى المرات طلبت بعد منتصف الليل منه القيام بتسخين الحساء لها، لافتا الى أنها كانت تنتقده باستمرار وتنزعج منه، وتصفه بغير أنيق، وتحرجه وتقلّده بازدراء وسخرية، وترعبه بنوباتها العصبية وتصرفاتها الغريبة، ومنها طلبها منه وجبة غذاء في إحدى المرات، وعندما جاءها بها بدّلت رأيها ورفضتها، واتهمته على أثرها بأنه وراء زيادة الدهون بجسمها.
وفي دعوى غي الياهو، أن الاهتمام بطعام سارة نتنياهو “ارتبط دائماً بالخوف والخشية من التعرض للصراخ والشتائم”، إضافة إلى طلبها تقديم الخدمة في مكان سكنها (طابق السكن) وكانت دائمة الشك بأن العمال الذين يقدمون الطعام “يلوثونه عن قصد” كأن يبصق أحدهم في طعامها قبل تقديمه إليها. وأكد أنها “تشرب 3 زجاجات شمبانيا في اليوم الواحد” بحسب ما قال عن ثالث امرأة تزوجها نتنياهو في حياته.
مرة، اتصلت به وأيقظته 3 فجراً لتوبخه على شرائه الحليب في كيس بلاستيكي بدلاً من علبة كرتونية “ومرة استدعوني إلى بيت رئيس الوزراء، وحين وصلت بعد منتصف الليل، راحت توبخني وتصرخ قائلة اني ملزم بالحضور إلى المنزل في أي ساعة تريد فيها تناول الطعام” وفق الوارد في دعواه.
هذه المعلومة نفسها، سبق وشهد بها الياهو لدعم دعوى سبقه بها في آذار 2014 مينّي نفتالي، وكان مشرفاً على شؤون منزل نتنياهو، وذاق من زوجته الويلات، فلجأ إلى القضاء، وطلب طبقاً لما نشره موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” “تعويضه بمبلغ 650 ألف شيكل” تعادل 170 ألف دولار، بسبب ما عاناه من نوباتها “خصوصاً حين تعكف على احتساء الكحول طوال اليوم”.
“رتّبوا كل شيء كما كان بخمس دقائق”
كما في ماضي سارة القريب شكوى تقدمت بها خادمة في منزلها إلى “محكمة العمل” كشفت فيها عن مدى سوء معاملتها للعاملات لديها بالمنزل “ودخولها في نوبات غضب غير مبرر” شارحة أن النوبات “كانت تتلبسها عند وصولها إلى السكر بسبب مبالغتها باحتساء الخمور” وفق شكوى الخادمة إيتي خايم، المؤكدة فيها اعتداء سارة عليها وعلى عاملات في المنزل بالضرب والإيذاء الجسدي “ورفضها السماح بالاتصال بالإسعاف لنجدة عاملة غابت عن الوعي في إحدى المرات” على حد تعبيرها قبل عام.
تحدثت خايم أيضاً عن دخول زوجة نتنياهو بنوبة غضب انفلاتي شديد، حين قامت العاملات بإسدال المظلية في فناء البيت بناء على طلب نتنياهو نفسه “فرمتهن بأطباق كانت معدة للعشاء وكسّرتها”. أما بقية العاملات فأجمعن بشهاداتهن أن نتنياهو بقي جالساً صامتاً، ومتجاهلاً الموقف، ويجهد كي لا ينظر إلى أحد.
وفي أرشيف سارة التنكيلي والسادي، مشكلة شغلت الصحافة الإسرائيلية، وكانت بطلتها في 2010 مدبرة سابقة لشؤون منزلها. كان اسمها ليليان بيرتس، ولجأت إلى المحاكم شاكية من “تعامل مهين ومذل” عانته من زوجة نتنياهو، التي كانت تطلب منها الاستحمام أكثر من مرة في اليوم الواحد، وتجبرها على ارتداء 4 أنواع من الملابس أثناء عملها في البيت، ومرة استدعتها عشية عيد الفصح اليهودي، وطلبت منها غسل ملابس ابنها أفنير، وكي قمصان زوجها الذي كان حاضراً، فلم يعترض ولا تفوه بكلمة.