Site icon IMLebanon

“خطة شهيّب”… متى الجنازة؟

Naame-Landfill

 

 

ذكرت صحيفة “النهار” أن غدا الخميس “آت” وهو لناظره قريب كما أنبأ وزير الزراعة أكرم شهيّب امس. وأشارت الصحيفة إلى ان شهيب الذي رمى كرة فضح العراقيل في ملف النفايات الى الرئيس تمام سلام، استعاد المبادرة، وهو اذ كان في صدد إعلان موقف من ملف النفايات لجهة “تسمية الاشياء بأسمائها” أرجأ الامر بناء على تمن من الرئيس نبيه بري وإستجابة للنائب وليد جنبلاط، على أساس أن يقدم الوزير شهيّب على الخطوة غدا الخميس.

وإستباقا لهذا الموقف وبتكليف من جنبلاط، زار شهيّب امس يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور الرئيس سلام على أن يزورا اليوم للغاية نفسها الرئيس بري.

ونقلت “النهار” عن زوار الرئيس سلام أن الأخير ينتظر الاتصالات التي يجريها شهيّب في شأن تنفيذ خطة النفايات في مهلة تنتهي اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه.

وأوضح هؤلاء ان اجتماع الحوار الذي انعقد مساء امس بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” قد يفتح نافذة إنفراج لجهة تقديم الحزب اقتراح المطمر في البقاع الشمالي، وإلا فإن الخطة البديلة ستكون العودة الى خيار تصدير النفايات.

صحيفة “الأخبار” قالت إنه “أمام خطة الوزير أكرم شهيّب 24 ساعة لانقاذها من الفشل الذي يبدو محتوماً. لن يكون أمام الوزير غداً بعد أن يقدم تقريره لرئيس الحكومة تمام سلام إلّا الابتعاد عن الملف، من دون بديل. وعلى رغم صعوبته، يعود خيار ترحيل النفايات إلى الواجهة، هذه المرة إلى إفريقيا!.

وقالت: “تزداد كارثة النفايات المكدسة في الشوارع والمكبات العشوائية تعقيداً، وتزداد المخاطر على صحة اللبنانيين وتتفاقم أزمة انحلال الدولة العاجزة المهترئة يوماً بعد يوم. «البلد إن لم يسقط بالسياسة فسيسقط في النفايات»، والكلام لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام في جلسة حوار مجلس النواب أول من أمس. الغريب أن كلّ القوى السياسية تعلن تأييدها لخطّة الوزير أكرم شهيّب.

وأمس، كرّر هؤلاء كلامهم، من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، وطبعاً حزب الله والرئيس نبيه بري، فيما تموت خطّة شهيّب. والأصحّ أن خطة شهيّب ماتت، ما لم يتم إنقاذها في الـ24 ساعة المقبلة.

فمن المرجّح أن شهيّب، الذي زار سلام أمس وسيزور بري اليوم، سيرفع غداً تقريره إلى رئيس الحكومة معلناً فشل الخطة، وأنه حاول فعل ما يستطيع فعله وحان دور الآخرين، «ويا دار ما دخلك شر»!

وقالت الصحيفة: “لماذا سقطت الخطّة؟ أسئلة كثيرة علّ «فشة خلق» شهيّب تجيب عنها. إنما الأكيد أن القوى السياسية التي تدرك حجم الخطورة التي تشكّلها الأزمة وانعكاسها على ما تبقى من جسم الدولة، لا تزال تتعامل بالكيد والنكاية. وما كلام سلام في الجلسة سوى تعبير عن هذا الواقع. رئيس الحكومة يريد غطاءً سياسياً من مجلس الوزراء لتنفيذ الخطة بالقوة، ويقول بالفصيح: لا أستطيع أن أقيم مكبّاً في الشمال من دون مكب في البقاع ومكب في كسروان أو جبيل، فضلاً عن أن النائب وليد جنبلاط لم يعد باستطاعته فتح مكبّ الناعمة، ولو لأيام، وبرج حمود على درب الناعمة، وخيار استحداث مكب على شاطئ الأوزاعي في «الكوستابرافا» يعارضه الرئيس نبيه بري والنائب طلال أرسلان، وحزب الله لم يستطع إقناع العشائر البقاعية بفتح مكبّ في البقاع الشمالي.

وبدل أن يكون “الحراك الشعبي” المعترض على الأزمة عاملاً إيجابيّاً، تحوّل هو الآخر إلى وسيلة تعقيد جديد، فوصلت هيبة الدولة إلى الحضيض، وصار كل طامحٍ إلى دور أو ظهور على شاشة تلفزيون، خبيراً بيئياً!

وليس معلوماً ماذا سيحل بعد الخميس. فطرح ترحيل النفايات إلى الخارج ليس بالأمر السهل، مع أن رئاسة الوزراء تلقت في الأيام الماضية عروضاً وتصوّرات للترحيل من ثلاث جهات، بينها شركة ألمانية وأخرى بريطانية ومن مقاولين محليين، من دون أن يظهر إن كان سلام سيطرح الأمر في جلسة لمجلس الوزراء.

وتقول مصادر مقرّبة من رئاسة الحكومة إنه «إن لم يكن هناك تصور واضح لنتيجة الجلسة، فالرئيس لن يدعو إليها، على الرغم من أن الجميع سيشارك في الجلسة».

وذكرت «الأخبار» أن أحد خيارات الترحيل التي تمّ عرضها تتضمن نقل النفايات إلى أفريقيا، فيما تشير المصادر إلى أن «المسألة معقّدة للغاية، ولا تقل كلفة نقل الطن الواحد في أحسن الأحوال عن مئتي دولار، فيما تحتاج العملية إلى سلسلة من الإجراءات لا يمكن إعدادها قبل شهرٍ من تاريخ اتخاذ القرار».

من جهتها، اشارت مصادر رافقت الاجتماع بين الوزير أكرم شهيب وأعضاء اللجنة المكلفة متابعة ملف النفايات لصحيفة “الجمهورية” الى ان التقويم النهائي لكلّ المساعي الجارية أنتجَ “صفراً كبيراً” على مسار التحضير لمطمر البقاع، على رغم كل الوعود التي قطِعت، وإنّ رهاناً كبيراً بات معقوداً على همّة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وعَد بحلّ لموضوع المطمر قبل الثلثاء المقبل، الأمر الذي قد يؤدّي الى مقاربة جديدة للملف.