أعلن وزير الزراعة أكرم شهيب ليلاً عبر برنامج “كلام الناس” ان الرئيس تمام سلام سيدعو في الساعات المقبلة الى جلسة لمجلس الوزراء للبحث في ملف النفايات، معلناً ان الكلام الجدي جاء من الرئيس بري قبل 48 ساعة بأنه بالتنسيق مع “حزب الله” سيقدم موقعاً لمطمر وقد نقل الوزير علي حسن خليل الينا ان هناك مطمرا سيكون في تصرف مجلس الوزراء وهو مدروس بيئيا.
واوضح شهيب ان المطامر المحددة ستتوزع بين سرار في عكار والموقع الاخر الذي سيبلغ الى مجلس الوزراء وصيدا والناعمة فيما تستمر الاتصالات في شأن موقع في برج حمود يتضمن ما تبقى من مطمر برج حمود ومنطقة محاذية له لجهة البحر، لكنه أكد انه لم يتبلغ جواباً عنه.
وكشف شهيب ارقاما مخيفة عن ازمة النفايات منها ان هناك ما يناهز الـ 100 ألف طن منتشرة من دون طمر ونحو 100 ألف طن اخرى طمرت بين البحر وجدار المطار كما احرق ما بين 10 و12 الف طن.
وكان شهيب امضى يوما ماراتونيا في “مفاوضات” معقدة بين السرايا وحزب الكتائب و”التيار الوطني الحر” فضلاً عن الاتصالات المفتوحة مع عين التينة حيث كادت خطته تعود الى المربع الاول بفعل نشوء “عقدة مسيحية” بعد “العقدة الشيعية ” نتيجة رفض انشاء مطامر في مناطق كسروان والمتن. ذلك ان حصيلة الاجتماعات المتعاقبة لم تفض الى تذليل العقد المتبقية أمام تنفيذ الخطة التي طرأت عليها تعديلات اللحظة الاخيرة.
وعلمت “النهار” ان الاجوبة التي كان ينتظرها أمس رئيس الوزراء تمام سلام في شأن المطمر الثالث في البقاع الشمالي بما يسمح بالسير في إتجاه تطبيق خطة الوزير شهيّب والتي أقرها مجلس الوزراء لم تؤد الى الغاية المطلوبة منها، مما أفسح في المجال لإحياء النقاش في شأن خطة وزير البيئة محمد المشنوق والتي سبق لمجلس الوزراء أن أقرها أيضا لكن التطورات أطاحتها.
وشرحت مصادر وزارية لـ”النهار” بعض وقائع الاتصالات على هذا الصعيد وفيها أن عدم التأكد من إمكان إنشاء مطمر ثالث في البقاع الشمالي كما تعهّد “حزب الله” دفع المعنيين الى العودة الى خطة وزير البيئة التي تتضمن اقامة مطمر في كل قضاء أو قضاءين بدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري وهذا يعني في الدرجة الاولى منطقتيّ كسروان والمتن. وهذا ما دعا الى قيام الوزير شهيّب بزيارة رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل وإنضمام وزير التربية الياس بوصعب الى إجتماع السرايا مساء أمس.
وأوضحت المصادر أن الكتائب إعترضت على تحميل كسروان والمتن المسؤولية الان بعدما تحمّل مطمر برج حمود طوال 30 سنة نفايات كل لبنان، وتالياً فإن على مناطق أخرى أن تتحمل المسؤولية ولو لسنة واحدة ريثما يتم التوصل الى حل نهائي، في المقابل جاءت مشاركة الوزير بوصعب باسم “التيار الوطني الحر” إمتداداً لجهد بدأ في ضهور الشوير وجوارها للمساهمة في حل قضية النفايات هناك. وعُلم ان “أمل” و”حزب الله” قررا اقامة المطمر في الجنوب بدل البقاع الشمالي.
وفي إطار متصل، أكّد مصدر وزاري لصحيفة “اللواء” أن طي صفحة النفايات، في ضوء حركة الاتصالات المكثفة، والتي لم توفّر كتلة من الكتل الوازنة في المجلس النيابي الا وشملتها، وإن كان محور عين التينة – السراي الكبير – المختارة هو المحور الذي دارت حوله الاتصالات التي انتجت صيغة تعكس التقسيم الجغرافي الحالي لأزمة النفايات، عبر تولي الجهات السياسية والحزبية، بالتعاون مع البلديات الداخلة ضمن الولاء لها، على إيجاد حل متكامل قوامه، وفقاً للوزير أكرم شهيب التالي:
1-يفتح مطمر سرار أبوابه امام النفايات بالتزامن مع توفير مطامر في المحافظات الأخرى المعنية.
2- يتولى النائب وليد جنبلاط وكتلته إيجاد حل لنفايات الشوف وعاليه، عبر التعاون مع النائب نعمة طعمة، أو في الوسائل المتاحة من خلال البلديات.
3-إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة أسبوع على الأكثر، على ان يعلن اغلاقه نهائياً بعد مضي هذه الفترة.
4- إبلاغ الوزير علي حسن خليل اجتماع السراي أمس الذي ترأسه الرئيس تمام سلام وحضره كل من شهيب وخليل ووائل أبو فاعور، ان المشاورات بين حركة “امل” وحزب الله استقرت على نقل فكرة استحداث مكب في السلسلة الشرقية أو مطمر هناك إلى الجنوب لنقل نفايات الضاحية الجنوبية إليه، لأسباب أمنية، باعتبار ان الحدود الشرقية تعتبر مناطق عسكرية، في ضوء استمرار الحرب الدائرة في سوريا ومشاركة حزب الله فيها.
وذكرت “اللواء” أن المطمر الذي سيبلغه الوزير علي حسن خليل لمجلس الوزراء قبيل انعقاده في وقت قصير جداً (اليوم) لطمر نفايات الضاحية الجنوبية فيه يجري استخدامه حالياً على نطاق محدود في وادي الكفور غربي مدينة النبطية.
5-اما بالنسبة لمطمر برج حمود في المتن الشمالي، فإن الاتصالات قطعت شوطاً مع النواب الأرمن، ولا سيما حزب الطاشناق، بحيث تستعاد تجربة “النورماندي” لجهة ردم البحر، فالارض التي ستنشأ ستكون بتصرف بلدية برج حمود وهي تقدر بـ550 ألف متر مربع.
6-اما في ما خص مطمر آخر في المتن أو في كسروان فهي ما تزال قيد التشاور، في ضوء معارضة حزب الكتائب والتيار العوني استحداث هذا المطمر في مناطقهما.
أشار الوزير الياس بوصعب المكلّف من قبل العماد ميشال عون متابعة الملف، إلى إيجابيات طرأت ليلاً بعدما أبلغنا شهيّب بالعودة إلى الخطة الأساسية الإنتقالية التي تشمل معالجة النفايات في المتن وكسروان أسوة في المناطق، وهذا يعني أن جزءاً من نفايات كسروان والمتن ستنقل إلى مطمري سرار والنبطية.
صحيفة “الأخبار” قالت: “كل المؤشرات السياسية باتت تدل على أن عقدة النفايات قد حُلّت على طريقة الوزير أكرم شهيب مع بعض التعديل، وأن جلسة لمجلس الوزراء ستُعقد في اليومين المقبلين لإقرار خطة شهيب المعدلة. بداية الحلحلة ظهرت من موقف الرئيس نبيه بري الذي أبلغه لرئيس الحكومة تمام سلام أول من أمس، ومفاده أن حركة أمل وحزب الله لن يعرقلا أي مقترح للخروج من الأزمة..
وبعدما اشترط تيار المستقبل تأمين «مطمر شيعي» لفتح «مطمر سنّي» في سرار، أبلغ بري سلام أن الحركة والحزب مستعدان لتأمين مطمر يستوعب نفايات الضاحية الجنوبية، على أن يستوعب مطمر سرار نفايات بيروت، مع استعداد النائب وليد جنبلاط لإيجاد مكان لطمر نفايات الشوف وعاليه وبعبدا. يبقى قضاءا كسروان والمتن.
وفيما يجري التكتّم على الموقع المقترح من حركة أمل وحزب الله لإقامة مطمر فيه، ذكرت مصادر وزارية لـ»الأخبار» أنه في خراج بلدة الكفور الجنوبية، حيث أقيم معمل لفرز النفايات لاتحاد بلديات الشقيف.
وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء أمس أمام زواره على المساعي المبذولة لحل ملف النفايات قائلاً: «أنا من جهتي حللت المشكلة ولم تعد مشكلة شيعية، لكن ظهرت فجأة مشكلة مسيحية. هناك اتصالات جارية لتذليلها. نفايات البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية أصبحت على عاتق هذه المناطق». أضاف: «أصبحت أزمة النفايات هي الاساس اليوم في عمل الدولة نظراً الى أخطارها البيئية والصحية».