أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن اجتماعاً سيعقد في فيينا الخميس على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة روسيا وأميركا والسعودية وتركيا للبحث في الازمة السورية.
وأكدت زاخاروفا أن الدعوة وجهّت أيضاً إلى ايران ومصر والعراق ولبنان للانضمام الى اللقاء نهار الجمعة.
وأوضحت المتحدثة الروسية أن بلادها بادرت بفكرة دعوة الدول الى فيينا وواشنطن هي التي وزعت الدعوات إلى اللقاء.
في سياق متصل، اشارت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء نقلا عن وزارة الخارجية الإيرانية الى ان طهران تلقت دعوة لحضور محادثات تجري في فيينا يوم الجمعة المقبل لبحث كيفية إنهاء الصراع السوري وإنها تبحث مشاركتها فيها.
ونسبت الوكالة إلى مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية قولها “تحدث وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ونظيره الروسي هاتفيا أمس واليوم بشأن سوريا والقمة القادمة في فيينا والمشاركة الإيرانية قيد البحث”.
وشكلت المملكة العربية السعودية في الساعات الماضية محور اتصالات روسية – أميركية استعداداً لاجتماع فيينا بعد غد الجمعة، الذي توقعت مصادر ديبلوماسية عربية في موسكو أن يشهد خطوات متقدمة.
فبعد 24 ساعة على محادثة بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تلقى خادم الحرمين مساء أمس اتصالاً من الرئيس الأميركي باراك أوباما بحث الزعيمان خلاله «العلاقات الثنائية بين البلدين وأوضاع المنطقة، بالإضافة إلى مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وفق وكالة الأنباء السعودية (واس)، فيما أعلن البيت الأبيض التوافق على زيادة دعم المعارضة السورية المعتدلة، بعدما كانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن طهران سوف تشارك في اجتماع فيينا المقبل.
المصادر الدبلوماسية العربية قالت لـ”المستقبل” إن التعاون الروسي ـ السعودي في أوجه، وقد توج بـ3 اتصالات بين الرئيس الروسي والملك السعودي خلال أقل من أسبوع. وأضافت المصادر أن الهدف من تكثيف التواصل هو رفع التهمة عن موسكو بأنها دخلت طرفاً مع الشيعة ضد السنة.
وتقول المصادر إن موسكو تريد حلاً سياسياً سريعاً للأزمة السورية، وهذا غير ممكن إلا بالتعاون مع الرياض، أما سعي روسيا وراء الحل السريع فسببه اكتشافها بعد شن الغارات الجوية أن لا وجود فعلياً لجيش الأسد على الأرض، وهو أمر دفع الروس أيضاً إلى التفكير جدياً بالتعاون مع المعارضة المسلحة.
وكشفت المصادر أن اجتماعات فيينا بعد غد الجمعة ستشهد خطوات كبيرة إلى الأمام في إطار تحديد القوى التي ستشارك في الحكومة الانتقالية من المعارضة ومن النظام، والتي ستشكل بناء على اتفاق “جنيف1”.
وأكدت المصادر أن اجتماع فيينا الأخير حقق خطوات متقدمة جداً، لكن أطراف الاجتماع الأربعة اتفقوا على التكتم لضمان نجاح هذه الخطوات.
ويبقى السؤال: ما هو مصير الأسد، وهذا أمر خاضع لنقاش مستمر، وهناك وفد روسي سيزور دمشق الأسبوع المقبل لوضع الأسد في صورة مستجدات المفاوضات.
وتشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة ترغب أن تشارك إيران في المفاوضات المقبلة، إلا أن المملكة العربية السعودية ترفض ذلك، بينما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن من المتوقع توجيه دعوة لإيران للمشاركة في محادثات متعددة الأطراف يوم الجمعة لبحث الصراع في سوريا في حوار يهدف للتوصل إلى إطار عمل لانتقال سياسي بالبلاد.
وأبلغ مسؤول بالمنطقة أن إيران تلقت بالفعل دعوة من الولايات المتحدة وروسيا وأن حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني سيحضر المحادثات بينما لا تزال مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موضع بحث.
لكن ديبلوماسياً غربياً قال إن قرار دعوة إيران نوقش في بادئ الأمر مع السعودية.
وفي باريس اجتمع أمس ممثلون عن المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن وقطر وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانبا بدعوة من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لمناقشة الشأن السوري.