Site icon IMLebanon

لو كان الأمير السعودي عنصراً في “الحرس الثوري”! (بقلم طوني أبي نجم)

كتب طوني أبي نجم

يتابع اللبنانيون باهتمام بالغ قضية توقيف الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود في مطار رفيق الحريري في بيروت، وهو ينقل في طائرته الخاصة حمولة تُقدّر بـ2 طن من حبوب الكابتاغون (حوالى مليون ومئة ألف حبّة).

بالمنطق القانون والقضائي البسيط، فإن في القضية جانبين لا يمكن إغفال أي منهما:

ـ الجانب الأول يتعلّق بعملية التهريب التي كان يقوم بها الأمير السعودي ومرافقيه الأربعة. وفي هذا الإطار يجب القيام بكل التحقيقات اللازمة مع الموقوفين واتخاذ الإجراءات القضائية المناسبة في هذه الحال، وعدم القبول بالخضوع لأي ضغوطات من أي نوع وأي مصدر كانت. وفي هذا الإطار يجب التنويه بخطوة توقيف أمير سعودي وخضوعه للتحقيق، وإعلان السفير السعودي في لبنان أن القضية هي بيد القضاء اللبناني.

ـ الجانب الثاني يتعلّق بمصدر حبوب الكابتاغون. وهنا يجب السؤال عن كل المراحل التي أوصلت 2 طن من الكابتاغون الى مطار بيروت، بدءًا من عملية زراعة الحشيشة ومكان زراعتها في لبنان ومن يحمي زارعيها، مرورا بعملية تصنيعها لتحويلها الى حبوب كابتاغون، وأين هي المصانع، ومن هم مالكوها ومن يديرها ويحميها، وصولا الى من أوصلها الى مطار بيروت. وفي هذا الإطار فإنه سبق لمكتب مكافحة المخدرات في لبنان ان اعتقل عصابة تصنيع حبوب كابتاغون يتزعّمها هاشم علي الموسوي، شقيق نائب “حزب الله” حسين الموسوي. وهذه العصابة كانت تملك معملا متكاملا للتصنيع، وتدير عمليات شاملة في تجارة المخدرات. والمفارقة أن القضاء اللبناني أخلى سبيل الموسوي وكل أفراد هذه العصابة بعد أقل من 18 شهرا على توقيفهم بكفالات مالية لم تتعدَّ المليوني ليرة لبنانية لكل موقوف (يا بلاش). ولم تتم محاكمتهم حتى الساعة!

وفي خلاصة الجانبين المذكورين نلاحظ أن الأمير السعودي لم يحظَ بأي غطاء عملياً، بل تمّ توقيفه بسهولة تامة، ويجري التحقيق معه على قدم وساق، وتعمل وسائل إعلام 8 آذار مجتمعة على محاولة تشويه سمعة المملكة العربية السعودية لأن أميراً من أصل أكثر من 20 ألف أمير فيها تم توقيفه بجرم مخدرات. أما مصنّعو الكابتاغون ومروجوه في لبنان فيتم إطلاقهم من دون محاكمة لأنهم ينتمون الى صنف “القديسين” الممنوع محاكمتهم!

وهنا لا بدّ من بعض الأسئلة الملحّة:

ـ ماذا لو كان من يهرّب المخدرات في مطار بيروت إيرانياً ينتمي الى الحرس الثوري الإيراني؟ هل كان ثمة من يجرؤ على اعتقاله؟

ـ ماذا لو كان ينتمي الى “صنف القديسين”؟ هل كان مسموحاً توقيفه؟

ـ هل يمرّ جماعة الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” في مطار بيروت بإجراءات التفتيش العادية أم أن ثمة من يأتي ليصحبهم من الطائرات مباشرة وخارج كل الأطر الرسمية، تماما كما يتم إيصالهم مباشرة الى أبواب الطائرات من دون أي تفتيش رسمي أو حتى مجرد مرور على الدوائر الرسمية؟

ـ وهل صحيح ما نسمعه همساً وجهاراً أن بعض قادة “حزب الله” يتنقلون بجوازات سفر رسمية بأسماء وهمية بعلم السلطات؟

ـ والسؤال الأخير لمن يحرص على محاكمة الأمير السعودي ورفض أي ضغوطات لإطلاق سراحه: هل سيقبل بمقايضة تنصّ على مقايضة إطلاق الأمير السعودي من لبنان في مقابل إطلاق السعودية سراح الشيخ السعودي نمر النمر الموالي لإيران، أو على الأقل وقف تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه؟!

الخلاصة: أسوأ ما في بعض الإعلام في لبنان أن يتحوّل الى بوق أصفر مقيت ينفّذ تعليمات “حزب الله” ويروّج لمصالحه بشكل مملّ ويستخف بعقول اللبنانيين.

لقد هزُلت فعلاً!