Site icon IMLebanon

“النفايات”: انفراجات محتملة… لكن معقدة في المتن وكسروان؟!

waste-truck

 

 

 

دخل ملف النفايات في عدّه العكسي نحو الانفراج أو الانفجار، على وقع تدحرج مهلة الوزير أكرم شهيب لحسم خياراته، والتي مددها ساعات قليلة، بغية إعطاء فرصة لتسويق اقتراح إنقاذي تقدم به الرئيس نبيه بري في «الوقت المستقطع»، ويبدي فيه استعداد «حركة أمل» و«حزب الله» لتحمل مسؤولية معالجة النفايات، ضمن نطاق بيئتهما الجغرافية، وصولا الى تحقيق «التوازن» في الواجبات على هذا الصعيد.

وقد نجح اقتراح بري في تحقيق اختراق أولي، لكنه غير مكتمل، في انتظار استكمال الاتصالات اليوم، ليتقرر بعد ذلك ما إذا كانت هناك قابلية لتطبيق خطة المعالجة الرسمية بعد تكييفها مع طرح بري ثم عقد جلسة حكومية تعطي إشارة المباشرة في التنفيذ، أم ان حظوظ الخطة أصبحت معدومة تحت وطأة بعض الاعتراضات المناطقية عليها.

وأبلغت مصادر وزارية “النهار” ليل امس ان اللقاءات والاتصالات التي جرت أمس في شأن ملف النفايات انتهت الى وعد من “حزب الله” بتسهيل إنشاء مطمر للنفايات في البقاع الشمالي، لكن جواباً نهائياً سيتبلغه صباح اليوم رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام في شأن هذا المطمر، بما يسمح بدعوة مجلس الوزراء الى جلسة طارئة تبت فيها أيضاً قضية الرواتب.

وأوضحت المصادر جانباً من هذه الاتصالات التي جرت بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سلام، ودارت حول تمنٍ من بري أن يدعو سلام الى عقد جلسة للحكومة متعهداً توفير مستلزمات نجاحها ومنها اقتراحات في شأن مطمر البقاع. غير أن رئيس الوزراء، انطلاقاً من تجربته وحرصه على عدم القيام بخطوة غير مكلّلة بالنجاح، أبدى استجابة لدعوة رئيس المجلس شرط أن يسبق انعقادها تعهد من سائر القوى السياسية ولا سيما منها “حزب الله” في شأن المطمر. وفي هذه الاثناء كان بري مجتمعا مع الوزيرين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور، فحمّلهما إقتراحاً من الحزب في شأن المطمر فتوليا نقله الى السرايا مساء.
وخلال الاجتماع الذي رأسه مساء الرئيس سلام في حضور الوزراء شهيب وأبو فاعور ونهاد المشنوق، استدعي وزير المال ليس بصفته وزيراً من حركة “أمل”، بل بصفته وسيطاً متابعاً مع “حزب الله” في شأن المطمر البقاعي للبحث معه في ضمانات عملانية لم تكن متوافرة حتى المساء.

وقد حمل خليل ملاحظات السرايا على أن يأتي صباح اليوم بأجوبة عنها الى الرئيس سلام كي يتضح مسار الأمور. وسيعقد سلام اجتماعاً مع الوزير شهيب في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم يعتقد انه سيكون حاسماً، علماً ان شهيّب بدا متريثاً حتى ليل امس في الموقف الذي سيتخذه اليوم في انتظار “مساعي اللحظة الاخيرة”.

وأكد ليلاً أن ثمّة موقعاً في البقاع جرى تحديده من خلال الاتصالات مع “حزب الله” وحركة “أمل” وستتبلور الأمور خلال الساعات الـ24 المقبلة، ولكنه تحفظ عن كشف مكانه، مشيرا الى أن المطمر مدروس. وإذ أكد أنه سيرفع تقريره اليوم الى الرئيس سلام، لفت الى أن الأمر يحتاج الى جلسة لمجلس الوزراء لادخال بعض التعديلات على الخطة.

شهيّب أعلن في حديث لصحيفة ”الجمهورية” إنّ “الأجواء إيجابية بشأن خطة النفايات، لكن هناك بعض النقاط تحتاج الى متابعة وإلى مزيد من الاتصالات، وقال: “سألتقي اليوم الرئيس تمام سلام عند الحادية عشرة، وسأستمهله بعض الوقت لإجراء مزيد من الاتصالات، لكن هذا الوقت لن يتعدّى مهلة اليوم ولن أمدّده”.

وتوقّع شهيب إذا ما تحلحلت الأمور العالقة أن يدعو سلام مجلس الوزراء إلى الانعقاد خلال اليومين المقبلين.

واعتبر الوزير شهيب في حديث لصحيفة “اللواء” ان هناك محاولة أخيرة ستتم اليوم لفتح ثغرة في جدار أزمة النفايات، مشيراً إلى ان ما من أفكار جديدة، بل مزيداً من الاتصالات بين الأمس واليوم للوصول إلى معالجة.

ورداً على سؤال حول الوضع الحكومي، اجاب: “هذا الوضع ليس عندي بل لدى الرئيس سلام”.

وقال شهيب لصحيفة “السفير” إن هناك خرقاً إيجابياً سُجل أمس في جدار أزمة النفايات، تحت سقف المرحلة الانتقالية المعتمدة في الخطة المقررة، موضحاً أنه بدل الاكتفاء بمطمرين فقط، سيتم توسيع اللامركزية المناطقية في معالجة النفايات من خلال البلديات، على قاعدة الشراكة والتوازن.

وأشار الى وجود حاجة لجولة إضافية من الاتصالات اليوم، قبل أن يتضح المسار النهائي الذي سيسلكه هذا الملف، لافتا الانتباه الى أن المشاورات ستُستكمل مع جميع المعنيين، ليُبنى على الشيء مقتضاه، ويتقرر ما إذا كان ممكناً عقد جلسة لمجلس الوزراء، وهي جلسة باتت ملحة، ليس فقط لحسم مسألة النفايات، بل ايضا لتأمين رواتب العسكريين.

وأكد أنه سيسلم قبل ظهر اليوم تقريره الى رئيس الحكومة تمام سلام حول المراحل التي مرت فيها مهمته، لافتا الانتباه الى أنه قرر تمديد مسعى المعالجة بناءً على تمني الرئيسين بري وسلام، لكن “إذا لم تنجح الاتصالات خلال الساعات القليلة المقبلة في إنجاز التوافق، فأنا لن أستمر في مهمتي وسأتنحى عن الملف”.

إلى ذلك، كشفت صحيفة “الجمهورية” أنّ وزير الزراعة سيجتمع اليوم مع رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل لسؤالهما ماذا يريدان أن يفعلا بالنفايات في كسروان والمتن، بما أنّ كلّ جهة تكفّلت بمعالجة نفاياتها؟.

وذكرت صحيفة “الجمهورية” أنّه وفي خلال اجتماع السراي الحكومي الذي الرئيس تمام سلام والوزير اكرم شهيّب والوزير وائل أبو فاعور ووزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير علي حسن خليل، قال خليل للمجتمعين: إذا كنتم تطلبون من كلّ طرف أن يؤمّن نفاياته، نحن نتكفّل بنفاياتنا في الضاحية. فسأل الرئيس سلام، أين؟ أجابه خليل: “عندما تدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء وتطلب منّا إبلاغك بأماكن المطامر سنبلِغك حينها”.

وكشفت “الجمهورية” أنّ مطمر سرار لا يزال قائماً وأنّ شهيب وأبو فاعور أبلغا المجتمعين أنّ طرح مطمر الناعمة لسبعة أيام لا يزال سارياً، وبالتالي لم يعُد هناك مشكلة إلّا بنفايات المتن وكسروان، والأمر يتوقف على جواب عون والجميّل.