رأت أوساط سياسية لصحيفة “الراي” الكويتية ان “حزب الله” الذي لا يُستبعد ان يختبئ مرة جديدة في ملف الحكومة وراء النائب ميشال عون كما يفعل في قضية الانتخابات الرئاسية، صار أمام امتحان ترجمة الوعود التي أطلقها خلال حوار اول من امس حيال تذليل العقبات التي لا تزال تحول دون إيجاد مطمر في البقاع الشمالي (منطقة نفوذ حزب الله) بحلول اليوم تمهيداً لتنفيذ خطة الحكومة لمعالجة أزمة النفايات (تشمل ايضاً اقامة مطمر في سرار – عكار)، وذلك تحت ضغط وزير الزراعة أكرم شهيّب الذي لوّح بالانسحاب من هذا الملف في “خميس حسم الموقف”، وهو ما يعني إعادة هذه الأزمة الى المربع الاول والى البحث عن خيارات قديمة – جديدة مثل “تصدير القمامة”.
وقد برزت سلسلة اتصالات ولقاءات كان محورها رئيس البرلمان نبيه بري في محاولة لاستباق قرار شهيب اليوم والاستفادة من مناخ حوار “المستقبل” – “حزب الله” الذي تقاطعت المعلومات عند انه تخللته جدية وكلام “بلا قفازات” وعبّر خلاله الطرفان عن قناعة بوجوب حل القضايا الحياتية والأمنية العالقة وتسهيل تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع.
وفيما عُلم انه حتى اولى ساعات بعد الظهر لم يكن تبلور مخرج فيما خص مطمر البقاع الشمالي، لم تستبعد دوائر سياسية لـ”الراي” امكان ان يكون نفض شهيّب يده من الملف بحال حصوله، في سياق “بدَل عن ضائع” عنوانه استقالة رئيس الحكومة تمام سلام الذي لن يبادر كما كان اشيع الى اي استقالة يعتبر انها لن تؤدي في هذه المرحلة الا الى مزيد من تعريض لبنان لمخاطر هائلة تنذر بتهديد كيانه.
وقد نُقل عن بري تأكيده في “لقاء الاربعاء” أهمية استمرار “الحوار الجامع الذي يجري بمشاركة الكتل النيابية أو على مستوى الحوار بين حزب الله والمستقبل بمشاركة أمل”، مشيراً الى أن “جلسة الثلاثاء جرت بأجواء ايجابية وصريحة ومثمرة”، مشدداً في ما خص ملف النفايات على “ضرورة معالجة هذا الملف بشكل نهائي وحاسم، لأن الحل بات ضرورة وطنية لا تتحمل التأخير بأي شكل من الإشكال”.