واللحوم المصنعة هي كل نوع من اللحوم تم تعديله بشكل يطيل فترة صلاحيته أو يغير من طعمه أو لونه أو رائحته، عن طريق التدخين أو اضافة الملح أو المواد الحافظة وغير ذلك من طرق التصنيع.
اما أشهر اللحوم المصنّعة في الاسواق فهي السجق، الهوت دوغ، الهمبرغر ولحوم الخنزير المدخنة والمقددة واللحوم المعلبة والمحفوظة، والصلصات التي تحتوي على لحوم.
وضعت منظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة في فئة البلوتونيوم، والكحوليات وهي المواد التي تسبب السرطان. وتصنّف اللحوم المصنعة من بين أكثر المواد المسبّبة للسرطان، إلى جانب الزرنيخ ومادة الاسبستوس.
شكّلت هذه التصنيفات الجديدة «صدمة» في قطاع المأكولات خصوصاً ما يعرف بـ«fast food» . ويتوقّع ان ينتج هذا التحذير ظهور إرشادات غذائية جديدة وتحذيرات على علب اللحوم المصنّعة المباعة.
على صعيد لبنان، يقول رئيس جمعية المستهلك زهير برو ان التحذير يكفي في هذا الموضوع. فمخاطر اللحمة الحمراء معروفة منذ فترة طويلة، والاكثار منها خطر وغير مستحب.
انما هذه الدراسة التي أعلن عن نتائجها يوم الاثنين كانت أكثر جدية واستغرق اعدادها مدة طويلة، واستندت خلاصتها الى نتائج أكثر من 800 دراسة اقيمت على عدد كبير من الناس وعلى مدة طويلة فتأكد مدى ضرر اللحوم وهي مسببة لسرطان القولون، وقادرة على تدمير الخلايا.
انطلاقاً من هذه النتائج، دعا برو المستهلكين الى التوجه نحو استهلاك اللحوم البيضاء وفي الدرجة الاولى الخضار والفاكهة والحبوب، مع زيت الزيتون والسمك، وهذا الخليط موجود فقط في مطبخ بلدان البحر المتوسط، مع التذكير بأن المطبخ اللبناني يحوي على افضل انواع الاكل في العالم، ويتميز بكمية اللحمة القليلة فيه.
ورداً على سؤال، اكد برو انه لا يمكن منع استيراد هذا النوع من اللحوم الى لبنان انما يجب توعية المستهلكين الى ضرورة التخفيف من استهلاك اللحمة الحمراء، وعدم الاتكال على وجبات الاكل السريعة.
وكان المركز الدولي للأبحاث في مجال السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية، قد صنّف اللحوم المعالجة، خصوصا اللحوم المقددة، ضمن فئة الأغذية «المسببة للسرطان لدى الإنسان»، في حين صنفت اللحوم الحمراء ولحم الخنزير ضمن خانة الأطعمة «المسرطنة على الأرجح». ومن بين السرطانات الأكثر ارتباطا بهذه اللحوم سرطان القولون والمستقيم، وبدرجة أقل البروستات والبنكرياس بحسب مُعدّي الدراسة.
في النتيجة، قد تشهد الايام القليلة المقبلة تسليط الضوء اكثر على هذا الملف الصحي الاقتصادي. لكن تداعياته على الصناعات الغذائية المرتبطة باللحمة الحمراء قد تتضح اكثر مع رصد ردود فعل المستهلك، ومدى تجاوبه مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية.