نظمت الجامعة الأميركية في بيروت ورشة عمل لإدارة النفايات الصلبة، أكدت خلالها مديرة مركز حماية الطبيعة ورئيسة فريق عمل إدارة النفايات الصلبة في الجامعة الأميركية في بيروت، استاذة الكيمياء الدكتورة نجاة صليبا أن “عملية إعادة التدوير مهمة إجبارية وليست مهنة تجارية”.
وعرضت خريطة الطريق التي عمل عليها فريق العمل طيلة الأشهر الثلاثة الماضية، وقالت: “خطتنا تهدف بشكل أساسي إلى أن تغطي الجوانب التقنية والاستراتيجيات لخطة مقترحة سابقا. هذه الخطة تتطلب من الأفراد البدء بالفرز في كيسين على المستوى المنزلي، وذلك باستخدام النظام المألوف لتوضيب النفايات العضوية في أكياس سوداء والنفايات القابلة للتدوير في أكياس زرقاء. بعد هذا الفرز الأولي، يتم جمع الأكياس من قبل البلديات وتفرز المواد القابلة للتدوير على مستوى البلدية أو القضاء إلى بلاستيك، معادن، ورق وكرتون، وزجاج. بعد ذلك، يهتم القضاء أو البلدية أو النقابة بمعالجة جميع المواد القابلة للتدوير وتسبيخ المواد العضوية، ومن ثم يتم طمر أو حرق فقط المواد المتبقية التي لا يمكن إعادة تدويرها”.
وأوضحت أن “العمل الجماعي بين البلديات سيكون مفيدا جدا، إذ أنه سيسمح للبلديات أن تتشارك العبء المالي والإداري لنقل النفايات والمواد الضرورية، وكذلك تأسيس وتشغيل مراكز للفرز وإعادة التدوير والتسبيخ”. وقالت: “السيناريو المثالي هو إذا أن يعمل كل إتحاد للبلديات كوحدة واحدة”.
وأشارت الى أهمية “حث الأفراد على تخفيض استهلاكهم وإعادة الإستعمال بهدف تقليص كمية النفايات التي يجب فرزها وإعادة تدويرها بقدر الإمكان”.
مرعبي
ووصف مدير منشأة الصحة البيئية والسلامة وإدارة المخاطر في الجامعة الأميركية في بيروت فاروق مرعبي، الخيارات المتاحة المختلفة لإدارة النفايات في لبنان، شارحا تكاليف كل منها، والمساحة الضرورية والمعدات اللازمة. وقال: “على سبيل المثال، للمجموعات الصغيرة المؤلفة من حوالي 13500 فرد والتي تنتج حوالي عشرة أطنان من النفايات يوميا، فإن الآلات اللازمة تشمل آلة صغيرة لخلط السباخ بالإضافة إلى غربال واحد للفرز، أما بالنسبة للتجمعات السكانية التي تفوق 40000 فرد والتي تنتج ما يصل الى مئة طن من النفايات يوميا، قد يكون من الأفضل استخدام تقنيات أكثر تطورا، بالإضافة إلى أكثر من غربال وبيوفيلتر لمعالجة رائحة السباخ”.
مسعود
أما عن الحل المقترح، فقالت الدكتورة مي مسعود من قسم الصحة البيئية في الجامعة الأميركية: “لا وجود لحل عام ولا يمكننا أن نختار حلا واحدا ونتوقع أن يناسب الجميع”.
وشددت على “الحاجة إلى استراتيجية متكاملة مستندة إلى تقييم الأثر البيئي، وذلك لتلبية الحاجات المختلفة لكل بلدية وبحسب خصوصياتها”.
ولفت بيان للجامعة الى أن “فريق عمل إدارة النفايات الصلبة في الجامعة الأميركية في بيروت بدأ بتحضير مبادرات ومشاريع منذ قامت الدكتورة صليبا بالقيام بنداء للحركة في أواخر شهر تموز الماضي. فبعد إقفال مطمر الناعمة بعد اثني عشر عاما من التأخير، اجتمع ستة وسبعون أستاذا وطالبا وموظفا من الجامعة الأميركية في بيروت، وهم يعملون بشكل دؤوب منذ ذلك الحين، محاولين تقديم منظور علمي حول الأزمة بكثافة. لا يركز فريق العمل على المشاريع فقط، بل يسعى كذلك لنشر كافة النتائج بأسرع وقت ممكن من أجل تسهيل الوصول إلى الحقائق العلمية وخلق مواطنين مطلعين وموضوعيين”.