Site icon IMLebanon

ارتفاع أسهم عبيد وقهوجي كمرشحين توافقيين

كشفت مصادر لبنانية مطلعة لصحيفة “السياسة” الكويتية أن جملة من التطورات فرضت على الدول الغربية وضع الأزمة اللبنانية ضمن دائرة الاهتمامات، أبرزها:

– أولاً: احتمال أن يتحول لبنان منطلقاً لموجة هجرة جديدة باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، سيما أنه يحتضن مئات آلاف اللاجئين السوريين الذين تعيش غالبيتهم في ظروف اقتصادية سيئة.

– ثانياً: التطورات العسكرية المحتملة على الحدود اللبنانية – السورية وإمكانية اختراقها من قبل مجموعات مسلحة جراء الغارات الروسية المكثفة في سورية.

– ثالثاً: الوضع الأمني المهتز الذي يرجح أن يتدهور نتيجة عوامل عدة أهمها استمرار تدخل “حزب الله” في الحرب السورية إلى جانب قوات النظام السوري و”الحرس الثوري” الإيراني، في ظل وجود مخاوف من عودة التفجيرات الإرهابية إلى الداخل اللبناني رداً على هذا التدخل.

– رابعاً: الشلل التام الذي يضرب المؤسسات، من الحكومة إلى مجلس النواب مروراً بالشغور الرئاسي المستمر منذ نحو سنة ونصف السنة. وأوضحت المصادر أن العقدة الأكبر تتمثل في عدم استعداد إيران، حتى الآن، للمساهمة الإيجابية في حل مشكلة الرئاسة، إلا أن هناك مؤشرات رصدها مبعوثون غربيون زاروا طهران وبيروت، أخيراً، تفيد أن الموقف الإيراني مرشح للتغيير بحلول نهاية العام الجاري، مع تطبيق الاتفاق النووي الموقع مع الدول الست الكبرى الذي سيؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران.

انطلاقاً من هذه المعطيات، تتحرك دول أوروبية في مقدمها فرنسا على خط المساعي لوضع نهاية للشغور الرئاسي، على أن يأتي ضمن “صفقة شاملة” تشمل الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها بعد انتخاب الرئيس والقانون الجديد للانتخابات النيابية.

وجزمت المصادر بأن البحث يتركز على أسماء توافقية ومقبولة من جميع الأطراف، من خارج نادي الأقطاب الموارنة الأربعة، كاشفة عن اسمين يتصدران لائحة المرشحين المحتملين هما: الوزير السابق جان عبيد وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وأشارت إلى وجود أسماء أخرى في بورصة التدولات إلا أن عبيد وقهوجي هما الأقوى حتى الآن، رغم وجود معارضة للأول بحجة أنه لا يحظى بشعبية كبيرة وليس ممثلاً قوياً للمسحيين، وللثاني بحجة عدم الرغبة في تكرار تجربة العسكري الذي يصل إلى الرئاسة، بعد تجربتي الرئيسين السابقين ميشال سليمان واميل لحود (كلاهماً كان قائداً للجيش قبل انتخابه رئيساً).

وأوضحت المصادر لـ”السياسة” الأسباب التي دفعت أسهم هذين المرشحين للارتفاع أمام غيرهما أبرزها: أن جان عبيد مقبول من جميع الفرقاء ويرتبط بعلاقات وثيقة مع مختلف القوى السياسية، وفي الوقت نفسه ليس معادياً لواشنطن والغرب أو للنظام السوري وإيران ويقف في موقع الوسط، كما أن قهوجي بدوره يقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية ويرتبط بعلاقات وثيقة مع غالبيتها، وبينها “حزب الله”، وينظر إليه الغرب نظرة اطمئنان من خلال أدائه المتوازن في قيادة المؤسسة العسكرية.

ووفقاً لمعلومات المصادر المستقاة من صالونات سياسية ومقار ديبلوماسية، فإن خريطة المواقف من المرشحين يمكن تلخيصها كالآتي: رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يعارض عبيد ولم يبد موقفاً حاسماً بشأن قهوجي، رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون يعارض قهوجي بشكل قاطع وعبيد بشكل أقل، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “اللقاء الديمقراطي” وليد جنبلاط يؤيدان عبيد بقوة لكنهما لا يعارضان قهوجي، “حزب الله” و”تيار المستقبل” لم يحسما موقفهما لكنهما يميلان إلى قهوجي أكثر من عبيد.

وأضافت المصادر أن طاولة الحوار التي يرعاها بري حالياً قد يكون من أبرز مهامها التمهيد للاتفاق على سلة الحل الشامل، لكن الأمور ما زالت ضبابية ولا توجد مؤشرات على انفراج قريب وسط ترجيحات بنضوج الحل في الربيع المقبل ما بين شهري اذار ونيسان 2016، على اعتبار أن الأزمة اللبنانية سيكون حلها مرتبطاً بشكل وثيق بأي حل سياسي للأزمة في سورية، لكن في حال فشل المحادثات الجارية في الشأن السوري سيتم فصل الملفين والضغط باتجاه تحييد لبنان وإبعاد النار المشتعلة عنه، عبر إيجاد مخارج ترضي الجميع برعاية الدول المؤثرة في المنطقة والغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وإيران.