افتتح رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بمشاركة سفراء المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري والكويت عبد العال القناعي والامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي والقائم بالاعمال بالانابة في سفارة قطر حمد بن حمد آل ثاني والقائم بالاعمال في سفارة سلطنة عمان خالد بن علي حردان ورئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية في غرفة بيروت وجبل لبنان، بحضور نواب رئيس الغرفة وحشد كبير من رؤساء الهيئات الاقتصادية واعضاء مجلس ادارة الغرفة ورؤساء النقابات والجمعيات الاقتصادية ورجال الاعمال.
شقير
وتحدث شقير في بداية حفل الافتتاح، فتوجه الى السفراء بالقول: “تحية من القلب نريد ان نرسلها اليوم من غرفة بيروت وجبل لبنان “بيت الاقتصاد اللبناني” الى دول الخليج العربي وقياداتها وشعبها، تحية حب وتقدير ووفاء لكل هذا العطاء والاحتضان والمعاملة الحسنة التي تخصون بها لبنان وشعبه، وخاصة اللبنانيين العاملين في دول الخليج الشقيقة”.
أضاف: “نحن في لبنان، نقول لكم ان لبنان وشعبه سيبقيان على العهد، عهد الاخوة والحب والتقدير والاخلاص، نقول لكم ان قلوبنا وبيوتنا مفتوحة لكم، نقول اننا اشتقنا لعودة الزمن الجميل الذي يعج فيه لبنان بالاشقاء الخليجيين عاصمة وساحلا وجبلا، إيذانا بأن لبنان بألف خير. ان الوجود الخليجي في لبنان هو الاختبار الحقيقي على أن لبنان بألف خير، على ان لبنان في فترة استقرار وازدهار، وانه في أعلى درجات تألقه وجماله ورونقه”.
وتابع: “هذه هي الحقيقة من دون مواربة، فبالاضافة الى ان دول الخليج هي أكثر من دعم لبنان ووقف الى جانبه في السراء والضراء، فهي تشكل الاسواق الرئيسية للصادرات اللبنانية، والاستثمارات الخليجية في لبنان تشكل معظم الاستثمارات الاجنبية، والسائح الخليجي يأتي في المرتبة الاولى من دون منازع، وهي أيضا وفي ظل المحنة التي يمر فيها بلدنا منذ العام 2011، التي تتنوع فصولا وتزداد حدة، نقولها بصراحة، لولا احتضان دول الخيلج لهذا العدد الكبير من اللبنانيين والتحويلات التي يرسلونها الى بلدهم وعائلاتهم لكنا في اسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية على الاطلاق”.
وأردف: “انطلاقا من وعينا لهذه الحقيقة الساطعة وتقديرنا لأهميتها الاستراتيجية، عملنا في غرفة بيروت وجبل لبنان بفعالية كبيرة على تنمية العلاقات الاقتصادية بين لبنان وهذه الدول، مركزين على زيادة التفاعل والتعاون بين القطاع الخاص اللبناني ونظيره الخليجي. وقمنا في هذا الاطار، بزيارات عدة وعقدنا اجتماعات متلاحقة مع قيادات القطاع الخاص الخليجية، كما أقمنا “اسبوع لبنان في المملكة العربية السعودية” الشهير في جدة، وفي الربيع الماضي قمنا بجولة شملت الدوحة وأبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان التقينا خلالها كبار المسؤولين الدولة في القطاع الخاص المعنيين بالشأن الاقتصادي، كما اننا في صدد التحضير لزيارة جديدة تشمل ابو ظبي ومسقط في الشهر المقبل”.
وقال: “اليوم وأمام هذا الحفل الكريم، نعلن بفخر واعتزاز افتتاح مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية في غرفة بيروت وجبل لبنان، الذي جاء ثمرة كل هذه المؤتمرات واللقاءات وتنفيذا للاتفاقات مع رؤساء الغرف الذين التقينا بهم خلال زيارتنا الأخيرة، ليشكل منصة أساسية لمتابعة عمليات التنسيق والتواصل ووضع أطر عملية لكل التفاهمات التي حصلت أو ستحصل مع نظرائنا الخليجيين موضع التنفيذ. كل ذلك بهدف الارتقاء بعلاقات لبنان الاقتصادية مع هذه الدول الشقيقة الى مستوى العلاقات الاخوية التي ربطتنا بهم على مر التاريخ”.
وختم: “اليوم نرفع مدماكا جديدا في هيكل علاقاتنا الثنائية، على أمل وبهمة وسعادة السفراء ودعمهم، ان نتمكن من تنفيذ انطلاقة جديدة في مسار علاقاتنا الاقتصادية الثنائية، وتحقيق أهدافنا المرجوة في جعلها مثلا يحتذى به في الوطن العربي، بما يعود بالفائدة والخير على بلداننا وأهلنا في لبنان والخليج”.
القصار
من جهته، قال القصار: “إطلاق مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية خطوة تمثل انطلاقة جديدة مباركة، ونتطلع إليها لإعادة الزخم والحيوية لعلاقاتنا الغالية، ولتوسيعها وتعميقها على كافة المستويات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية”.
أضاف: “أنتم تعلمون مدى ارتباط الاقتصاد اللبناني بدولكم، إن لناحية احتضان مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين فيها، أم لجهة كونها تشكل أكبر سوق للمنتجات اللبنانية، في حين تمثل الاستثمارات والسياحة الخليجية رافعة أساسية لاقتصادنا الوطني. والواقع أن متانة هذا الارتباط نابع من الخيار المشترك لنا ولدولكم جميعا بارتباطنا جميعا بالمصير والانتماء العربي الواحد، وبالقناعة المشتركة والعميقة بأهمية تكاملنا وتعاوننا المشترك سبيلا إلى التنمية والرخاء لشعوبنا”.
وتابع: “القطاع الخاص اللبناني بكافة قطاعاته يرى من أولوياته بناء أفضل العلاقات مع دول الخليج العربية كافة، ولا سيما وأننا نرتبط معها ارتباطا أخويا بكل ما تحويه الكلمة من معاني إنسانية، خصوصا وأن لبنان لم ير منها سوى الخير والمحبة الخالصة والوقوف إلى جانبه في السراء والضراء، ومهما كانت المصاعب والتحديات”.
وخاطب القصار سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، قائلا: “أوصيكم بكل محبة أن تنقلوا ما تحملونه من مودة ومحبة للبنان وعن لبنان إلى دولكم، وأن تنقلوا مشكورين رسالتنا، بأن أهل الخليج هم أهلنا، وشراكتنا معهم شراكة مصيرية مبنية على الثقة الغالية التي نعتز بها ونحافظ عليها برموش العيون”.
القناعي
وتحدث القناعي باسم سفراء دول الخليج، فأشاد ب”المجهود الذي يقوم به شقير، رغم الظروف التي تمر فيها المنطقة وليس لبنان فقط، لتفعيل وتأطير العلاقات وتدعيمها بين دول مجلس التعاون الخايجي ولبنان، وهي محل تقدير وثناء من قبلنا جميعا”.
وقال: “بمناسبة تدشين مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية، أؤكد ان علاقاتنا أصيلة ومتجذرة، وهي لسيت فقط مصيرية انما أبدية، لذلك أؤكد انها ستستمر بهذا المستوى رغم كل الظروف، لان الارادة موجودة والقرار موجود للاستمرار بهذه العلاقات الاخوية سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى القطاع الخاص الذي يشكل رافعة اساسية لتدعيم العمل الحكومي بين دولنا”.
أضاف: “الاستثمارات ستستمر والتعاون التجاري سيستمر وروح المحبة والاخوة ستتمكن من تجاوز ما استجد من مصاعب بسبب ما تمر به بعض الدول العربية لناحية نقل البضائع او ايصال المنتجات اللبنانية الى الخليج. طالما ان الروح موجودة والارادة موجودة سيستمر التعاون وستزيد الاستثمارات وسيزيد التبادل التجاري بين لبنان ودول الخليج، واكيد طالما هناك من امثالكم يعملون بكل جهد لتعزيز هذه العلاقات وتقويتها”.
وتابع: “علاقتنا ستستمر وستتأصل وستزيد يوما بعد يوما، وسنقضي على ما يستجد من مصاعب، وقلوبنا مفتوحة لكم سواء على المستوى الحكومي او على مستوى القطاع الخاص، ونأمل ان تستمر مثل الزيارات التي تقومون بها لتقريب وجهات النظر وتعزيز العلاقات بين القطاع الخاص في لبنان والخليج”.
وشكر لشقير “هذه المبادرة”، وقال: “نحن على استعداد للتعاون والمساعدة في انجاح مهامكم”.
عسيري
وختاما، كانت كلمة لعسيري ثمن فيها “الجهود الكبيرة التي يقوم بها شقير مع معاونيه وكافة هيئات القطاع الخاص في سبيل المصلحة الاقتصادية العليا للبنان والمساهمة في تنشيط هذا القطاع الحيوي الذي يعود بالنفع على الوطن والمواطن”.
وقال: “لأن الاقتصاد اللبناني يتنفس من الرئة العربية والخليجية بنوع خاص، فإنه من الجيد توجيه الاهتمام الى كيفية تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية بدءا بإجراء تقييم للمعوقات التي تؤثر على نموها ومن ثم وضع خطط عملانية حديثة تهدف الى تطويرها ورفعها الى اعلى مستوى. فالحرص على تنمية هذه العلاقات قائم لدى الطرفين، وأتحدث في هذا الصدد عن المملكة العربية السعودية التي لم توفر أي جهد في هذا السبيل انطلاقا من محبتها للبنان وشعبه ورغبتها في تطوير اقتصاده وازدهار كافة قطاعاته لينعم شعبه الشقيق بالرخاء الذي يستحقه”.
أضاف: “كافة الدول الخليجية تنطلق من الحرص ذاته، ومواقفها التي تآخي مواقف المملكة على مدى سنوات تعبر عن نفسها. من هنا، نحن نتشارك واياكم فرحة إطلاق هذا المكتب والتمنيات الطيبة بأن يحقق الاهداف المرجوة منه”.
وتابع: “تعلمون جميعا، وانتم من اهل الخبرة والاختصاص، ان الاقتصاد بشكل عام والاستثمار بشكل خاص يحتاج الى عاملين اساسيين: الاستقرار السياسي والاستقرار الأمني، ويضاف اليهما خطط علمية تقدمية وحركة لا تهدأ من قبل القيمين على القطاع. ولبنان اليوم، بحاجة الى تثبيت هذين العاملين ليتسنى له تخطي هذه المصاعب التي تواجه قطاعه الاقتصادي بالشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص. لا اقول هذا الكلام من باب التشاؤم او الاحباط، بل على العكس، انطلاقا من ايماني بروح المسؤولية الوطنية التي تتحلى بها القيادات اللبنانية التي تعي خطورة استمرار تدهور الاقتصاد، وبالقدرات الهائلة التي تختزنها هيئات القطاع الخاص والتي تستطيع اجتراح المخارج والمشاريع التي تعيد الاقتصاد اللبناني الى سابق عهده الزاهر، عنيت بهذه القدرات، الخبرة والمعرفة والعلم والقدرة المتميزة على التواصل والشخصية المنفتحة والتي تمثلونها جميعكم خير تمثيل”.
وقال عسيري: “تعلمون ايضا ان تثبيت الوضع السياسي يبدأ بمواصلة الحوار بنوايا طيبة وانجاحه، وبتمكين الحكومة من الاستمرار بأداء واجبها الوطني وبالتوصل دون ابطاء الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتستقيم هيكلية الدولة ويفعل عمل المؤسسات ودورها وتعود ثقة المجتمع الدولي بلبنان. كما ان تثبيت الوضع الامني يتم بمتابعة واستكمال تطبيق الخطط الامنية واشعار الداخل والخارج بالدور الذي تقوم به السلطات الامنية اللبنانية في الامساك بزمام الامور وتحقيق الاستقرار. هذه البيئة السياسية والامنية هي التي يحتاجها الاقتصاد اللبناني ليتمكن من النهوض من كبوته ومن ان ينمو ويزدهر في ظل تفاعل لبناني لبناني، ولبناني خليجي يرفده، فيما الاستمرار بالوضع السياسي القائم أخشى انه يحملني على القول ان التفاعل فيه يكاد يكون على قدر كبير من الصعوبة”.
أضاف: “بقدر حرصكم على لبنان وامنه واستقراره وازدهار اقتصاده، تحرص المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله عبر عن هذا الحرص في اكثر من مناسبة امام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، لا بل انه يحملهم ذلك كوصية أخوية من قائد محب وشعب محب للبنان وشعبه”.
وتابع: “انني من على هذا المنبر، ومن هذا المقر، بما له من دور فاعل في تطوير الاقتصاد اللبناني، أناشد الجميع كل من موقعه، بألا يوفروا أي جهد او دور او خطوة مهما كان حجمها في سبيل مصلحة لبنان وازدهاره، فلبنان عزيز، ويستحق الكثير”.
إزاحة الستار
بعد ذلك، توجه الجميع الى مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية، حيث أزاح شقير والسفراء الستار عن لوحة المكتب، ثم جالوا في المكتب واطلعوا من شقير على آلية عمله والمهام التي سيقوم بها.
ثم انتقل الجميع الى نادي الاعمال في غرفة بيروت وجبل لبنان في الطابق الثالث، حيث اقيم غدء على شرف المدعوين.