خرج الخلاف العائلي بين زوجة المقدم الشهيد ربيع كحيل الذي قتل في بدادون في تموز الماضي من جهة وبين عائلة الشهيد من جهة ثانية الى العلن، وكان مسرحه قاعة المحكمة العسكرية التي عقدت أمس الأربعاء الجلسة الاولى في القضية التي يلاحق بها بالصورة الغيابية هشام ضو والموقوف ايلي ضو الذي ما إنْ أُدخل الى قاعة المحكمة حتى بدأت شقيقة الشهيد بتوجيه كلمات نابية الى المتهم الذي حضر عنه وكيلاه المحاميان رياض مطر وناجي ابو انطون.
وما لبثت الانظار أنّ اتّجهت صوب المحامي معن الاسعد الذي تقدم من قوس المحكمة والى جانبه زوجة الشهيد المحامية ضياء حمود لابراز ورقة، ليعلو من القاعة صوت آخر لعمّ الشهيد الذي اكمل ما بدأته شقيقة الضابط المغدور مصوّبًا اتهامات الى المحامي الاسعد.
وعلى اثر ذلك تدخل رئيس المحكمة محذّرا ومهددا في عدم السماح لعائلة الشهيد بحضور الجلسة المقبلة واخراجهم من القاعة مع اتخاذ اجراء قانوني بحقهم في حال التعرض لاي شخص داخل القاعة وخصوصا المحامي. ولكن شقيقة المغدور اكملت صراخها قائلة: “انا جايي شوف يللي قتل خيي وما بعرف حدا الا انو خيي مات بس، خيي قتلو والمحامي قدّم اوراق”. وهنا قاطعها رئيس المحكمة لاعتقاد الشقيقة أنّ المحامي قدّم اسقاطا، وأوضح قائلا: “أعلم أنّ ثمة خلافا بين زوجة الشهيد واخوته بالنسبة الى الميراث لكن المحامي لم يتقدم بأي اسقاط”.
واوضح المحامي الاسعد من جهته أنّ القانون لا يسمح بالادعاء الشخصي امام القضاء العسكري وقال: “نحن حضرنا لحفظ حقوق ابن الشهيد ربيع ربيع كحيل وتوضيحًا للحقائق فإنّ أرملة الشهيد تقدمت من المحكمة الشرعية الجعفرية بطلب لتعيينها وصية على طفلها وامتنعت عن اي وصاية بالمال انما القاضي الشرعي هو الذي سيكون وصيًا بالمال وهو الوحيد الذي يستطيع سحب أي مال من حق القاصر وما أبرزته أوراق بهذا الخصوص”. وردّ عم الشهيد موضحًا أنّ لا خلاف على الميراث وأنا أسمح لها بأخذ الوصاية إنّما ليس لديها الحق في التصرف بدم ربيع وتتنازل عنه المهم هو حق الشهيد ومن سيتنازل عنه ساعتبره كمن هو ايلي وهشام ضو(المتهمان)، مضيفا بأنّ على زوجة المغدور ان تأخذ دورها كأم.
وامام هذا “المشهد” كان على رئيس المحكمة ان يتخذ قرارا سريعا في ظل التشنج الحاصل بين الفرقاء اذ حاول عم الشهيد وشقيقته الاعتداء على المتهم ضو اثناء اخراجه من القاعة كما ان زوجة المغدور حاولت الاقتراب منه اثناء الجلسة ومنعها احد الضباط. وجاء قرار رئيس المحكمة برفع الجلسة الى الاول من شباط المقبل على ان تكون جلسة سرية “حفاظا على دم الشهيد” كما قال.