IMLebanon

إيران قلقة.. تحمي نفسها أم تحمي الأسد؟!

hassan-rouhani

 

كتبت صحيفة “العرب” اللندنية: بدأت مساحة التفاؤل بالوصول إلى حل سياسي تتقلص قبل اجتماع فيينا الثاني، وسط خلاف جوهري بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد من جهة وحول مشاركة إيران والدور الذي يمكن أن تلعبه في الحل من جهة ثانية.

يأتي هذا في وقت كشفت فيه مصادر عربية عن أن التحرك العماني للعب دور همزة الوصل في الملف السوري لم يبدأ مع زيارة وزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي إلى دمشق، وأن زيارات سرية متعددة سبقت ذلك وبدعم ومباركة من جهات إقليمية ودولية.

وفيما تركت روسيا موعد رحيل الأسد غامضا في حزمة الحل التي عرضتها على شركاء إقليميين، فإنّ اجتماع باريس، الذي نظمته فرنسا الثلاثاء للرد على استثنائها من اجتماع الجمعة الماضية في العاصمة النمساوية، طالب بـ”جدول زمني محدد” لرحيل الاسد، كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الخميس.

وتكمن قيمة الاجتماع في أنّه يضمّ دولا مؤثرة في الملف السوري، راهنت موسكو على استمالتها لدعم تصورها لحلّ في سوريا يبدأ بالحرب على المجموعات المتشددة، ولا يضع مصير الأسد كأولوية في هذا الحل مثلما تطالب بذلك المعارضة السورية وأطراف إقليمية داعمة لها.

وكان فابيوس جمع الثلاثاء حول عشاء عمل ممثلين عن أربع دول عربية “السعودية والإمارات والأردن وقطر” وتركيا والولايات المتحدة وألمانيا وايطاليا وبريطانيا.

وبالتوازي مع الاختلاف في الموقف من الأسد، يحصل خلاف آخر بشأن حضور إيران في اجتماع فيينا خاصة في ظل عدم جديتها بالاستجابة للرغبة الدولية للدفع نحو حل سياسي، وذلك من خلال الدفع بالمزيد من الجنود إلى سوريا لحسم المعركة البرية.

ورغم إعلان باريس وواشنطن عدم معارضتهما حضور إيران للقاء اليوم، فإنّ مشاركة وفدها لن تلقى ترحيبًا من دول إقليمية أخرى، وخاصة السعودية التي تحمّل الإيرانيين المسؤولية الأكبر عمّا آلت إليه الأوضاع في سوريا واليمن.

وانتقل الارتباك الإيراني في المشاركة بسبب عدم معرفتهم بالأجواء الجديدة حول الحلول المقترحة وعدم ثقتهم بالروس، إلى العراق المدعو أيضا حيث سيمثله وكيل وزارة الخارجية نزار الخيرالله وليس وزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

وقال وزير خارجية السعودية عادل الجبير الخميس إن محادثات فيينا ستشكل اختبارًا لمدى “جدية” روسيا وإيران.

وأوضح في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند “اذا كانوا جديين فسنعرف ذلك، واذا لم يكونوا جديين فسنعرف ذلك ايضا ونتوقف عن تضييع الوقت معهم”.

من جهة أخرى، أفادت مصادر سياسية عربية أن زيارة وزير الشؤون الخارجية العماني إلى دمشق الاثنين ولقاءه الرئيس السوري بشار الأسد مهدت لها زيارات سرّية عدة قام بها إلى مسقط المسؤول الأمني السوري علي مملوك.

وأضافت أن بن علوي حرص على عقد لقاء مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قبل سفره إلى دمشق، وأن طهران احتضنت لقاء الوزير العماني والمسؤول الروسي قبل أسبوع من زيارة بن علوي إلى دمشق.

وواضح هنا أنّ زيارة الوزير العماني لدمشق لم تكن وساطة من فراغ، وأن جهات دولية وإقليمية أرادت استثمار تجربة سلطنة عمان في استضافة لقاءات وساطة سابقة وشجعت طرفي الأزمة في سوريا على القبول بأن تكون مسقط همزة الوصل بينهما بعيدا عن الأضواء.

وقالت المصادر السابقة إن رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك سبق أن زار مسقط بعد زيارته للرياض في تموز الماضي، وأنه طرح في الزيارتين حلولا سياسية لحل الأزمة.

وتلت زيارة مملوك زيارة أخرى لوزير الخارجية السوري وليد المعلم في آب قبل أن تستضيف العاصمة العمانية منذ أيام وفداً من الائتلاف السوري المعارض برئاسة رئيسه خالد خوجة.

وتدعم روسيا الدور الذي تقوم به عُمان في ظل سعيها لإيجاد وسيط يحظى بقبول الأطراف السورية والإقليمية المعنية بالأزمة، وهو ما يفسر اللقاء الذي جمع ميخائيل بوغدانوف بيوسف بن علوي في طهران قبل أسبوع من زيارة الوزير العماني إلى دمشق.

والتقى بوغدانوف الثلاثاء أيضا يوسف الزدجالي السفير العماني لدى موسكو لبحث تداعيات الأزمة السورية، وذلك بعد يوم من زيارة بن علوي إلى دمشق.

وكانت تقارير قد كشفت أن سلطنة عمان أحاطت دولا خليجية مؤثرة في الملف السوري باعتزام بن علوي زيارة دمشق، وذلك أياما قبل أن تتم الزيارة، وأن هذه الدول لم تمانع في أن تتولى مسقط لعب دور ما في سوريا.

ولم تكن طهران بمنأى عن جهود الوساطة العمانية فقد التقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ببن علوي على هامش الاجتماع التحضيري لمؤتمر ميونيخ للأمن وبحثا “الخيارات المقترحة لحل الأزمة السورية”.

واعترف مسؤولون أميركيون أنهم كانوا على علم بالتحركات العمانية، ما يعني أن وزير الشؤون الخارجية العماني تلقى ضوءا أخضر من الجهات المؤثرة في الملف السوري.