افتتح اتحاد المهندسين اللبنانيين”المؤتمر الدولي العاشر لتعليم الهندسة المستدام”، برعاية وزير التربية الياس بو صعب وحضوره، في فندق “لانكستر” في الروشة حضره النائب محمد الحجار، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب خالد شهاب، نقيب المهندسين في الشمال ماريوس بعيني، مدير عام التعليم العالي في وزارة التربية الدكتور احمد الجمال، رئيس الفيديرالية العالمية للمهندسين الدكتور مروان عبد الحميد، امين عام اتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي، مقرر مؤتمر التعليم الهندسي العاشر عبدالمنعم علم الدين، نقيبا المهندسين السابقان سمير ضومط وصبحي البساط ورؤساء وعمداء الجامعات وكليات الهندسة في لبنان، وعدد من المديرين العامين والمهتمين.
النشيد الوطني افتتاحا، فكلمة الدكتور المهندس انطوان شربل الذي اعتبر “ان الهندسة ما هي إلا في سبيل خدمة الإنسان، وهي المفتاح للتنمية في جميع الحقول”.
ثم القى علم الدين كلمة رحب فيها بالحضور في المؤتمر العالمي العاشر للهندسة والتعليم في بيروت، وقال: “نحن سعداء برؤية هذا الإجتماع المهني والفكري الهادف الى تقديم حلول لمستقبل التعليم الهندسي والى تركيز النقاش حول موضوع هذا المؤتمر، ألا وهو التعليم الهندسي من أجل التنمية المستدامة”.
واوضح ان المؤتمر يشدد على “ان الهندسة هي المفتاح الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة، وان العالم يحتاج الى تفعيل التنمية المستدامة، حل المشاكل الصحية والبيئية، خلق فرص عمل عبر تطوير منهج الهندسة في الجامعات، الإرتقاء بمستوى البنى التحتية الإلكترونية”.
واشار الى ان المؤتمر قد يوصي ببرامج تطوير وأبحاث، اضافة الى العمل على دمج الحاجات المحلية في برامج الهندسة في كل بلد”.
الحديثي
من جهته، اعتبر امين عام اتحاد المهندسين العرب “ان التعليم هو مقياس تقدم الشعوب، ويحتاج الى إصلاح مستمر ليواكب التطور”، مشيرا الى ان “الأزمة التي يعاني منها التعليم العالي في المنطقة العربية، بانخفاض المستوى والكفاءات وندرة الأبحاث والطابع التجاري لكثير من الجامعات الخاصة وعدم مراعاة سوق العمل”.
وأعلن “ان احد أهداف الإتحاد دعم التنمية في الوطن العربي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال منظومة تعليم حديثة وفي تزويد المهندسين بكل ما هو متطور وحديث”، متمنيا على المؤتمر الخروج بقرارات علمية وعملية قابلة للتطبيق والتنفيذ.
اما رئيس الفيديرالية العالمية عبد الحميد، فأوضح “ان الفيديرالية تعمل من خلال عشر لجان تتعلق بالهندسة والبيئة والتطوير والبناء وغيرها مع التركيز على لجنة التربية”.
وألقى النقيب شهاب كلمة اشار فيها الى “ان اتحاد المهندسين اللبنانيين يسعى الى اطلاق المبادرات العلمية والهندسية المتواصلة، عبر تنظيم الندوات والدورات التدريبية والمؤتمرات العربية الاقليمية والدولية”، وقال: “نظم الاتحاد وينظم في مدة شهر ونصف تقريبا ثلاثة مؤتمرات دولية كبرى وهي محطات دخلت وستدخل في تاريخ الانجازات للنقابة، لما فيها من تبادل للخبرات ورفد للمهندس اللبناني والعالمي في تراكم خبراته العلمية والعملية ومساحة للتفاعل مع المنتديات الدولية والاطلاع على احدث الابتكارات”.
اضاف: “حان الوقت لان نبدأ بوضع استراتيجيات عمل متقدمة نبين فيها الضرورات المستجدة للتوجهات الهندسية الاكثر نموا، وهكذا يمكننا ان نطور برامج توجيه علمي للطلاب لكي نستثمر في ثروتنا الافضل والاكثر مردودا على الفرد والوطن على السواء، ما يتطلب منا السعي الى تنظيم برنامج سنوي تنشر خلاله المعرفة اللازمة لمساعدة الطالب على الاختيار بين الاختصاصات الهندسية المختلفة في حال قرر التوجه في هذا الميدان من خلال تشكيل فريق عمل اكاديمي بالتعاون مع الجامعات اللبنانية لارشاد ابنائنا الى خيارات مفيدة واكثر ملاءمة”.
ثم القى الوزير بو صعب كلمة استهلها بالاعتذار عن التأخير في الوصول الى المؤتمر بسبب زحمة السير، “لأننا في لبنان لم نتعلم إعطاء الخبز للخباز، فما بالكم بعمل المهندسين”.
وقال: “ينعقد مؤتمركم الهندسي الدولي العاشر في ظل ظروف ضاغطة في المنطقة، ما يدل على تصميمكم ومثابرتكم على المضي قدما في العمل والإنجاز ومعالجة المواضيع التي تهم مهنة الهندسة في لبنان والعالم، مهما بلغت خطورة الأوضاع ومهما بلغ الجمود في أسواق العمل”.
أضاف: “ان التعلم المستدام أو التعلم مدى الحياة أصبح سمة لكل المهن المرتبطة بتطوير الحياة ومواكبة عصر التكنولوجيا والتجدد المستمر. ان طبيعة مهنة الهندسة هي في ابتكار الجديد في كل مجال واختصاص، فهي المهنة القائمة على ربط العلم بالإبداع وربط الحاجات المتزايدة للعصر بالإمكانات الهائلة التي تتيحها التكنولوجيا. من هنا فإنني أوجه تحية تقدير واعتزاز الى نقابتي المهندسين في بيروت والشمال والى جميع المهندسين اللبنانيين والضيوف الكرام، الذين يؤمنون بلبنان وطنا للابداع ومركزا لإنتاج العلم والفكر، ومحطة للانطلاق نحو دول المنطقة والعالم من أجل البناء والخدمات والعصرنة”.
واشار الى “ان التعليم الهندسي المستدام أصبح موضع نقاش بين الجامعات وكبريات الشركات الهندسية، إذ يتبادل المهندسون عبر المؤتمرات العلمية على غرار مؤتمركم هذا، كل جديد، وينقلون التقنيات المتجددة، كما يطرح النقباء باستمرار الحفاظ على موقع المهندس ويسعون الى ضبط أعداد المتخرجين بغية عدم إغراق سوق العمل بالمهندسين الذين يكلف إعدادهم مبالغ طائلة ويتعرضون لخطر المزاحمة في سوق عمل غير مستقرة”.
ودعا المهندسين الى “إيجاد الحلول الفعلية والعلمية في لبنان وخصوصا لأزمة النفايات، فالمهندس له علاقة بالبيئة والبناء، كما دعا الى الاستفادة من الحلول التي قدمها المهندسون في البلدان الاخرى بشراء النفايات وإعادة تدويرها، معربا عن أسفه لأن العلم يقول شيئا فيما الإعلام يقول شيئا آخر للتضليل”.
وقال بو صعب: “لقد جعلوا من النفايات وكأنها قنبلة نووية، فهم يريدون من المناقصات التي حصلت الإستفادة فقط ولمصالحهم”، منتقدا “من يعمل على تضليل الرأي العام بالحديث عن مخاطر حرق النفايات”، ومشددا على أهمية العلم في هذا المجال”.
وجدد دعوته للمهندسين “بألا يبقوا على الحياد وأن يعملوا على هندسة السياسة”، وقال: “ان تطبيق هذه الأفكار في ظل قانون عصري يسمح للمهندسين ولنقاباتهم بالإرتياح للمستقبل، والتطلع نحو الفرص التي تنتظرهم من أجل إعادة بناء وتطوير دول المنطقة التي تغرق راهنا في جحيم الحروب والدمار الشامل الذي يطاول كل مرافق الحياة فيها”.
وجدد بو صعب ترحيبه بالضيوف الكرام في لبنان، آملا لهم طيب الإقامة في ربوعه، ومتمنيا لهذا المؤتمر الدولي البالغ الأهمية أن يحقق الأهداف المرجوة منه، وقال: “إنني على استعداد للافادة من المقررات والتوصيات التي تصدر عنه من أجل المساهمة في تطوير تعليم الهندسة وتوسيع إطار التخصصات الجامعية، لكي نخرج من التوجهات الكلاسيكية الى فروع هندسية جديدة تخدم الإنسان في كل مكان”.