ـ كان البحر والحانات الشهيرة تاريخا هما ما يجذب السائحين إلى لبنان البلد الصغير المطل على البحر المتوسط. وعلى الرغم من جمال الطبيعة يواجه قطاع السياحة في البلاد صعوبات كبيرة بعد أن كان لبنان ذات يوم الوجهة الرئيسية للسائحين الأثرياء من دول الخليج العربية.
فقد تضرر الاقتصاد اللبناني بشدة من عوامل بينها الحرب الدائرة في سوريا وتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إضافة إلى أزمة سياسية محلية. ودفع ذلك مصرف لبنان (البنك المركزي اللبناني) إلى طرح خطة تحفيز بقيمة 1.4 مليار دولار في عام 2013 ومساعدات بلغت قيمتها 800 مليون دولار في العام 2014.
والسياحة وقطاع الإنشاءات من الدعائم الرئيسية للاقتصاد اللبناني لكن القطاعين تضررا بشدة من جراء الحرب الأهلية في سوريا وعدم الاستقرار السياسي الذي أبعد العديد من السائحين الأثرياء من دول الخليج وكذلك المستثمرين.
ولم تكن الاضطرابات الاقليمية والسياسية وحدها التي أثرت على الاقتصاد وأبعدت السائحين في صيف 2014.
ففشل الحكومة في الفترة الأخيرة في التعامل مع أزمة القمامة في البلاد الذي أثار احتجاجات أصبح رمزا لإخفاق الدولة، التي باستثناء الجيش والأمن لم تعد أي من أجهزتها الأخرى تعمل.
ولكن رغم تباطؤ قطاع السياحة مازال العديد من اللبنانيين يشعرون بالتفاؤل من ان بلدهم سيظل دائما قبلة للسائحين.
لكن هذا التفاؤل لا ينعكس على اتحاد النقابات السياحية الذي تحمل العبء الأكبر لتراجع أعداد الزائرين.
وقال بيير الأشقر رئيس الاتحاد “كفى إمعانا في تخريب البلد كفى استهتارا بمصير المؤسسات ومستقبل الشباب وكفى إمعانا في ضرب بنية البلد الاقتصادية وتشويه صورته الجميلة فهناك قطاعات تترنح وآيلة للسقوط وأولها القطاع السياحي بكل مكوناته.”
وأدلى الأشقر بتصريحاته هذه في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا في بيروت.
وأضاف “لقد خسرنا المجموعات السياحية العربية والغربية وخسرنا العمود الفقري للسياحة- أهل الخليج- وخسرنا السياحة البرية والمجموعات الأردنية والإيرانية. خسرنا القسم الأكبر من المغترب اللبناني وخسرنا مواسم اصطياف حتى الحفلات والأعراس هجرت لبنان وأصبحت تقام في الخارج.”
وحذر مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية وقطر والكويت وعمان والبحرين والإمارات مواطنيه في يونيو/حزيران عام 2012 من السفر إلى لبنان مع تأجج الحرب الأهلية في سوريا والتي أشعلت صراعات طائفية في جارتها الأصغر. وكانت منطقة الخليج من قبل المساهم الأكبر في إيرادات السياحة اللبنانية.
وبسبب أزمة القمامة تحولت ساحة الشهداء في وسط بيروت إن نقطة مشتعلة بالاحتجاجات بعد مظاهرات في نهاية أغسطس/آب اتسمت بالعنف.
وفي واحدة من المظاهرات التي اتسمت بالعنف في بداية الشهر الحالي الحقت أضرار بجدران فندق لو جراي وواجهته.
وأقرت ريتا سعد مديرة قسم العلاقات العامة والتسويق بالفندق بأثر الاضطرابات لكنها ابدت تفاؤلها بالمستقبل.
لكن حتى في ظل الهدوء الذي يسود الشوارع الآن يظهر الشلل السياسي في فشل البرلمان المستمر في اختيار رئيس للبلاد مما يكرس حالة عدم الاستقرار في لبنان.