IMLebanon

الأنباء: فرنسا مهتمة باستعادة نفوذها وزمام المبادرة في لبنان

france-flag-new

كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة ومعنية لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن باريس أبدت لواشنطن قلقها من تصفية النفوذ الفرنسي، خصوصا في سورية ولبنان، وأنها تريد استعادة زمام المبادرة من خلال الساحة اللبنانية.

وتردد أن الادارة الفرنسية تفكر بمواكبة الحضور العسكري الروسي في سورية والأميركي في العراق بتعزيز حضورها العسكري في لبنان والذي يقتصر الآن على القوة الفرنسية المنتشرة في الجنوب في اطار قوات “اليونيفيل”.

وفيما لا تبدو الظروف الكاملة لهذا الانتشار واضحة بعد، ووفق أي صيغة، وفي أي موقع جغرافي بالتحديد، تبدو فرنسا مصرة على لعب دورها كاملا في لبنان بالشراكة مع روسيا والولايات المتحدة الأميركية.

وما يضاعف من القلق الفرنسي، اشراف روسيا على برنامج زمني يقضي بطرح الملف اللبناني على طاولة المفاوضات في جنيف لحظة انجاز التقدم المطلوب على المستوى السوري.

ومن هذا المنظار تستمر باريس في سياستها القاضية بالتواصل المباشر مع حزب الله لادراكها أهمية هذا الخط نظرا الى الحجم اللبناني والاقليمي الذي اكتسبه حزب الله من جراء مشاركته في الحرب السورية.

ويتردد على نطاق دولي ضيق أن “عجن” المنطقة الجاري حاليا يشكل فرصة ممتازة للدخول الى هذا الملف الشائك، وهنالك من يتحدث عن تسوية تقضي بانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وترسيم نهائي للحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية في مقابل ايجاد حل لسلاح حزب الله يقضي بوضعه في عهدة الجيش اللبناني على أن يترافق ذلك مع اعادة تركيب السلطة في لبنان أو اعادة “عجنها” مجددا.

وحسب هذه “الهمسات” فإن تخلي حزب الله عن سلاحه لمصلحة الدولة اللبنانية يستوجب منحه مواقع ضامنة له خصوصا على مستوى القرارين السياسي والأمني داخل الدولة، وهو ما يعني في نهاية المطاف فتح ورشة داخلية كبرى عنوانها اعادة انتاج ميثاق وطني جديد ودستور جديد وسلطة جديدة بما بات يعرف بـ”المؤتمر التأسيسي”.

ذلك أن اعطاء حزب الله ضمانات سياسية وأمنية ثابتة على مستوى الدولة اللبنانية لابد من أن تقابلها صيغ داخلية جديدة تشكل بدورها ضمانات ادارية لمختلف الفئات الأخرى كمثل اعتماد اللامركزية الموسعة، من هنا اصرار فرنسا على تفعيل خطوط تواصلها مع حزب الله.

لكن مع وجود اصرار دولي على الدخول في هذه الورشة الهائلة من خلال وجود رئيس للجمهورية يتم انتخابه على أساس قدرته على التواصل مع الجميع وتأمينه مساحة للتلاقي والتحاور، رئيس لا يعترض عليه أحد ولديه من الخبرة السياسية ما يكفي لرعاية هذه الورشة.